فككت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة، نهاية الأسبوع المنصرم، تنظيما إجراميا أغرق مختلف مدن المملكة بالأقراص المهلوسة. وكشفت المصادر أن عناصر الأمن اهتدت إلى الزعيم المفترض لهذه الشبكة، والتي أثبتت التحريات الميدانية التي أشرفت عليها الشرطة القضائية، أنه يوجد رهن الاعتقال بسجن تولال بمكناس، حيث كان يدير تجارة «القرقوبي» على الصعيد الوطني من داخل زنزانته، مستعينا بهاتف نقال حصل عليه بطريقة مجهولة. وأوضحت جريدة المساء أن رجال الشرطة اهتدوا إلى هوية أفراد هذه الشبكة، بعدما نصبت المصلحة الولائية كمينا لأحدهم بمنطقة «أولاد أوجيه»، بناء على معلومات موثوقة توصلت بها عناصرها، فتم اعتقال المشتبه فيه الأول، وبحوزته ما يقارب 90 قرصا مهلوسا، من نوع فاليوم، ومبلغ مالي مهم. وأضافت المصادر ذاتها أن الشرطة القضائية وضعت سيناريوها محبك الإخراج لإسقاط باقي عناصر العصابة، إذ خلصت الأبحاث إلى أن السجين، الملقب ب»ولد الفرملية»، كان يدير تجارته غير المشروعة بتنسيق مع أمه وإخوته، الذين يتحدرون جميعهم من مدينة سيدي يحيى الغرب، ويقطنون حاليا بمدينة القنيطرة. وقادت عملية البحث المعمق مع المتهم إلى إجباره على الاعتراف بنشاطه الإجرامي، والكشف عن مزوده الرئيسي، الذي يقضي عقوبة حبسية بسجن مكناس، الذي رُحل إليه، بعدما كان في وقت سابق يقبع بالسجن المدني بالقنيطرة. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن المحققين استدرجوا أخ السجين بطريقة ذكية، بعدما أشعره شريكه الموقوف هاتفيا بحاجته إلى 100 قرص جديد، واتفق معه على مكان التسليم، الذي ما إن وصل إليه المتهم الثاني، حتى وجد نفسه محاصرا بعدد كبير من رجال الشرطة القضائية، الذين اعتقلوه، واقتادوه إلى مقر المصلحة الولائية للتحقيق معه. واعترف المتهم الجديد، أثناء استنطاقه، بكون أمه هي التي تتكلف بجلب حبات القرقوبي، بناء على تعليمات من أخيه المسجون، وهي التي تقوم بتوزيعها على تجار التقسيط، في إطار المهمة الموكولة إليها والمعروفة في لغة «البزناسة» باسم «الطاكسي»، وهو ما دفع الأمن إلى وضع خطة عجلت بإيقاف جميع المبحوث عنهم في ظرف قياسي، وحجز كميات كبيرة من الأقراص المهلوسة.