أثارت تصريحات أدلت بها مؤخراً الممثلة المغربية، فاطمة وشاي، لإحدى الإذاعات الخاصة، تنتقد فيها مخرجين سينمائيين مغاربة يعمدون إلى إقحام مشاهد ساخنة في أفلامهم. السجال من جديد حول مفهوم "الفن النظيف" في السينما المغربية. وفيما يطالب البعض باتباع سينما "نظيفة" من خلال نأي المخرجين السينمائيين المغاربة بأفلامهم عن المشاهد التي تحمل جرعة زائدة من الإيحاءات الجنسية، يؤكد آخرون أنه لا وجود لمفهوم "السينما النظيفة"، باعتبار أن الفن لا يتعين إخضاعه لمعايير أخلاقية. الممثلة فاطمة وشاي قالت، في تصريحات ل"العربية.نت"، إنها ترفض الأعمال السينمائية والدرامية الجريئة التي تضم المشاهد الساخنة، لأنها أفلام لا تليق بفنان يحترم نفسه ويحترم جمهوره الذي يتتبع أعماله، وتسيء إلى المسار الفني الذي دشنه طوال حياته. وتابعت وشاي أنها تؤيد مقولة الفن النظيف، لأن "الفن الجميل لا يمكن إلا أن يكون نظيفاً، والجمال لا يمكن أن يكون قبيحاً في نفس الآن"، مضيفة أنه "كلما صادفت سيناريو عمل فني يتضمن لقطات غير لائقة فإنها ترفضه على الفور". وبالنسبة للدكتور عبدالكريم برشيد، رائد المسرح الاحتفالي بالوطن العربي، فإنه من المفترض في الفن أن يتناول خطاباً معيناً أو رسالة راقية، ويبث قيماً إنسانية خالدة للأجيال الحالية والقادمة عبر أعماله الفنية سواء في السينما أو التلفزة أو المسرح. وشدد برشيد على أن الفن بأصله نظيف لكونه يشتمل على القيم الجميلة التي لا يمكن أن تتسخ إلا إذا قام الفنان نفسه بذلك، مشيراً إلى أن الفنان مخير بين انتقاء مواضيع نظيفة من جمال وحضارة ورقي وسمو بالعقل والروح، وبين مواضيع قاتمة وسوداء". فن بلا قيود وبالمقابل أبرزت الفنانة لطيفة أحرار أن الفن في منظورها الخاص يعني الوسيلة التي من خلالها يطرح مؤلف ومخرج فيلم أو مسرحية مشكلات المجتمع في مجالات السياسة والتاريخ والعلاقات الإنسانية، وهو ما يستدعي معالجة كل عمل فني وفق الموضوع المطروح. وبخصوص استخدام الجرأة في الأفلام السينمائية المغربية الجديدة وتناقضها مع مقولة "الفن النظيف"، أكدت أحرار ل"العربية.نت" أن الحرية هي أصل الأشياء، وبالتالي لا يتعين فرض قيود على الإبداع الفني من أجل الحصول على فن نظيف، لأنه سيكون محكوماً بضوابط قبلية. ورفضت الممثلة المغربية الترويج لمفهوم الفن النظيف، باعتبار أنه "ليس هناك فن نظيف وفن غير نظيف، لأن الفن هو فن وكفى"، مشيرة إلى أن الفنان الحقيقي هو الذي يحتك بواقعه وينقله كما هو بطريقة جمالية وذكية للجمهور، دون الخضوع لمعايير من غير الفن وحده.