إتهم رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس السلطات بإستغلال سجلت الحالة المدنية لجمع التوقيعات لصالح المرشح عبد العزيز بوتفليقة. وقال بن فليس لحظة تسليم ملف ترشحه الى رئيس المجس الدستوري مراد مدلسي ان جمع التوقيعات شهد تزويرا كبيرا، ولو كانت العدالة مستقلة لحققت في إستغلال فاضح لسجلات الحالة المدنية، لجمع التوقيعات لصالح المرشح بوتفليقة، عبر استخدام الأسماء المسجلة في الحالة المدنية في استمارات التوقيعات . وحذر بن فليس رئيس المجلس الدستوري من أي تزوير أو تلاعب يلحق باستمارات التوقيعات الخاصة به وقال "اللهم فاشهد أني قد بلغت حتى لا يكتب هذا التصرف كوصمة عار ولكي لا تصنف هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الجزائر في خانة الفرص الضائعة". ولم يجد رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي حيال تصريح بن فليس، سوى الصمت، خاصة وان هذه التصريحات الحادة كانت أمام الصحفيين والكاميرات. وسبق للمجلس الدستوري في انتخابات 2004، أن ألغى ترشح وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي بسبب ضياع عدد من التوقيعات. وهدد بن فليس بعدم التسامح هذه المرة بشأن أي تلاعب بأصوات الناخبين، بخلاف موقفه المهادن بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2004 والتي شكك فيها أيضا. وبلغ عدد المرشحين الذين قدموا ملفاتهم إلى المجلس الدستوري في المجموع تسعة مرشحين، هم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موس تواتي، ورئيس حزب التجمع الجزائري علي زغدود. من جهة أخرى فشل المترشح المثير للجدل رشيد نكاز في دخول سباق انتخابات الرئاسة الجزائرية، في آخر لحظة من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، لسبب يبدو غريبا نوعا ما، حيث اختفت السيارة التي تحمل التوقيعات الضرورية لقبول ملف الترشح. وأعلنت صفحة المترشح رشيد نكاز بشكل رسمي إقصاءه من سباق الرئاسة، رغم أن نكاز المعروف في فرنسا بدفاعه عن المنقبات، تخلى طواعية عن جنسيته الفرنسية حتى يتمكن من الترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية. واهتمت مواقع التواصل بالقصة، حيث تضامن البعض مع المترشح نكاز متحدثين عن "مؤامرة"، بينما شكك البعض الآخر وقال إنها ربما حيلة من نكاز للتغطية على فشله في جمع التوقيعات اللازمة. وفي تفاصيل هذا الخبر الغريب والأول من نوعه في تاريخ انتخابات الجزائر، قالت وسائل إعلام جزائرية إن سيارة تحمل توقيعات المترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية رشيد نكاز، قد اختفت بينما كان هو ينتظر وصولها في مقر المجلس الدستوري بالعاصمة، لإيداعها. وفي تصريحه لوسائل إعلام جزائرية منها قناة النهار التي بثت الخبر، قال نكاز "كنا في اتصال مع سائق السيارة، لكن فجأة اختفت السيارة، وعلى متنها أكثر من 11 ألف توقيع.. حقيقة لا أعرف ما حصل.. ربما اتصل به شخص ما.. لا أعرف". ورفض نكاز نظرية المؤامرة، لكنه عبر عن دهشته مما حصل أمامه، خصوصا وأن "أخاه موجود في هذه السيارة التي تحمل الجزء المتبقي من التوقيعات المطلوبة لإكمال النصاب القانوني". وفي رده فعله الأولي على خبر إقصائه بسبب عدم حصوله على النصاب القانوني من التوقيعات (60 ألف توقيع من 25 ولاية)، قال نكاز إنه "سيبحث عن أخيه الذي كان في السيارة التي اختفت". ومنح المجلس الدستوري المترشح الخاسر، مهلة ساعة إضافية على أمل ظهور السيارة المختفية، لكنها لم تظهر في النهاية. وحقق رشيد نكاز حضورا جماهيريا في الفترة التي قضاها بجمع التوقيعات بمختلف ولايات الجزائر الداخلية، خصوصا وأنه كان يمثل فكرة الشاب الطموح للتغيير رغم الأجواء السياسية المعتمة، والتي تمثلت في ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة.