حذر العلماء القراء والمهتمين بقراءة "أبراجهم" بشكل يومي من أنها يمكن أن تكون سبباً للسلوك المتهور والتسرع، وربما المزعج. ففي حين يسخر البعض من "الأبراج" ومطالعة "حظك اليوم" التي تنشرها الصحف يومياً، إلا أن متابعة تحركات النجوم والأبراج السماوية، تشكل هاجساً بالنسبة إلى البعض. غير أن دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة "أبحاث المستهلك" أو "جورنال أوف كونسيومر ريسيرتش" تفيد بأن "قراءة برجك" بانتظام قد تكون في الواقع سيئة بالنسبة لك. فقد وجدت الدراسة المشار إليها أن الناس الذين يعاينون أبراجهم يومياً أكثر عرضة للتصرف بتهور، أو أنهم يظهرون سلوكاً أكثر تسامحاً وتساهلاً مما ينبغي إذا ما كانت "بروجهم" سلبية في ذلك اليوم. وفي إحدى الدراسات، طلب العلماء في جامعتي "ساوث كارولينا" و"جونز هوبكنز" في بالتيمور، بماريلاند، من المشاركين أن يختاروا بين الذهاب إلى حفلة أو تنظيف منازلهم بعد قراءة مؤشرات إيجابية أو سلبية في أبراجهم. وبالنسبة إلى العلماء، فإن الذهاب إلى حفلة يعتبر قراراً متسامحاً، أما التنظيف في المنزل فيعد سلوكاً حميداً، وفقاً للدراسة التي نشرت صحيفة الاندبندنت ملخص نتائجها. وتبين أن المشاركين الذين حصلوا على مؤشرات سلبية في أبراجهم أكثر ميلاً إلى اختيار حضور الحفلة على قرار تنظيف المنزل. وفوجئ القائمون على الدراسة من النتائج، إذ كانوا يتوقعون أن يتجه المشاركون الذين كان طالعهم أو حظهم غير مؤات لاختيار الأنشطة الفاضلة أو الحميدة كتنظيف المنزل، في محاولة لمنع "السلبية" في أبراجهم. وقال مؤلفو الدراسة، هيونجمين كيم من جامعة جونز هوبكنز وكاتي كولو وتوماس كريمر من جامعة ساوث كارولينا: "الحكمة التقليدية قد توحي بأن على الناس الذين يعتقدون أنهم يستطيعون تغيير مصائرهم، فإنه في حالة الطالع السيء أو غير المؤاتي ينبغي عليهم محاولة تحسين مصائرهم". ولاحظ المؤلفون أن ما يقرب من ثلث الناس في أميركا "يؤمنون بقوة" بالتنبؤات الواردة في الأبراج. وخلص الباحثون إلى أن دراستهم "على وجه التحديد، تكشف أن التنبؤات المشؤومة وغير المؤاتية تزيد لاحقاً من احتمالات اتخاذ خيارات متساهلة أكثر من توجههم لاتخاذ خيارات فاضلة". وأضافوا "علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين يؤمنون بأن مصائرهم طيعة ولينة، لا تظهرون سلوكاً متسامحاً بعد تلقي التنبؤات المشؤومة غير المؤاتية"، مشيرين إلى أن قراءة الحظ والطالع السيء أو غير المؤاتي تأتي في الغالب بنتائج عكسية.