رحب العالم الاحد بالاتفاق الذي ابرم ليلا بين طهران والدول الست الكبرى الايراني في ختام مفاوضات شاقة في جنيف باعتباره خطوة اولى نحو تسوية شاملة. في المقابل وحدها اسرائيل التي تشتبه في ان البرنامج النووي الايراني يخفي شقا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر لذلك، نددت بالاتفاق واعتبرته "خطأ تاريخيا" مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس. أوباما: الاتفاق خطوة أولى مهمة في واشنطن، وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت الاتفاق المرحلي الذي توصلت اليه القوى الكبرى مع ايران بانه "خطوة اولى مهمة"، مشيرا في الوقت عينه الى استمرار وجود "صعوبات هائلة" في هذا الملف. وقال اوباما في كلمة القاها في البيت الابيض ان هذا الاتفاق "يقفل الطريق الاوضح" امام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجددا دعوة الكونغرس الى عدم التصويت على عقوبات جديدة على ايران. واكد اوباما انه "للمرة الاولى خلال ما يقارب العقد، اوقفنا تقدم البرنامج النووي الايراني، وسيتم الغاء اجزاء اساسية من البرنامج". وتعهد الرئيس الاميركي بان "عمليات تفتيش جديدة ستعطي امكانية وصول اكبر الى التجهيزات النووية الايرانية وستسمح للمجتمع الدولي بالتحقق مما اذا كانت ايران تفي بالتزاماتها". من جهته، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الاتفاق "سيجعل العالم اكثر امنا، واسرائيل وشركاءنا في المنطقة اكثر امنا". وقال ان الاتفاق يشكل "خطوة اولى" مشددا على ان النص "لا يقول ان لايران الحق في تخصيب (اليورانيوم) مهما جاء في بعض التعليقات". في طهران، رحب المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في الملفات الكبرى، بالاتفاق. وقال "لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا الانجاز (...) ويعود هذا النجاح ايضا الى الرعاية الالهية والصلوات ودعم الشعب"، مضيفا في رسالة الى الرئيس حسن روحاني، انه يتوجب "دوما الصمود امام المطالب المبالغ فيها" من الدول الاخرى في المجال النووي. من جهته رحب الرئيس الايراني بالاتفاق والذي يقبل بحسب قوله مبدأ حق ايران في تخصيب اليورانيوم، واعتبر ان العقوبات المفروضة على طهران بدأت تتصدع. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متوسطا نظيريه الاميركي جون كيري (يسار) ولوان فابيوس في جنيف في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 روسياوالصين يرحبان ويقولان لا خاسر الكل رابح من جانب اخر، رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد بالاتفاق معتبرا "ليس هناك من خاسر، الكل رابحون". واضاف لافروف ان الاتفاق يسمح بعمليات تفتيش اوسع نطاقا تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويعزز الثقة في الشرق الاوسط ويبدد بعض المخاوف من انتشار الاسلحة النووية. من جهتها رحبت الصين الاحد بالاتفاق معتبرة انه "سيساهم في صون السلام والاستقرار في الشرق الاوسط". وقال وزير الخارجية الصيني وانغ ويي في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الالكتروني "الاتفاق سيساهم في الحفاظ على نظام حظر انتشار الاسلحة النووية الدولي وسيصون السلام والاستقرار في الشرق الاوسط". وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالاتفاق معتبرا اياه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح". وقال هولاند "الاتفاق التمهيدي الذي اعتمد هذه الليلة يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ومرحلة نحو وقف البرنامج العسكري النووي الايراني وبالتالي نحو تطبيع علاقاتنا مع ايران". من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الاتفاق "جيد للعالم اجمع بما في ذلك دول الشرق الاوسط والشعب الايراني". من جانب اخر، رحبت دمشق بالاتفاق الذي ابرم بين طهران، ابرز حليف اقليمي للنظام السوري، والقوى الكبرى واعتبرته "تاريخيا". وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية كما نقلت وسائل الاعلام الرسمية ان سوريا "ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول 5+1 وتعتبره اتفاقا تاريخيا يضمن مصالح الشعب الايراني الشقيق ويعترف بحقه في الاستخدام السلمي للطاقة النووية". في المقابل، نددت اسرائيل بالاتفاق معتبرة ان طهران حصلت على "ما كانت تريده"، واكدت مجددا حقها في الدفاع عن النفس. ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق بانه "خطأ تاريخي". وكتب المتحدث باسم نتانياهو اوفير جندلمان على حسابه الرسمي على موقع تويتر ان نتانياهو قال في الاجتماع الاسبوعي لحكومته "ما تم التوصل اليه في جنيف البارحة ليس اتفاقا تاريخيا بل خطأ تاريخيا". واكد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت من جهته ان اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف ومن حقها الدفاع عن نفسها. وقال بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف القريب من لوبي المستوطنين "ان اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف. ان ايران تهدد اسرائيل ومن حق اسرائيل الدفاع عن نفسها".