يتناول نحو 120 مليون شخص حول العالم من مرضى السكري (النوع الثاني) ومليونا شخص في كندا عقار "ميتفورمين" للسيطرة على المرض. وفي الوقت الذي يعلم فيه الأطباء أن "ميتفورمين" يحتاج للتفاعل مع الأنسولين ليكون فعالا، وأنه لا يمكنه أن يخفض نسبة السكر في الدم من تلقاء نفسه، لم يكن بمقدور أحد تفسير الكيفية ولا السبب وراء حدوث ذلك. وكان باحثون في جامعة "ماكماستر" الكندية هم أول من أماط اللثام عن هذا اللغز من خلال اكتشافهم أن "ميتفورمين" يعمل على دهون الكبد. وقد نشر بحثهم هذا في مجلة "نيتشر ميديسين". وقال جريج شتاينبرج أستاذ مشارك في كلية طب جامعة "ماكماستر": "يكمن اللغز في أن "ميتفورمين" لا يعمل على خفض مستوى السكر في الدم عن طريق العمل مباشرة على الجلوكوز ، بل يعمل على خفض جزيئات الدهون الضارة في الكبد ، وهو الأمر الذي يسمح للانسولين أن يعمل بشكل أفضل ويخفض مستويات السكر في الدم"، حسبما نقل عنه موقع "ساينس دايلي" المعني بنشر الأبحاث العلمية. واوضح شتاينبرج أن معظم الأشخاص الذين يتناولون "ميتفورمين" لديهم دهون على الكبد وهو امر كثيرا ما يكون ناتج عن السمنة. وأضاف : "من المحتمل ان تكون الدهون المسبب الرئيسي لمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري ، وهو ما يجعل نسبة السكر في الدم تأخذ في الارتفاع لأن الأنسولين لا يمكنه أن يعمل بكفاءة لوقف السكر القادم من الكبد. واضاف شتاينبرج عقب إجراء ابحاث على فئران لديها دهون على الكبد :"تشير نتائج الأبحاث إلى أن الطريقة التي يعمل بها عقار ميتفورمين لا تكمن في خفض معدل التمثيل الغذائي للسكر بشكل مباشر، بل العمل على خفض الدهون في الكبد، وهو الأمر الذي يسمح للأنسولين بأن يعمل بشكل أفضل. واختتم قائلا :"يعد هذا الاكتشاف بمثابة سبق هائل في مجال إيجاد طرق علاج متعددة (ومناهج أكثر توائما مع) مرضى السكر الذين يعتبر عقار "ميتفورمين" بالنسبة لهم غير كاف لاستعادة مستوى السكر في الدم إلى المعدلات الطبيعية".