في السنوات القليلة الماضية,إختفيتم من الساحة,ما الجديد؟ -ترجمت مؤلفات,شاركت في عدة ندوات عن حقوق الإنسان,كما نشرت في دسمبر الماضي مجموعتي القصصية الجديدة'محنة الفراغ',كما أكتب ركنا في الأسبوعية الجديدة الناطقة بالعربية 'هسبريس'. إذن أصبحت كاتبا في نهاية المطاف؟ -أن لا أعتبر كاتبا,و هذا ليس طموحي على الإطلاق,بالنسبة ل'الزنزانة رقم10''فقد كتبتها لأني فقط أردت أن أحكي للمغاربة ما عانيته أنا ورفاقي في تازمامارت,أما آخر كتاب لي فقط فقد كتبته بتشجيع من بشر بنامي,مؤسس دار النشر 'طارق',لأنه كان دائما يعتقد أكتب جيدا وعندي حس للفكاهة. ألم تمتهن الفلاحة بعد حصولك على تعويض من الدولة؟ نعم,لكن هذه التجربة أصابها الفشل,رغم أني لم أكن الوحيد في هذه الوضعية,كل قدماء المعتقلين بتزمامارت تم الإحتيال عليهم,لقد إعتقدنا أن الناس سيكونون متعاونين وسيساعدوننا,لكنهم كانوا كثرا في التحايل علينا واستغلال سذاجتنا وقلة تجربتنا. هل لا زلت على إتصال برفاقك في المعتقل؟ ليس كثيرا,أحاول أن أطلع على مستجدات الجميع,لكن ليس ذلك واضحا,فقد توفي خمس معتقلين قدماء بتازمامارت السنة الماضية,كانت لدينا جمعية نجتمع بمقرها غالبية الأوقات,لكننا اضطررنا للتخلي عنه بسبب عدم توفر الإمكانيات لأداء الإيجار. كيف تكسب رزقك حاليا؟ من الأعمال التي أترجمها,عندي موهبة لا بأس فيها أستغلها في هذا الميدان,في 2001,حصلت على تعويض من الدولة يقدر ب2,5مليون درهم,ما كفى لإقتناء بيت,تكوين أسرة ووضع قليل من النقود جانبا,لكن دون عمل,عشنا جميعا على ''إقتصادياتنا'',ولا نحصل اليوم على أي تعويض شهري,لقد نستنا الدولة تماما. إذا التقيت يوما ما بالملك محمد السادس,ماذا ستقول له؟ أولا سأشكره على تحمل نفقات العمليتين الجراحيتين اللتين أجراهما إبني,الذي أصيب برضوض خطيرة في الجمجمة حين كان بعمر خمس سنوات,الملك سمع بالخبر وارسله للعلاج بفرنسا على نفقته الخاصة,لن أنسى أبدا ردة فعله هذه,غير أني سأقول له أيضا,أننا لا زلنا ننتظر حل مشاكلنا,لأننا عانينا بما فيه الكفاية. هل يتعرف عليك الناس في الشارع بعض الأحيان؟ نعم,خصوصا بعد ظهوري على قناة الجزيرة سنة 2009,حدث مرارا في المطاعم أن أجد الحساب قد دفع في الوقت الذي أهم فيه بتسديده,وخلال أدائي لمناسك الحج كنت أتفاجئ بأن مصريين وإيرانيين وحتى أندونسيين كانوا يعرفونني,ربما كان شكل رأسي فريدا من نوعه لذا فهم يتذكرونه جيدا.(يضحك). ألا يزعجكم أن الجميع يطرح عليكم أسئلة بخصوص تجربتكم بتزمامارت؟ لا,هنا لا أترك الكآبة تضني دواخلي,يجب أن استمر في الحديث عن ذلك,حتى لا ينسى الناس ذلك أبدا,ومؤخرا,وجدت أن أحد الأشخاص الذين اعرفهم قد سجل رقم هاتفي عنده تحت إسم'أحمد تازمامارت',وأجد هذا مبالغا فيه قليلا.(يضحك). لقد أمضيت 18سنة معزولا عن العالم الخارجي,ما الذي أثار انتباهك أكثر بعد الإفراج عنك؟ ما أثار إنتباهي أكثر هو فقدان الأمل عند الشباب,وكذا غياب التضامن بين الناس,كنت أتذكر مجتمعا يشد به الناس في أيدي بعضهم البعض, ثم وجدت نفسي مباشرة أمام مجتمع فرداني,حيث أصبحت فكرة 'الرحمة' نادرة جدا,لا نراها إلا في التلفزة,في مسلسلات رديئة تبث على قنواتنا الوطنية. لا تبدو كمعجب بالقنوات التلفزية المغربية؟ بصراحة,لا أتحمل هذا التدفق للمسلسلات التركية مثل'حريم السلطان',لا أشاهد التلفزيون أبدا,إلا عندما يتعلق الأمر بكرة القدم,فأنا لا أفوت أيا من مباريات المنتخب الوطني والبطولة الوطنية,كما أشاهد كثيرا القنوات الفرنسية المهتمة بالتاريخ,وطبعا مباريات البارصا,فأنا مشجع كبير لهذا الفريق. هل تهتمون قليلا بالتكنولوجيا أم لا؟ أسألوا أبنائي ذوو 12و14سنة,فهم يستلقون على بطونهم من الضحك عندما يرونني أحاول إستعمال الأنترنت,بشكل أكثر جدية,أنا لا أقرب الكمبيوتر إلا لكتابة النصوص وإرسالها. ما هو رأيكم في لجنة الإنصاف والمصالحة؟ هذه اللجنة قامت بالعديد من الأشياء,لكنها للأسف غير كافية,بالنسبة لنا,وعدنا بأن تزمامارت لن يهدم,وأن يحول إلى متحف,ويتم التعرف على القبور ووضع شواهد عليها,لكن الحدث هو ما حصل,بنزكري لم يكترث لنا. ما هي رؤيتكم لتطور حقوق الإنسان بالمغرب؟ الثاني,ووزيره إدريس البصري. تطور قوي لحسن الحظ,نحن اليوم جد بعيدين عن فترة الحسن لكن هناك العديد من الأشياء ينبغي العمل عليها,المشكل هو أن الدولة اعتمدت أسلوب أنصاف الحلول,لماذا لا تقال الحقيقة أخيرا بخصوص بن بركة,المنوزي والرويسي,لاأفهم ذلك حقا...