نظرة فابتسامة فموعد بالزواج فبيت مجهز بكاميرا رقمية ، فتصوير يتبعه تشهير ففضائح مفجعة تنتهي تارة بالشوهة وتارة بالسجن والغرامة أو بالانتحار... وابتسمي يا بلادي وغني جهرا " آفرحي أنا وسعدي أنا بوليداتي ". هذه أحوالنا في الأيام الأخيرة ، والفايسبوك خير من يعرف ذلك وخير من يعرِّف العالم علينا ، ماكاين غير الأشرطة الجنسية ، ها فاس ها مكناس ها الرباط ها تطوان ها الحاجب ها الغرب ها الشرق ها الجنوب ، وزيد أوزيد ، مرة الجنس يمارس في الحمامات ، ومرة في التواليتات ، ومرة يمارس ويصور بالقرب من المساجد وبتزامن مع صوت الآذان ، ومرة بالقرب من المدرسة التي كانت أما فصارت غمّا ،ومرة في قادوس كما هي عادات الجرذان ، ومرة هاكّا ومرّة هكذا ، ومرة هنا ومرة لهيه . وتحتد المنافسة بين مديري الصفحات ومراسليها ، شريط يتبعه شريط وبين الشريط والشريط شريط ، ماكاين غير فضحني نفضحك ، حتى إن الداخل للنت ليخيل إليه أن المغاربة رافعين في هذه الأيام شعار :" مستورة مستورة واللي ما فضحها ماشي راجل " . شخصيا حين رأيت هذا الإسراف في نشر الفضائح الجنسية مع سبق الإصرار والترصد ، تساءلت من المسؤول عن الحط من كرامة بعض فتيات هذا الوطن وحطِّهن في مواقف بايخة ، وقبل أن أجيب عن تساؤلي تذكرت بأن قنواتنا المغرمات بحمير السلطان وصراط الشيطان لا يتركن أنثى صغيرة كانت أم كبيرة حتى يخرجنها من الرشد إلى الغي ومن الغي إلى البغي والبغاء . حين تصبح قنواتنا مهيجا جنسيا ،وحين يفتي بعض الفقهاء بجواز استعمال الخيار ويد المهراز لكبح الشهوة الجنسية ، وحين يغيب الحنان والتواصل " العاطفي " داخل الأسرة ، وحين تعلو دعاوى الحرية الجنسية في بلاد الأولياء والصالحين ، فانتظروا من المدارس والثانويات أن تصبح مقرا لإنشاء العلاقات " المكسيكية " بين البنين والبنات ، وانتظرو من كل مكان معزول عن الناس أن يكون شاهدا على ترجمة الأفلام المدبلجة إلى واقع ما له دافع ، وانتظروا من الفيسبوك وأخواته أن يعلنوا عن الفائزين في مسابقة " فضحني نفضحك " . الحاصول الله يسترنا ويستركم ويخرجنا من دار العيب بلا عيب .