كشفت أخيرا الاستخبارات الاسبانية النقاب عن الشفرة السرية، التي استخدمتها في التحضير وعند ساعة الصفر من أجل اقتحام جزيرة ليلى المغربية سنة 2002. ووفق صحيفة "الماركا " فإن الاستخبارات الاسبانية وظفت أسماء رياضية في العملية التي أثارت ضجة آنذاك بعدما تم اقتحام التراب المغربي واعتقال جنود مغاربة. "زيدان غزا جزيرة ليلى" هكذا عنونت الصحفية تقريرا عن الموضوع في إشارة إلى لاعب ريال مدريد آنداك زين الدين زيدان ، وكشفت عبر التقرير، خطة تشكيلة غريبة مستوحاة من عالم كرة القدم رسمها الجنرالات الأسبان من اجل مراوغة وتمويه المخابرات المغربية بشتى أنواعها والمتواجدة بمحاذاة جزيرة ليلى بمنطقة بليونش ، من خلال إطلاق أسماء أندية اسبانية عريقة وملاعب كرة القدم شهيرة بالليغا ويحفضها المغاربة عن ظهر قلب .
العملية
في فجر 17 يوليوز 2002، خرج عدد من المروحيات العسكرية قدرت بنحو 7 مروحيات ، كان على مثنها على الأقل 28 جندي من القوات الخاصة صوب ملعب "بيرنابيو" الذي لم يكن في الحقيقة سوى "جزيرة ليلى المغربية " وليس الملعب الشهير لفريق مدريد الاسباني. ووفق ما ذكرته الصحيفة الاسبانية ،فهذه العملية تطلبت التنسيق مع مختلف الوحدات العسكرية الاسبانية الموجودة في الملعب "لاروساليدا" أي مدينة مالقة في الواقع، والتي يتواجد فيها نفس الملعب، وملعب "ميستايا" الموجود بمدينة فالنسيا،والذي كان استعمل حينها كشفرة للإشارة إلى مدينة مليلية المحتلة، كما تم إطلاق اسم ملعب برشلونة الشهير "كامب نو"كشفرة للدلالة،على مدينة سبتةالمحتلة، إلى جانب إطلاق اسم ملعب"لاغواناس"الموجود بمنطقة"اريوخا" للإشارة إلى جبل طارق.
ساعة الصفر وانطلاق المباراة
هييرو يحمي ظهر اللاعبين، زيدان يتقدم في الهجوم ويسجل في (بيرنابيو) ريال مدريدوبرشلونة سيحافظان على مواقعهما، في الحقيقة كان يقصد ب"هييرو" المروحية التي كان على متنها جنود من مشاة البحرية الاسبانية المكلفة بتوفير الغطاء الجوي للقوات التي ستنزل إلى الجزيرة،بينما كان زيدان يعني تلك القوات الخاصة التي نزلت حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، على جزيرة ليلى (البيرنابيو) من اجل مهاجمة الجنود المغاربة واعتقالهم، قبل تسليمهم للسلطات المغربية عبر مدينة سبتة. أما فريق ريال مدريد قلم يكن يقصد به سوى تلك السفينة الحربية Buque de Castilla التي كانت مركز قيادة العمليات، بينما كان يقصد بفريق برشلونة السفينة الحربية Fragata Navarra فيما تم إطلاق اسم فريق "مورسيا"على السفينة الحربية Corbita Cazadora شاركت في اقتحام الجزيرة.
وحدها "Romeo Sierra" اسم عملية اقتحام جزيرة ليلى (بيرنابيو)، لم تُستوح من عالم كرة القدم، لكنها اتخذت طابعا سياسيا، إذ أن الحرفين الأولين R هو اختصار لكلمة استرجاع (Recuperacion) بالاسبانية، وS اختصار كلمة (Soberania) التي تعني السيادة، أي أن الأسبان اعتبروا اقتحام الجزيرة بمثابة "استرجاع للسيادة".
وجدير بالذكر أن جزيرة ليلى التي رمز لها الجيش الاسباني ب(بيرنابيو)توجد على بعد 14 كيلومترا عن اقرب نقطة اسبانية، و200 متر فقط على السواحل المغربية.