الرومانسيَّة الزوجيَّة شيء أساسي في حياة المتزوجين، وعادة ما تنتظر المرأة المناسبات ليقوم زوجها بالتعبير لها عن حبَّه وقد تكون في قمة الحزن، بل يمكن أن تفتعل المشكلات إذا تناسى هذه المناسبات. وها قد بدأ العد التنازلي للاحتفال بعيد الحبِّ الذي تتربص به الزوجات، فالاحتفال به قد يعني نوعاً من الاهتمام والتقدير بالنسبة لهنَّ، واستمراراً لبقاء الحبِّ حتى بعد الحياة الزوجيَّة وصعوباتها. فهل يحتفل المتزوجون بعيد الحب؟
البداية كانت مع السيدة رنا دهلوي أخصائية ماكياج (36 سنة)، التي أكدت أنَّ المرأة دائماً بحاجة الى أن يُعبر لها زوجها عن اهتمامه وحبِّه. وعيد الحبِّ فرصة جيدة لذلك. وأضافت: أنتظر يوم عيد الحب بفارغ الصبر، وزوجي يحاول أن يُظهر بأنَّه متناسٍ لليوم، لكنَّه لا ينساه وعادة ما يقوم بتحضير مفاجأة جميلة لي ونحتفل به معاً، كما أنَّه يقدم الهدايا التي غالباً ما تكون من الورد أو الذهب والعطور. الأقل احتفالاً في عائلتي أما السيدة رفيف زهران، اعلاميَّة (47 سنة) فتقول: زوجي لا يحتفل به كل عام، لكنَّه كان يرسل لي في يوم الحبِّ باقة من الورد لأعوام متتابعة وحين سألته كيف تتذكر إرسال الورد سنوياً؟ فأجاب: بأنَّ صاحب المحل هو من يتصل به ويقوم بتذكيره وضحكنا لذلك. وأكملت: في أحد هذه الأعوام كانت السنة الثامنة عشرة لزواجي فأرسل لي زوجي 18 بوكيه من الورد بألوان مختلفة وكانت مفاجأة جميلة جداً. الأبناء أيضاً يحتفلون وكان رأي السيدة منال ياسين، المديرة الفنية لمركز سليسلة، بأنها ليست من المؤيدين للاحتفال بعيد الحبِّ وليست من المتربصات له، وأن أبناءها هم من يحضرون لهما مفاجآت الاحتفال به في بعض الأعوام حتى أصبحت تتوقع الاحتفال منهم. وتضيف: هناك مناسبات أكثر أهميَّة بالنسبة إليَّ كعيد زواجي وأعياد ميلاد أبنائي، حيث يكون الاحتفال بها حدثاً غير متوقع، بالإضافة لعيد الأم الذي أعتبره الأكثر قدسية بالنسبة إليَّ. زوجي لا يحتفل به مطلقاً وتقول السيدة (ع. ق) مديرة تشغيل (35 سنة) أنا متزوجة منذ 16عاماً وذلك لم يؤثر على علاقتي بزوجي، لكني لم أحتفل معه مطلقاً بعيد الحبِّ على الرغم من رغبتي الشديدة بذلك، لكن صده لي هو ما منعني من الاحتفال، حيث أُصابني إحباط شديد ولم أعد أهتم بالاحتفال معه بأي مناسبة خاصة. التوقيت ليس مهماً تنتظر الزوجات عيد الحب بفارغ الصبر حتى يدخل عليهنَّ أزواجهنَّ بباقة ورد أو هديَّة وأنا كباقي الزوجات لا أنكر ذلك، لكن تجربتي كانت قبل عيد الحبِّ بشهر، حيث فقدت جوالي العزيز إثر سقوطه وتحطمه بالكامل وكان عليَّ أن أذهب لشراء هاتف جديد، لكن ظروف ما منعتني، عندها لم أجد أمامي سوى زوجي ممسكاً خلفه هدية وحين فتحتها فإذا هي هاتف جديد. الهدية لم تكن في توقيت عيد الحب، لكنها كانت بتوقيت حاجتي لها. وأضافت: تجربتي هذه جعلتني أنظر لعيد الحب بمنظور جديد هو أنَّ الحبَّ بين الأزواج يكمن في إسعاد الشريك. كانت تلك تجربة السيدة سارا زهران مدربة رياضية (36 سنة). الرأي الاجتماعي تقول الدكتورة سحر رجب، المستشارة النفسية والأسرية: الزواج الناجح لا يحتاج ليوم للحب، فالحب متاح في جميع الأيام ويجب على الأزواج الاهتمام ومراعاة الحالة النفسيَّة للزوجة التي تكون في وهجها حين يقدم لها زوجها أو أبناؤها هدية، فالكلمة الطيبة واللمسة الحنون تمدان الزوجة بقدر كبير من السعادة وتجعل منها دينمو ينثر الحب والابتسامة. كما حثت الأزواج على الحرص على جعل بيوتهم عامرة بالحب، سواء مع زوجاتهم أو أبنائهم، وأن يدعموا حياتهم بالهدايا حتى لو كانت بسيطة، وذلك حتى لا يستجديها أهل بيتهم من الخارج. ووضحت رجب عظم حاجة الزوجة لذلك في زمن كثر فيه الصخب والمشاغل. وأخيراً أكدت على ضرورة أن يكون الآباء قدوة بالأفعال وليس الأقوال لأبنائهم ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة، حيث كان يداعب زوجاته ويطوف عليهنَّ جميعاً ليفرح قلوبهنَّ.