في حصة من حصص الرياضيات سأل أستاذ تلامذته قائلا : - ماذا يتبقى إذا طرحنا خمس موزات من خمس موزات ؟؟؟. فكر التلاميذ مليا ، ثم انبرى للجواب تلميذ " كسول " قال ساخرا : - لن يبقى سوى القشور يا أستاذ . غضب الأستاذ وطرد التلميذ من الحصة ، واتهم بالتهكم على أستاذه وإثارة الشغب والفتنة داخل الفصل ، ورغم محاولة دفاع التلميذ عن نفسه وتأكيده على أن جوابه صحيح من الناحية الرياضية والمنطقية والواقعية فإن أحدا لم يستطع تفهمه أو الوقوف بجانبه أبدا . تذكرت هذه النكتة / الواقعة وأنا أتابع الصراع المرير بين بنكيران وشباط ، فقلت في نفسي ، يا سبحان الله هذا الصراع لن يبقي للطرفين إلا قشورا يتزحلق عليها البعض ويضحك من أثرها البعض الآخر ، كما أن محاولة كل طرف إلغاء الطرف الآخر أو الاستقواء عليه لن تضيع إلا الجوهر الذي من أجله وجدت أحزابهما معا في الحكومة ألا وهو خدمة الشعب ورعاية مصالحه . هذا الشعب يبدو أن بنكيران وشباط ومن هو مثلهما رموه في دهاليز النسيان وغياهب التهميش وتناسوا أن له حقا عندهم ، وأنه ما صوت جزء منه عليهم ليكوِّنوا له حكومة " مدابزة غي مع راسها " شي كيشرق فيها وشي كيغرب ، وحين يحتدم النقاش بين الممثلين فيها يعلنون وكأنهم في دولة ديموقراطية استعدادهم للدخول في مناظرات سياسية قوامها على ما يستشف من تصريحات وتلميحات " شد لي نطلق ليك " وأساسها المتين رمي لقشور موز عساها تزلگ أحد المتناظرين . شخصيا حين سمعت عن دعوة شباط بنكيران لمناظرة فشي تيران ديال الكرة ، قلت سبحان الله ، ما أشبه سياسيينا بسياسيي الولاياتالمتحدةالأمريكية وبغيرهم من سياسيي البلدان الديموقراطية ، فالسياسة هناك كانت ولا تزال تقام بالمناظرات وتقوم بالمناظرات وطبعا غالبا ما تكون تلك المناظرات بين المعارضة وبين من يحكم سواء كان حزبا أم شخصا أم أغلبية " حزبية " ، وها نحن أيضا سننافسهم في هذه السياسة وسنحول المناظرة إلى مناگرة تشبه مناگرة العيالات فشي خصومة حامضة ، وسنؤسس لعرف سياسي جديد تعارض فيه الحكومة الحكومة ولا تترك للمعارضة فرصة للاعتراض أبدا . قشور في قشور ، هكذا هم ، وهكذا هي السياسة في بلدي قشور موز تتنافس الأحزاب في وضعها لبعضها البعض في مسرحية يتفرجون فيها على من سيتزحلق أكثر فأكثر والنتيجة " وجه مشروك عمرو ما كيتغسل " وشعب مسحوق عمرو ما غادي يزيدو بيه القدام . -