بعد ثلاث أسابيع على هجمات باريس، والاختفاء الغامض لصلاح عبد السلام المغربي المطلوب على خلفيتها انكشفت اليوم الأربعاء بعض تفاصيل ما قام به المطلوب الأول في فرنسا أياما قبل الجمعة الدامي13 نونبر 2015. وفي سرد لما توصل إليه المحققون في الهجمات التي أودت بأزيد من 130 شخص، فإن صلاح عبد السلام قام بجولة طويلة تخللت عدة بلدان أوربية قبل، ليلة الجمعة، التي تداعت لها أركان عاصمة الأنوار ومعها الجمهورية الفرنسية ككل. وأوردت قناة "RTL" أن رحلة غامضة أخذت صلاح عبد السلام إلى بلدان عدة من بينها اليونان وإيطاليا والنمسا والمجر.. وهي الرحلة التي يشتبه أن يكون نفذها لحشد شركاء ومساهمين في الهجمات على باريس. وحسب نفس المصدر، تأكد للمحققين أن صلاح عبد السلام، كان قد حل باليونان في 4 غشت 2015، على متن سيارة مكتراة من بلجيكا وقد تقدم للجمارك اليونانية بهويته الحقيقية، بعدما كان قدم إلى اليونان من مدينة باري الإيطالية متوسلا بعبارة بحرية. وحسب المحققين فقد كان صلاح عبد السلام مصحوبا بأحمد الدحماني وهو مغربي حامل للجنسية البلجيكية واعتقل مؤخرا (21 نونبر 2015) بمدينة أنطاليا التركية حيث اتهم بتحديد مواقع تركية مستهدفة على غرار ما وقع في باريس. بعد ذلك، جرى رصد تنقل صلاح عبد السلام إلى النمسا قادما إليها من المجر وكان حينها يسوق سيارة مرقمة ببلجيكا، وبرفقته اثنان، يشتبه أنهما كانا عائدين من سوريا وقد تكفل بنقلهما إلى قلب أوربا. ووفق المحققين واستنادا على ما ترسب لديهم اعتبر صلاح عبد السلام المكلف باللوجيستيك ضمن الخلية التي نفذت هجمات باريس، إذ أن سيارتين وهما منوع "رونو كليو" و"فولسفاكن بولو" سوداوي اللون، كانت قد اكتريتا من بلجيكا باسمه وعثر عليهما في الدائرتين 18 و11 بالعاصمة الفرنسية. كما ثبت للمحققين أن صلاح عبد السلام هو من اقتنى عشرة من صواعق التفجير بين شتنبر ومستهل أكتوبر الماضيين وأنه كان ينوي تفجير نفسه أيضا لكنه آثر الهرب بعد التضييق الأمني عقب تنفيذ الهجمات في باريس. وإذ يشتبه أن صلاح عبد السلام تخلى عن سترة متفجرة ليلة الجمعة 13 نونبر الماضي، وولى هاربا ليتوارى عن الأنظار فإن سيناريوهات عديدة تشكلت إزاء اختفائه، ففيما فقد آخر أثر له ببلجيكا، تبزغ فرضية أنه استطاع الفرار صوب سوريا ليلتحق بتنظيم "داعش" هناك، لكن هذا الأمر لم يتأكد بعد ليظل صلاح عبد السلام المطلوب الأول لفرنسا ولأوربا هذه الأيام.