أعلنت تركيا الاثنين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أنها ستبدأ عملية جديدة لمكافحة الإرهاب في سوريا، وذلك بالتعاون مع السعودية ودولة أخرى لم تسمها، إلى جانب دعم حلف شمال الأطلسي "الناتو". رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في بروكسل إن الحدود التركية السورية هي حدود الناتو، وإن انتهاك تلك الحدود ليس انتهاكاً ضد تركيا فحسب بل انتهاك ضد الناتو. وقال أوغلو إن تركيا ستحتاج إلى قنوات دبلوماسية للبدء بعملية جديدة مع السعودية ودولة أخرى لم يسمها لمكافحة الإرهاب في سوريا. وهذه هي أول مرة يتم الإعلان فيها عن الخطة "التي يبدو أنها كانت تسير بشكل سري"، ورجح أن تعمل الخطة على محورين، أولهما يتعلق بالجانب الاستخباري وجمع المعلومات بالتعاون مع السعودية ودول أخرى، وفقاً للجزيرة نت. أما المحور الآخر فيتضمن القيام بعمليات نوعية ضد "الخلايا الإرهابية" الموجودة على الحدود السورية، مما يتطلب توفير غطاء جوي إما من قبل التحالف الدولي أو من قبل حلف الناتو.
وقال داود أوغلو بعد لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل "لن يعتذر أي رئيس وزراء تركي ولا أي رئيس أو أية سلطة". وأضاف "لا يمكن لأي دولة أن تطالبنا باعتذارات، لأننا لم نقم إلا بواجبنا" أي "حماية مجالنا الجوي وحدودنا" مشيراً إلى أنه "كان عملاً دفاعياً". وأكد رئيس الحكومة التركية "نحن مستعدون للحوار مع روسيا عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية" مضيفاً "ليس لدينا أي نية للتصعيد" مع موسكو. في الوقت نفسه أكد "أنه من حق تركيا السيادي الدفاع عن مجالها الجوي وسلامة أراضيها" متحدثاً عن مخاطر حصول حوادث جديدة فيما تشن روسيا والائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضربات ضد الجهاديين في الأجواء السورية. وذكر بأن تركيا ساندت روسيا حين فرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية مشددة منذ صيف 2014 بسبب دورها المفترض في الأزمة الأوكرانية. وقال داود أوغلو "في الماضي كنا جميعاً ضد العقوبات الاقتصادية، إنه موقف مبدئي لتركيا" مضيفاً "روسيا كانت آنذاك تعارض العقوبات الاقتصادية (...) من المفارقات استخدام نفس الإجراءات ضد تركيا". من جانب آخر دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مرة جديدة إلى "الهدوء" وحث روسيا على "لعب دور بناء في سوريا" عبر استهداف تنظيم الدولة الإسلامية "عدونا المشترك" في ضرباتها. وقال ستولتنبرغ إن وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الذين سيجتمعون الثلاثاء والأربعاء في بروكسل سيحاولون "تعزيز الآليات التي ستتيح خفض المخاطر ومنع حصول حوادث مماثلة وتجنب تفاقمها". وأسقط الطيران التركي المقاتلة الروسية وهي من طراز سوخوي-24 في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد اختراقها المجال الجوي التركي. وتؤكد أنقرة أنها حذرت الطائرة "عشر مرات خلال خمس دقائق" قبل أن تطلق النار. من جانبها تصر روسيا على أن المقاتلة كانت في المجال الجوي السوري وأنها لم تتلق أي تحذير قبل إسقاطها.