بدا لافتاً في الحلقة ما قبل الاخيرة، من مرحلة الصوت وبس في الموسم الثالث من برنامج "ذا فويس" استدارة كل أو بعض كراسي المدربين الأربعة عاصي الحلاني وصابر الرباعي وكاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب، في اللحظة الاخيرة أو قبيل ثوانٍ معدودة من إنتهاء تقديم المشتركين لأغنياتهم، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة ومع أكثر من مشترك، ربما لأن قانون البرنامج يفرض عليهم إختيار 11 او 12 مشترك في فريق كل منهم، ولذلك هم يحاولون التريث وإنتظار الحلقة الأخيرة، التي قد تحمل لهم مفاجآت وأصوات رائعة، يجدون أنفسهم عاجزين عن ضمها إلى فريقهم، بسبب إكتمال عدده. الحلقة ما قبل الأخيرة من مرحلة الصوت وبس، حملت مفاجأة فنية رائعة، عبر مشاركة التونسية محرزية الطويل في البرنامج، التي كانت قد هجرت الغناء قبل 5 سنوات لأنها لم تنل الفرصة التي تستحقها، بسبب تراجع المستوى الفني، وتقدم الأشكال على الأصوات في مجال الغناء في العالم العربي، ولذلك قررت العودة عبر برنامج "ذا فويس" العودة الى الفن الذي هجرته. محرزية التي غنّت "غلبت أصالح" كانت أكثر من رائعة في أدائها وإحساسها وصوتها وطلتها، فإستدرات لها كراسي عاصي الحلاني وصابر الرباعي وشيرين عبد الوهاب، ما عدا كرسي كاظم الساهر الذي لم يفعل مثلهم ولم يستدر، بالرغم من إنسجامه الواضح مع صوتها، ربما لأنه يعتمد استراتجية معينة تقوم، في غالب الأحيان على عدم الاستدارة بكرسيه، عندما تلتف كراسي زملاءه الثلاثة، بدليل أنها كانت قليلة المرات التي استدارت فيها كرسيه مع كراسي صابر وعاصي وشيرين كانت معدودة، ويكون كاظم هو المبادر والمدرب الاول الذي من يلتفّ بكرسيه، كما يبدو واضحا إستدارة كرسي كاظم لصوت معين دون الآخرين، وإعلان التحدي من خلاله، ربما لأنه يبحث عن التميّز عن زملائه وفي إختياراته. فهو إختار في هذه الحلقة لوحده جيهان مدكور، التي قررت بدورها العودة الى الغناء، ومن ثم رائد سعادة الذي غنى من وراء الستارة، وأشار إلى انه يعرف كيف يقدمهما في المراحل المقبلة من البرنامج. محرزية التي سحرت بصوتها وطلتها وأدائها المتمكّن المدربين الأربعة، تسببت بحصول أزمة بين عاصي وشيرين وصابر بعد أن حاول كل منهم إقناعها بالإنضمام إلى فريقه. لكن شيرين ما لبث أن تراجعت، وقالت أنها سوف تكون سعيدة لو أن محرزية إنضمت إلى فريق صابر، ربما لأنها استنتجت أنها تونسية مثله، وأدركت في شكل مسبق، أنها سوف تختار إبن بلدها صابر دون سائر المدربين وهذا ما حصل بالفعل. ولكن عاصي حاول بشتى الطرق إقناع محرزية بالإنضمام إلى فريقه، وتوجه إليها قائلا، عندما إعتبر صابر أنها من أجمل الاصوات في تونس ولكنها لم تنل حقها" قدملك صابر شي مرة المساعدة. في شي مرة قلك تعي غني معي بشي حفلة أو مهرجان". ولعل أكثر ما يثير الانتباه والأسف في برنامج "ذا فويس" كما في برامج الهواة الاخرى، إصطحاب المشتركين لبعض أفراد عائلتهم إلى البرنامج، والذين يدخلون حالة من التوّتر والتشنج أثناء تقديم المشترك للأغنية، والتي يزيد من وتيرتها، تحريك المدربين الأربعة لأيديهم باتجاه الزر الاحمر، ومن ثم تراجعهم، حتى أنه وصل الأمر، في أحد الحلقات، بقيام والدة إحدى المشتركات بتقبيل الأرض، لمجرد ان أحد المدربين الأربعة استدار بكرسيه لإبنتها. إلى ذلك، لا يحق لأي مدرب أن يقول لأي مشترك "نحن لم نخترك لأننا محكومون بعدد معين من الأصوات"، لأن هذا الكلام يعني إعترافاً ضمنياً بصوته وموهبته، وبأن الحظ لم يحالفه بسبب قانون البرنامج، وليس لأنه ليس موهوباً، مما يعني أن الظلم يلحق بالمشترك مرتين. وهذا ما حصل مع المشترك إيثار ومع شيرين المعروفة بطيبتها وعفويتها، عندما فشل في إقناع المدربين بالإستدارة بكراسيهم، فقالت له "نحن محكومون بعدد معين من الأصوات"، ثم صعدت إلى المسرح وقالت له " مش مبسوط أنك شفتنا.. خلاص"، قبل أن تغني معه"حاجة غريبة" في محاولة منها لإرضائه. بالنسبة إلى المشتركين الذي تأهلوا للمرحلة المقبلة، فهم لؤلؤة غندور وريان جريرة اللذان إنضما إلى فرق عاصي الحلاني، سارة عكرود التي إنضمت إلى فريق شيرين عبد الوهاب، عبد الصمد جبران وزهير صليوا وعبد الصمد ويونس اولمعطي ورضوان صادق ومحمد الطيب إنضموا إلى فريق صابر الرباعي، رائد سعادة وجيهان مدكور إنضما إلى فريق كاظم الساهر.