تجاهلت الدول الغربية من بينها الولاياتالمتحدة مقترحاً روسياً يفيد بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن رئاسة البلاد كجزء من اتفاق سلام كاد أن ينهي الأزمة التي اندلعت منذ قرابة أربع سنوات ونصف. وبحسب أحد المفاوضين البارزين الذين شاركوا في النقاشات عبر قنوات سرية آنذاك أن المقترح الروسي كان يتضمن 3 نقاط من بينها تنازل الأسد عن السلطة في مرحلة بعد انطلاق محادثات السلام بين النظام والمعارضة. وبحسب تقرير لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء، فإن الرئيس الفنلندي السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام مارتي اهتيساري قال إن "القوى الغربية فشلت باغتنام الاقتراح. منذ أن صدر في 2012، وعشرات الآلاف قتلوا وشرد الملايين، مما تسبب بأزمة لاجئين هي الأخطر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية". وكان اهتيساري عقد محادثات مع مبعوثين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في فبراير (شباط) 2012. وأشار إلى أنه خلال تلك المناقشات، وضع السفير الروسي فيتالي تشوركين خطة من ثلاث نقاط، والتي تتضمن مقترحاً بأن يتنازل الأسد عن السلطة بعد أن تنطلق محادثات السلام بين النظام والمعارضة. لكنه قال إن "الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا كانت مقتنعة بأن الديكتاتور السوري كان على وشك السقوط، ولذلك تجاهلت الاقتراح"، مضيفاً "لقد كانت فرصة أضيعت في 2012". المقترح ويضيف التقرير أنه في 22 فبراير (شباط) 2012 تم ارسال اهتيساري للقاء بعثات الدول الخمس دائمة (الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) في مقر الأممالمتحدة في نيويورك من قبل "الحكماء"، وهي مجموعة من قادة الدول السابقين للدفاع عن السلام وحقوق الإنسان ومن بينها نيلسون مانديلا، وجيمي كارتر، والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان. ويلفت اهتيساري إلى أن أكثر الأمور أهمية في الاجتماع كان لقاؤه مع الدبلوماسي الروسي فيتالي تشوركين، إذ قال الأخير آنذاك ثلاثة أمور "واحد: لا ينبغي أن نعطي الأسلحة للمعارضة. اثنان: نحن يجب إطلاق الحوار فوراً بين المعارضة والأسد. ثلاثة: يجب أن نجد وسيلة مناسبة لتنحي الأسد". ويتابع اهتيساري في تصريحات للصحيفة أنه حاول التأكد مجدداً من كلام المبعوث الروسي حول مصير الأسد، خصوصاً أن تشوركين كان عاد لتوه من رحلة إلى موسكو، وأن الشك كان يكمن في أن الإقتراح قد يكون صادراً عن طريق الكرملين رسمياً. وقال اهتيساري إنه قام بتوصيل رسالة إلى البعثات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في الأممالمتحدة، لكنه قال: "لم يحدث شيء لأنني أعتقد أن كل تلك الدول، والكثير غيرها، كانوا مقتنعين بأنه سوف يتم التخلص من الأسد في غضون أسابيع قليلة لذلك لم تكن هناك حاجة لفعل أي شيء". وعلى الرغم من أن تشوركين رفض التعليق على ما سماه "محادثة خاصة" مع أهتيساري في تصريح للصحيفة، إلا أنه أكد إجراء النقاش في حينه. نفي غربي وبحسب التقرير، رفض دبلوماسيون غربيون في الأممالمتحدة التحدث رسمياً حول مزاعم اهتيساري، لكنهم أشاروا إلى أنه بعد عام من الصراع السوري، قامت قوات الأسد بمجازر متعددة، ما أدى إلى رفض جماعات معارضة رئيسية في الداخل قبول أي اقتراح يترك الأسد في السلطة.