اتهمت روسياالولاياتالمتحدة بتجاهل طلبها تقديم دليل على ضلوع الحكومة السورية في هجمات كيماوية أثناء الحرب الأهلية السورية. الاحتماء بالأقنعة الواقية من الغازات السامية في سوريا (خاص) تأتي مزاعم موسكو فيما تقول الدولتان إنهما تشجعان محادثات السلام، التي تأمل القوى الغربية ودول الخليج العربية أن تفضي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، للصحافيين عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن بخصوص التقرير النهائي لرئيس فريق الأممالمتحدة للتحقيق في مزاعم الهجمات الكيماوية في سوريا أكي سيلستروم "تجاهلت واشنطن طلبنا معلومات إضافية تثبت ضلوع الحكومة السورية في استخدام أسلحة كيماوية". وقال إن مزاعم ضلوع الحكومة السورية في هجمات كيماوية، بما في ذلك هجوم بغاز السارين أودى بحياة المئات يوم 21 غشت "غير مقنعة"، مضيفا أن موسكو تعتبر هجوم 21 غشت استفزازا من جانب المعارضة المسلحة. وأشار السفير الروسي إلى ما قال إنه معلومات سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي ادوارد سنودن. وتوترت العلاقات الأمريكية مع روسيا في الأشهر الأخيرة بسبب قرار موسكو منح اللجوء المؤقت لسنودن الذي سرب وثائق بخصوص مراقبة أمريكية واسعة النطاق للاتصالات. وقال تشوركين "عدم وجود أي دليل (على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية) أمر غريب على وجه الخصوص لأنه كما علم الناس من التقارير الإعلامية المستندة لموارد إدوارد سنودن كان للولايات المتحدة موارد قوية لاستخباراتها في سوريا". ووصف تلك الموارد بأنها "أجهزة استشعار قادرة على توفير معلومات بشأن أي عمليات مزج للمركبات تقوم بها القوات السورية لإنتاج السارين وقت حدوثها...فالسارين لا يعيش طويلا". ودفع هجوم 21 غشت، الذي تقول واشنطن إنه قتل ما يزيد على 1400 شخص كثير منهم أطفال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التهديد بشن غارات جوية على منشات عسكرية سورية لأن دمشق تجاوزت "الخط الأحمر" الذي حدده للتدخل. ووافقت الحكومة السورية على تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية والتخلص من ترسانتها. وقال تشوركين "لماذا تستخدم الحكومة السورية أسلحة كيماوية يوم 21 غشت. لماذا تتجاوز الخط الأحمر الذي حددته واشنطن وتتسبب في هجوم صاروخي عليها؟". وأضاف "لماذا تستخدم المعارضة أسلحة كيماوية؟ بسبب هذا الخط الأحمر تحديدا. لتستدعي تدخلا عسكريا خارجيا في الصراع السوري. واضح تماما أنه في 21 غشت وقع استفزاز واسع النطاق". ولم ترد البعثة الأمريكية على الفور على تصريحات تشوركين، لكن دبلوماسيين قالوا إن السفيرة الأمريكية، سامانتا باور أبلغته خلال الاجتماع المغلق أن "عطلة عيد الميلاد قد تحسن حالة السفير الروسي"، نقلا عن دبلوماسي حضر الاجتماع. وقال تشوركين لرويترز إنه "تعليق يفتقر إلى كثير من اللياقة". وأضاف الدبلوماسي الذي حضر الاجتماع، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن باور قالت أيضا لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة إن "النظام الروسي لديه ثقة ملحوظة في حكومة تطلق الصواريخ والقنابل على شعبها". وقال تشوركين للصحافيين إن روسيا لا تثق في سوريا وإنما تنظر في الحقائق للوصول إلى تقييمها للأمور. وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق، إنه ينبغي توقف القتال في سوريا، قبل بدء المفاوضات السياسية بشأن حكومة انتقالية. وأضاف بان للصحافيين في نيويورك "يتعين وقف الأعمال القتالية قبل أن نبدأ الحوار السياسي بشأن سوريا في جنيف. هذا القتال لابد من توقفه". ومن المقرر أن يجتمع ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة مع وسيط السلام الأخضر الإبراهيمي في سويسرا يوم 22 يناير، لبحث سبل إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.