انكفأ حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، عن الترشح لرئاسة جهة فاسمكناس لتؤول لخصمه في الأغلبية امحند العنصر أمين عام الحركة الشعبية، كما انقلب على رفاقه في المعارضة التي أصبحت أوهن من بيت العنكبوت وإذ تلقى حميد شباط ضربة موجعة وقد خسر معقله فاس، في استحقاقات 4 شتنبر الجاري، لفائدة الحزب الأغلبي العدالة والتنمية فإنه كان يحاول تدارك ما فاته وقد أعلن نيته الترشح لرئاسة جهة فاس- مكناس، في محاولة منه إثبا أنه قد يمرض ويعتل لكنه لا ولن يموت في تلك المنطقة، وذلك رغم صعوبة منال المنصب لكون المعارضة لم تكن تتوفر في جيبها إلا على 31 مقعدا في مواجهة الأغلبية التي حصدت 38 مقعدا لكن، خاب ترقب سباق محموم على جهة فاسمكناس بعدما أعلن فجأة عن انسحاب حميد شباط، أمين عام حزب "الميزان" مما صب دلو ثلج على رؤوس المنتظرين لخلاصة صراع اشتد أواره بين الأغلبية والمعارضة في هذه الجهة، لأن شيئا من المرتقب لم يحدث. وجدير بالذكر، أن حزب الاستقلال لم يرجع بخفي حنين من التنافس على رئاسة الجهات الاثني عشر المشكلة لمجموع تراب المملكة فقد حاز رئاسة جهة العيون الساقية الحمراء لصالح حمدي ولد الرشيد، كما فاز أخطاط ينجى عن حزب علال الفاسي برئاسة جهة الداخلة وادي الذهب. وكذلك، إذا كان الغريم العنصر، أمين عام حزب "السنبلة" قد ظفر برئاسة الجهة المذكورة فإنها تظل الوحيدة ترسبت في رصيده بعدما حسم إبراهيم مجاهد عن الاصالة والمعاصرة لفائدته السباق نحو رئاسة جهة بني ملال- خنيفرة، والتي لم تتلاش حتى الأخير حظوظ الحركي المهدي عثمون في الفوز بها رغم أن المعارضة كانت تقل بمقعد واحد (28 مقعدا) عن الأغلبية بواقع (29 مقعدا). وبالعودة للمعارض الشرس لحكومة عبد الإله ابن كيران، فإن التغير في مواقف حميد شباط لم يقف عند سحب ترشيحه في مواجهة امحند العنصر، وإنما أعلن "انقلابا" عن زملائه في المعارضة، وقد تدوالت أنباء أنه يعكف على التشاور مع أعضاء اللجنة التنفيذية لحزبه من أجل التقرير في مسألة بقاء الحزب مصطفا في المعارضة أو النزوح منها ليغدو "مساندا ناقدا" لحكومة ابن كيران ليس إلا. وتشير التكهنات إلى أن سبب التغير في المواقف الاستقلالية ينزاح إلى غضبة "شباطية" من حزب الأصالة والمعاصرة الذي يرى الأول أنه يضيق عليه الخناق في العديد من المناطق حيث كانت ترتسم بجلاء معالم تحالفات هجينة مناقضة لما اتفق عليه سلفا بين زعماء المعارضة. ويسطر الموقف الانقلابي لشباط، عهدا جديدا سينفرط معه لا محالة ميثاق المعارضة وينزع عنه يافطة "جلاد" ابن كيران أينما تعينت الملتقيات والمهرجانات الخطابية ليرتدي ومعه الاستقلاليون لبوس المساندة النقدية للحكومة بزعامة "البيجيدي".