تداول متوفرون على حسابات بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة لمغربية تعيش حالة تشرد وترتدي "تنورة" من "العلم الوطني".. وجاء ذلك تزامنا مع الدعم الحقوقي والتضامن المجتمعي الكبير الذي حظيت به "لابستا التنورتين" بإنزكان عقب الاعتداء عليهما ومتابعتهما بجنحة الإخلال بالحياء العام من لدن النيابة العامّة. وأكد فيسبوكيون أحقية ذات المشردة، التي تبدو في الصورة حافية القدمين مرتدية لباسا خفيفا وتحمل رزمة على ظهرها متسوّلة في الشارع، بالعيش الكريم واللقمة المتاحة والجدران التي تحميها من الاعتداءات والتحرشات، باعتبارها مواطنة كاملة المواطنة، وأنها هي أيضا ينبغي أن تلقى تضامن الحقوقيين والجمعويين ومرافعات المحامين. وكتب أحد النشطاء على صفحته :" لباسها وطنها وبيتها فوق ظهرها، غير آبهة بمنطق التحرر ولا التأسلم"، ليضيف آخر أن "المتشردة امرأة ترتدي الوطن كله، ولن يتبقى من وطنيتنا أي شيء"، داعيا إلى الاهتمام بالقضايا الكبرى للمواطنين البسطاء، مؤكدا بالقول " ما دمنا لم نحقق الكرامة المطلقة ولم نوفر بعد شروط الإنسانية في العيش الكريم فأي نضال من أي نوع آخر مردود علينا". واعتبر أحد المعلقين الفيسبوكيين، ضمن سيل التعاطي مع ذات الصورة، أن النضال مطلوب على اختلاف أوجهه ومعاركه ومشاربه، لكن الأهم والأكبر هو ذاك المتعلق بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، لتأتي البقية"، متابعا: "بيننا الآلاف من إخوتنا وأخواتنا، لكنهم ليسوا منا، حلمهم بسيط وآمالهم أبسط.." وفق تعبيره. وذهب نشطاء إلى دعوة الحقوقيين إلى المطالبة بحق المغاربة في الصحة الجيدة والتعليم الحقيقي، والنضال من أجل السكن اللائق والقضاء العادل، وتمكين المواطنين من قدرة معيشية تراعي هشاشة المجتمع، والعمل على القضاء على الرشوة والمحسوبية و"باك صاحبي" وفق تعبيره.. مستطردا: " ناضلوا من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية"، ويرى آخرون أن "المجتمع المغربي أصبح معصوم العينين ومشتت الفكر ما جعله تائها عوض التركيز على حقوقه المشروعة". من جهة أخرى عبرت تعليقات فيسبوكية عن الإشادة بالمتضامنين مع "لابستي التنورتين" بإنزكان والحملة الواسعة لإبداء التشبث بحرية الملبس في وجه الساعين للمس به.. موردين ضمن كتاباتهم التواصلية أن هذا التحرك الواسع قد أضحى يعطي ثماره، ضاربين المثل بصورة "تنورة الراية" التي كانت بعيدة عن أي اهتمام، منذ التقاطها القديم، والتي عادت للتداول من أجل المناداة بالكرامة. وقال أحد المعلقين الفايسبوكيّين، في ذات السياق، إن محركي نقاش "تنورة الراية" يرومون تمييع النقاش بخصوص حرية الملبس وتهريبه صوب القضايا الاجتماعية.. وأضاف: "ينبغي عدم التنازل عن كل قضية تهم الحريّة، وكرامَة، والعدالة اجتماعية.. وهي مطالب تم إعلانها من طرف الشعب المغربي من وسط الشارع ضمن محطات كانت أكبرها قبل 4 سنوات.. وقد تواجد بينهم مدبرون للشأن العام الوطني حاليا وعدد من الملتحقين بدواوينهم".