سلطت مجلة "جون أفريك" المتخصصة في الشؤون الإفريقية، الضوء في تحقيق مثير، نشرته في عددها الأخير، حول الأسباب الحقيقة الذي دفعت الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية رابعة رغم الأزمة الصحية الحرجة التي يمر بها منذ سنوات. تقول المجلة أن مرض عبد العزيز بوتفليقة تزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية، ليبدأ ساكن قصر المرادية "خدعته الكبرى" من أجل البقاء فوق الكرسي لولاية جديدة بالترويج أنه لن يترشح للإنتخابات، حيث إستدعى الوزير الأول عبد المالك سلال وأعلمه بسرية أن يبدأ الإشتغال في الترويج لحسابه من أجل الترشح للرئاسيات، وهو نفس الكلام الذي قاله لعبد العزيز بلخادم، وكان ذلك في يناير 2014.
"الخدعة الكبرى"، حسب "جون أفريك" بدأت مند مارس من سنة 2011، عندما قام بوتفليقة باستدعاء رئيس الحكومة آنذاك عبد العزيز بلخادم، إضافة إلى رئيسي غرفتي البرلمان، ليخبرهما بعزمه ترك السلطة، بعد أسابيع قليلة من الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسنى مبارك، كما كانت حينها الجارة ليبيا تغلي قبل تصفية العقيد معمر القدافي.
وأضافت المجلة الدائعة الصيت أن بوتفليقة وضع المؤسسة العسكرية، وهي الحاكم الفعلي للجزائر، أمام خيارين، الأول إما دعمه شخصيا لتولي السلطة لولاية رابعة أو دعم عبد الملك سلال أو عبد العزيز بلخادم.
حينها اقتنع مدير المخابرات الجزائرية توفيق مدين أن لا حظوظ لعبد المالك سلال أو عبد العزيز بلخادم في هزم علي بنفليس الذي يحظى بشعبية كبيرة ومسار سياسي نظيف، لتقتنع بذلك المخابرات والمؤسسة العسكرية أن حظوظ بوتفليقة رغم كونه مقعدا ويتمشى على كرسيه المتحرك أكبر بكثير من إمكانية هزم سلال وبلخادم لبنفليس، الغير مرغوب فيه بالنسبة للمخابرات والمؤسسة العسكرية.
وفي ال 22 فبراير 2015، فاجأ صناع القرار الفعليين في الجزائر العالم بتزكية ترشح بوتفليقة "المريض" لولاية جديدة ليعلن عبد المالك سلال رسميا ترشح بوتفليقة في تجمع خطابي بمدينة وهران.
بعدها بأسابيع فقط ظهر عبد العزيز بوتفليقة بجسده المشلول فوق كرسيه المتحرك وبصعوبة في النطق يؤدي اليمين الدستوري في ال 28 أبريل 2014، بعدما هزم بسهولة علي بنفليس ليتولى رئاسة الجزائر لولاية رابعة وفي عمره 77 عاما.