أبرزت عملية التحضير لرئاسيات 2014 في الجزائر، عدم اقتصار عملية صناعة الرئيس القادم على الفاعلين المحليين فقط، بل تعدت إلى دول كبرى هي فرنسا وأمريكا اللتين ألقتا بثقليهما في المسألة. يعتبر عبد العالي رزاقي، الدكتور في العلوم السياسية، تفضيل بوتفليقة للعلاج في فرنسا وتحول المسؤولين الفرنسيين إلى ناطقين رسميين عن حالته الصحية، والضمانات التي أعطاها الرئيس فرانسوا هولاند مؤخرا بخصوص تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها، ومعارضته إجراء رئاسيات مسبقة، واستبعاده لسيناريو الفوضى ما بعد بوتفليقة، أدلة كافية لاستنتاج الدور الفرنسي في تحديد هوية الرئيس القادم للجزائر. ويرى المتحدث، أن الفرنسيين يفضلون الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، ورئيس الحكومة الأسبق، عبد العزيز بلخادم، مستدلا في تحليليه بسبر الآراء الذي أجرته المجلة الفرنسية "جون أفريك"، والتي وضعت عبد العزيز بلخادم في المرتبة الأولى في ترتيب الاقتراحات من أصل 7 أسماء مقترحة لخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأكد رزاقي أن المؤسسة العسكرية ستراعي في عملية انتقائها لخليفة بوتفليقة، ضغوطات القوى الكبرى، خاصة محور باريس وواشنطن، واللتين دخلتا بقوة، كل واحدة بطريقتها الخاصة، لتحديد الخارطة المستقبلية للجزائر، من خلال رئاسيات 2014، من باب حماية مصالحهما الاستراتيجية في المنطقة. وأضاف المتحدث أن المؤسسة العسكرية باعتبارها صاحبة القرار الأول والأخير، شرعت منذ أسابيع في تعبيد الطريق وترتيب الأمور أمام خليفة بوتفليقة، مضيفا أن العسكر قد يذهبون إلى خيار الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال، على أساس أنه الأقرب إلى المؤسسة الحاكمة في البلاد، إضافة إلى كونه الوحيد من الأسماء البارزة التي لديها تغطية شعبية، عكس عبد العزيز بلخادم الذي أزيح من على رأس الأمانة العامة للحزب العتيد. في مقابل ذلك، أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، هنري إنشر، جاهزية واشنطن واستعدادها للعمل مع أي حكومة يختارها الشعب الجزائري وتعمل على حفظ استقرار الدولة الجزائرية وتنميتها، ومن ذلك المؤسسات الدستورية والرئاسة.