قتل 147 طالبا على الأقل في الهجوم الذي شنته حركة الشباب الإسلامية على جامعة في كينيا الخميس، بحسب مركز عمليات الكوارث الوطني عقب أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد منذ تفجير السفارة الأميركية في نيروبي في 1998. وشارفت عملية القوات المسلحة على الانتهاء مساء الخميس بعد أكثر من 15 ساعة على بدء الهجوم. وأعلن وزير الداخلية جوزف نكايسري "نقوم بتنظيف المنطقة"، مؤكدا أنه "تم القضاء على 90 في المائة من التهديد وأن أربعة إرهابيين قد قتلوا". لكنه شدد على أن "العدد المحدد للإرهابيين لم يعرف بالضبط"، ملتزما الحذر حول إمكان وجود مهاجمين آخرين داخل حرم الجامعة وربما يحتجزون رهائن. وكان الوزير أعلن بعد الظهر أن أحد المهاجمين تم توقيفه.
وتابع "للأسف فقدنا عددا من الأشخاص، ولم نتأكد تماما" في جامعة غاريسا التي تبعد 150 كلم على الحدود مع الصومال، موضحا أن الحصيلة لا تزال مؤقتة. كما قتل مسلحو حركة الشباب اثنين من الحراس عند بدء الهجوم. واضاف "تم إنقاذ 500 طالب"، دون أن يحدد ما إذا كان هؤلاء من بين الرهائن الذين أعلنت الحركة احتجازهم أو أنهم طلاب كانوا مختبئين خلال الهجوم. كما لا يزال مصير الرهائن المحتجزين لدى مسلحي حركة الشباب مجهولا مساء الخميس. وهذا هو الهجوم الأكثر دموية في كينيا منذ الاعتداء على السفارة الأميركية في نيروبي في 1998 والذي راح ضحيته 213 شخصا وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه. وقرابة الساعة 05،30 (02،30 تغ) صباح الخميس، قتل مهاجمو حركة الشباب اثنين من الحراس عند مدخل الجامعة قبل ان يفتحوا النار عشوائيا داخل الحرم ويقتحموا المبنى السكني حيث يقيم عدة مئات من الطلاب. وكان الصليب الأحمر أشار خلال النهار إلى أن "عددا غير محدد من الطلاب رهائن" في الحرم الجامعي الذي يبلغ عدد الطلاب المسجلين فيه 815 شخصا بينما عدد العاملين 60 شخصا. وقال جافيت موالا وهو طالب نجح في الفرار من حرم الجامعة "كنا نائمين عندما سمعنا دوي انفجار قوي تلاه اطلاق نار وبدأ الجميع يهربون". وأضاف "لكن كثيرين لم يتمكنوا من مغادرة المبنى الذي كان المهاجمون يتقدمون باتجاهه وهم يطلقون النار". وذكر طلاب ان شائعات عن هجوم قريب على الجامعة سرت خلال الاسبوع. وقال احدهم نيكولا موتوكو "لم يأخذ احد ذلك على محمل الجد"، بينما قالت طالبة تدعى كاترين انها "اعتقدت إنها كذبة الأول أبريل". وأكدت وزارة الداخلية الكينية على تويتر أنه "تم إخلاء ثلاثة أرباع المبنى" دون مزيد من التفاصيل. وأضاف "تحصن المهاجمون في احد المباني والعمليات مستمرة" لاستعادة السيطرة على الحرم الجامعي. واثار الهجوم "الجبان" و"المقيت" بحسب واشنطن و"الهمجي" و"المنافي للمنطق" بحسب لندن استنكارات عدة. فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء الخميس عن "الأمل بعودة الوضع قريبا تحت السيطرة بدون مزيد من الألم للمحتجزين (رهائن) ويدعو إلى إحالة المسؤولين عن هذا الهجوم سريعا على القضاء".
وضاعف الاسلاميون الصوماليون في حركة الشباب الاعتداءات على الأراضي الكينية منذ 2011 ووصلوا إلى نيروبي ومومباسا الميناء الرئيسي في شرق افريقيا. وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم في شتنبر 2013 على مركز ويست غايت في نيروبي الذي أوقع 67 قتيلا وسلسلة هجمات دامية على بلدت على الساحل الكيني في يونيو ويوليوز 2014 تم خلالها إعدام 96 شخصا على الأقل بدم بارد. والمناطق الكينية الواقعة على طول الحدود مع الصومال على 700 كلم -- خصوصا مانديرا ووجير (شمال شرق) وغاريسا -- غالبا ما تتعرض لهجمات.