يبدو أن وزير الصحة، الحسين الوردي، يسعى إلى “تهدئة” الأجواء مع أطباء القطاع العام بعد الحرب الإعلامية التي اندلعت مؤخرا، حيث أكد على أنه “لا يمكن أن يحمل الأطر الطبية مسؤولية اختلالات القطاع .” الوردي، الذي كان يتحدث خلال جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس النواب اليوم الثلاثاء، شدد على أنه لم يسبق له التأكيد على العلاقة السببية بين وفيات الأمهات والأطفال وغيابات الأطباء، بقدر ما أن تصريحاته كانت تستهدف ظاهرة غياب الأطباء “التي لا يمكن السكوت عنها عندما يتعلق الأمر بالمناطق النائية، حيث توجد حالات يعمل فيها الطبيب أسبوعا ويتغيب خمسة أسابيع”. وفي هذا السياق، دعا الوزير الأطر الطبية في القطاع العام إلى المساهمة في “حربه” على هكذا حالات، مشددا في نفس الوقت على أنه لا يعمم، لكون “جل الأطباء نزهاء وشرفاء، على الرغم من وجود بعض الانزلاقات،” قبل أن يردف “ما عمرني حملت مسؤولية النقص والاختلالات التي يعرفها القطاع للأطر الصحية.” وكان وزير الصحة الحسين الوردي، قد أدلى بتصريحات يلقي فيها باللائمة على تغيبات الأطباء في تردي جودة الخدمات الصحية في المستشفيات، واصفا هذه الظاهرة ب”الطامة الكبرى التي لا يمكن السكوت عنها أو الارتياح لعواقبها”، حيث جمع في هذا الوصف الغيابات غير المبررة للأطباء وحتى تلك المبررة، قائلا إنها “تفتقر إلى الوازع الأخلاقي عندما تداس بها أبسط أخلاقيات المهنة”. فيما اعتبر الأطباء أن “حالات غياب الأطباء غير المبررة تبقى فردية ومعزولة، كما هو الحال في كل الإدارات المغربية”، مستغربين من “تقديم هذه الغيابات كتفسير لتردي الخدمات الصحية”، ومعتبرين أن تصريحات الوردي “ليس لها أساس من الصحة”، وتدخل في إطار “حملة إعلامية لتحريض المواطنين ضد الأطباء وتحضيرا لمرحلة قادمة يتم فيها تهييء الرأي العام لاستقدام الأطباء الأجانب”.