في كلمة مؤثرة، أذرف فيها دموعه، كشف لأول مرة لأول مرة بشكل مستفيض عن علاقته برفيق دربه وزير الدولة عبد الله باها. قال رئيس الحكومة عبد الاله بنكيرانمساء أمس الأحد،خلال الجلسة الختامية لأشغال اللجن الدائمة للمجلس الوطني لحزب "العدالة والتنمية"، المنعقد بمدينة سلا، (قال): "كنت أبوح لعبد الله باها بكل أسراري، وهو لا يقول لي بعض الأشياء"، وتابع "في بعض الأحيان كنت أقطع معه مئات الكيلومترات، وهو لم يكن يتحدث ولو بكلمة". وأضاف: "كنت تقريبا أصاب في بعض الأحيان ببعض التقديس له في بعض الأذكار وفي بعض الصلوات، فالرجل كان الله عز وجل حاضرا بالنسبة إليه كمرجع وحيد في تقديري، كان الله أعطاه الميزان، وكان يأخذ نفسه بمقتضى ذلك". وفي تعليقه عى جنازة الراحل، أردف رئيس الحكومة قائلا: "باها أقيمت له جنازة مهيبة، ولم تكن جنازة طائفية، لم يحضرها فقط أعضاء حزب العدالة والتنمية وحدهم، جاءها عموم المواطنين المغاربة، ومنهم الخصوم الشرسون لنا، وتوج ذلك بحضور سمو الأمير مولاي رشيد، بمعنى أنه كانت جنازة إجماع على رجل". وعن أسباب عدم إدلائه بأي تصريح صحفي بعد وفاة باها، قال بنكيران: "لما توفي باها رفضت أن أدلي بأي تصريح رسمي، كنت أحدث الناس الذين يزورونني عن الأخ باها وظروف وفاته وأثارها علي وعلى الحزب وعلى البلد كله". وأصاف "لم أتحدث رسميا لأنني شعرت أنه لم يحن الوقت بعد، وما تزال الصدمة كبيرة، والنهوض منها كان صعبا". وتتحدث بنكيران عن فراق رفيق دربه قائلا: "على كل حال يمكن أن أجمل الكلام على أني لأول مرة في حياتي أعيش هذا النوع من الفقدان، فقد فقدت أشخاصا أعزاء غاية المعزة من الأسرة وداخل العالم العربي وخارجه، ولكن هذا كان شيئا خاصا فعلا". وأردف: "لا أخفيكم أن الحزن على الفقيد لن يفارقني بسرعة وهذا أمر شخصي وكل واحد منكم حر في أحواله الشخصية". واسترسل وهو يغالب دموعه: "لو دمتم على العزاء لي إلى أن ألتحق به لا أعتقد أنني سأعزى فيه إلا من قبل الله تعالى فهو القادر على أن يعزي حقيقة سبحانه وتعالى".