* تواجه شرطة اسكتلنديارد ضغوطاً منذ أيام لإعادة فتح ملفات عدد من كبار الأثرياء قيل إنهم أقدموا على الإنتحار خلال السنوات القليلة الماضية، وسط مزاعم بتورط "المافيا الروسية" في جرائم قتلهم.
وكان آخر هؤلاء سكوت يونغ البالغ 52 سنة والذي سقط الإثنين من نافذة منزله الفخم في ضاحية هارليبون بوسط لندن ووقع من علو 18 متراً على أعمدة حديد تشكّل سوّر المنزل. عندما وصلت الشرطة وأجهزة الإنقاذ كانت الأعمدة مغروسة في جسده، فلم يكن ممكناً نقله إلى المستشفى لمحاولة إنقاذه سوى بعد نشر الجزء العالق في جسده من السور الحديدي. ربما كان سكوت سقط فعلاً من النافذة لينتحر، فهو كان يعيش في المنزل مع صديقته نويل رينو لكنهما كانا يتشاجران وألغيا خططاً لإعلان خطوبتهما. وكان سكوت الذي قُدّرت ثروته في يوم من الأيام ب 400 مليون جنيه استرليني، محور اهتمام كبير في وسائل الإعلام العام الماضي عندما أمر قاض بسجنه لرفضه دفع جزء كبير من ثروته لطليقته.
وإذا أضيفت إلى هذه العوامل حقيقة أن سكوت كان يعاني مشاكل مالية كبيرة فإن ليس من المستغرب أنه يكون قد أقدم فعلاً على الانتحار. لكن هناك من أصدقائه من يرفض أن يصدّق ذلك. إذ نقلت وسائل إعلام عن صديق حميم له إنه يعرف أن الراحل كان مديناً للمافيا الروسية، وإن أفراد عصابة حملوه وتدلّوا به من نافذة فندق دورشستر في لندن وقالوا له إنهم سيتركوه يقع في المرة المقبلة إذا لم يف دينه لهم.
وهناك من لفت إلى أوجه شبه بين طريقة وفاة سكوت وطريقة وفاة أربعة أصدقاء أثرياء في بريطانيا. أول هؤلاء هو روب كيرتيس (47 سنة) التاجر الثري في سوق العقارات والذي انتحر برمي نفسه أمام قطار محطة أنفاق كينغز كروس في لندن عام 2012. ويقول أصدقاء له إنه خسر ثروته خلال فترة الركود الاقتصادي وكان مديناً للمافيا التركية، علماً أنه ترك رسالة انتحار لوالديه.
وكان لروب صديق مليونير أقدم بدوره على الانتحار قبل سنتين منه. كان بول كاسل (54 سنة) يعاني بدوره من أزمة اقتصادية أطاحت بثروته أو بجزء كبير منها، فقام برمي نفسه أمام قطار محطة أنفاق بوند ستريت عام 2010. ولروب وبول صديق يدعى ثري هو رجل الأعمال جوني إيليشوف (55 سنة) الذي رمى بنفسه الشهر الماضي من سطح مجمع تجاري ضخم في غرب لندن.
أما صديقهم الرابع فهو الأشهر بينهم جميعاً: المعارض الروسي المعروف بوريس بيريزوفسكي وهو ميلياردير كان يعيش في المنفى في بريطانيا وعُثر عليه مشنوقاً في حمام قصره في ضواحي لندن. وهو كان قد خسر قبل فترة من "انتحاره" دعوى قضائية ضخمة ضد رفيقه الروسي رومان أبراموفيتش. فهل فعلاً هناك مافيا ما وراء مقتل هؤلاء الأثرياء، أم أنهم ماتوا انتحارا؟