عندما غنت المجموعة المخضرمة 'ناس الغيوان' أغنيتها 'فين غادي بيا أخويا' ربما دار بخلدهم أن هذه الأغنية تصلح لوصف واقع الحال ببلادنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وقد تتعاقب حكومات كثيرة على تسيير أجمل بلد في العالم, و مع ذلك يظل لسان الحال يلهج ب 'فين غادي بيا خويا', المحلل بوزي خاطرته بعض الأفكار عن إقتصاد وسياسة بلده. عندما يطل علينا من أناطه المغاربة مسؤولية تضييق الخناق على الآفات الإجتماعية والإقتصادية والفساد المستشري أينما حللت وارتحلت, وجدوا أنفسهم من يضيق الخناق عليهم,وأنفاسهم تخفت ببطء...أو ربما بسرعة ؟ نعم بسرعة, ففي ظل اقتصاد يمشي على عكازين, رغم كل الترقيعات الزائلة, ومع مجموعة من التنبؤات التي لا تبعث على التفاؤل، يظل تباطئ النمو الإقتصادي وركود ه, والعجز النقدي للبنوك إلا "غيضا من فيض". نعود الآن لمتلازمة ساس و يسوس, فليس من المستبعد –كما أسر لي أحد الطرفاء- أن يجد سكان العاصمة لافتة مسرح محمد الخامس معلقة على مبنى البرلمان, وتعلق لافتة الأخير على مسرحنا العتيد, حيث أن المسرحيات والعروض الهزلية التي تتم به, إن لم تبكي فهي لا تضحك, أما برلماننا, ففائدته الوحيدة -دائما حسب بوزبال- هي تنشيط الدورة الدموية, بعد نوبات الضحك التي تنتاب كل من قرفص أمام تلفزة بيته ليتابع وقائع جلساته, بعد أن وجدت الألفاظ والتعابير السوقية الباب مشرعا أمامها, فنتسمر بعد كل نوبة ضحك واجمين, وناقمين على الساسة الذين بذرنا معهم الحب وحصدوا لنا الشوك, ووعدونا الحلو وأطعمونا العلقم. وهنا قرر بوزبال فجأة أن يتوقف عن الإملاء علي, قائلا أنه لا يظن بالكلمات، لكن يكفيه مرارة ما تجرعه رفقتكم على منضدة المشهد المغربي, حتى الآن, ويعدكم بالمزيد, فواقع الحال لا يبدو أنه سيتغير..على الأقل عما قريب. وما دام ضوء نهاية النفق غير جلي المعالم, ليس أجدر بنا إلا أن نردد: "فين غادي بيا أخويا"