سيظل يوم 29 شتنبر 2010 بمناسبة اللقاء الوطني الثاني للأطر بالصخيرات، حدثا متميزا بكل الدلالات والمقاييس، لأن السيد وزير الشباب والرياضة سجل لحظات من الإمتاع والمؤانسة، لم يقدم مثلها أبي حيان التوحيدي، لذلك وجب تقديمها في صورتها. الجميل في هذا اليوم، أن الافتتاح كان بأغنية لمجموعة ناس الغيوان والاختتام بأغنية لفرقة فرنسية، لكنها تغني كلاما إفريقيا .. للتمويه فقط. «فين غادي بيا اخويا فين غادي بيا» بهذا المقطع افتتح السيد الوزير الشاب والرياضة لقائه الوطني وردد مطلع أغنية ناس الغيوان على مسامع الحضور من أطر وموظفي وأعوان وزارة الشباب والرياضة. المقطع جميل جدا وفي اللحظة ذاتها كان أجمل لأنه يصور حالة الشباب والرياضة بالمغرب في الألفية الحالية، ولأن الوزير المحترم قرر في اللحظة ذاتها أن يجعل من هذا اليوم يوما تاريخيا وسنويا، حيث أطلق العنان لحنجرته يردد» فين غادي بيا اخويا فين غادي بيا « لكن يجدر بالسيد الوزير أن يحضر لأغنية لا تخرج عن نفس الإطار لتصبح شعارا دائما لوزارته. وما دام اليوم يحمل من الغرائب ما يشد الألباب، فان سيادته وباحترام شديد اختزل كلماته ومشاريع الوزارة خلال سنة، متحدثا عنها بالطول والعرض ومعتبرا إياها فتحا، وهنا لا أعني الفتح الرباطي والتي قال بخصوصها الوزير خلال برنامج الضيف الخامس: «قدمت مشروعا للفتح فأصبحت وزيرا»، قلت اختزل كل المشاريع وأخرج من جيبه ورقة مختزلة لا تتجاوز 5 سنتمترات بالطول والعرض، وتحدث السيد الوزير المحترم من مشروع المركبات الكبرى، وحين نقول المركبات، لا أقصد العقد الكبرى التي لازمت الرياضة المغربية من جراء توالي الهزائم وخيبات الأمل في كل الأنواع والفروع، لكن سيادته لم يتحدث عن الأعمال الاجتماعية لوزارة الشباب والرياضة والتي تعيش اجواءا غير ديمقراطية، إذ لم يتم انتخاب مكتب لها في دولة المؤسسات والحداثة والديمقراطية وتجديد النخب وتأهيل الرياضة المغربية، واكتفى السيد الوزير المحترم بتعيين مديرة الموارد البشرية رئيسة لجنة تدبير الأعمال الاجتماعية. لم يتحدث السيد الوزير المحترم عن قانونية تفويت مراكز الاستقبال إلى الجامعات الرياضية على ما هي عليه الآن من فشل ذريع، ونتائج المنتخبات السلبية خلال المشاركات كدليل عن فشلها والأجواء اللاديمقراطية في تكوين المكاتب وتعيين الرؤساء وليس انتخابهم وتهجير الأبطال المغاربة إلى أوروبا ودول الخليج «على عينيك يا بن عدي». لم يتحدث السيد الوزير المحترم عن الصندوق الوطني لدعم الرياضات « FNDS» والذي يعتبر وزير الشباب والرياضة الآمر بالصرف به والذي «دخل فيه طولا وعرضا». الجميل في هذا اللقاء الوطني وهو القميص الصيفي الموحدة لجميع أطر الوزارة الذين قال فيهم الوزير ما قال أمرؤ القيس في.....» أقصد موليير العرب في الشعر» واعتبر أكثر من 3000 إطارا خارج قطار وزارة الشباب والرياضة «وليس قطار الخليع» وأن 400 هي التي تحاول أن تشتغل. أجمل ما انتهى به اللقاء، أغاني الفرقة الموسيقية الفرنسية الإفريقية، لكن سيادته نسي أن يبلغ الحاضرين قيمة الشيك الذي تسلمته الفرقة في نهاية اللقاء الذي كان راقصا وطروبا. لكن للأسف الشديد كان اللقاء عبارة عن مسرحية هزلية من دون فصول، فهي فصل خريف رياضة مغربية تاه الناس بحثا عن ربيعها.