افتتحت مساء يوم الاثنين الماضي بفضاء «حديقة الفردوس» بسلا, فعاليات الدورة الثانية لمهرجان «مقامات الإمتاع والمؤانسة», الذي تنظمه, إلى غاية 25 يونيو الجاري, جمعية أبي رقراق. ويسعى المنظمون من وراء هذه التظاهرة إلى تجميع الفنون الأصيلة ذات الأبعاد والمقامات الروحية والإيقاعية المشتركة في فرجات متداخلة تمتزج فيها هذه الفنون في عروض تقوم على وحدة الإيقاع, وذلك من خلال المراهنة على الامتداد المغاربي والبحث في تقاطعات الفنون الأصيلة خاصة في المغرب والجزائر وليبيا. كما يطمح المنظمون إلى الارتقاء بالإنتاج المحلي من خلال إتاحة الفرصة أمام المجموعات الغنائية التي أكدت سيرها على درب البحث والابتكار دون المساس بجوهر الفن الأصيل. وتم خلال افتتاح هذه الدورة, التي قدم فقراتها الفنان جمال اولاد بن شيبا, تقديم مقاطع موسيقية متنوعة شملت حصصا من موسيقى طرب الآلة وكشكول من الأغاني الشعبية الشمالية, وكذا حصة من الموسيقى الصوفية من مستعملات الزاوية الحراقية برعت في أدائها مجموعة «ليالي النغم» برئاسة الفنان عبد السلام الخلوفي. كما ساهمت مجموعتي (جيل الغيوان) و(غيوان السلوان) في أداء مجموعة من الأغاني بشكل مشترك وذلك على طريقة مجموعتي (ناس الغيوان) و(جيل جيلالة) ك`»الشمعة» و»الله يا مولانا» و»العيون عينيا» و»الصينية». وتم بالمناسبة الاحتفاء بمعد البرامج الفنية والباحث في التراث الموسيقي المغربي الفنان عبد السلام الخلوفي, الذي استطاع أن يبلور مواهبه على أرض الواقع, وأن يقدم سلسلة من البرامج التلفزية المتميزة, وخاصة التي تنقب في التراث الأصيل بكل فروعه وروافده, ولمساهماته في مجال الإنشاد الصوفي والتراث الشعبي لشمال المملكة, وكذا الاحتفاء بالزجال الباحث مراد القادري. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم أنشطة فنية متنوعة في فنون المديح والسماع والطرب الأندلسي والغرناطي والكناوي, وكذا الأذكار العيساوية يحتضنها فضاء «حديقة الفردوس» والتي سيشارك في إحيائها عدد من رواد هذه الفنون من بينهم على الخصوص, (مجموعة الباشطرزية من مدينة القليعة الجزائرية, وفرقة (التاجوراء) الليبية, ومجموعة حميد القصري, والمجموعة الصوتية لجمعية أصالة, ومجموعة (مدينة فاس). كما سيتم على هامش فعاليات هذه التظاهرة الاحتفاء بعدد من رموز فني المديح والسماع بحاضرة سلا منهم, على الخصوص, محسن الكيحل, والمرحوم أبو بكر العبدي النبيه, وكذا بالفنان المرحوم الحسين السلاوي رائد الأغنية الشعبية. وأكد السيد عبد المجيد فنيش, مدير المهرجان, أن هذه التظاهرة تندرج ضمن الاجتهادات التي تروم النهوض بالفنون التراثية الأصيلة كالطرب الأندلسي والطرب الغرناطي وفن الملحون والأذكار العيساوية وتقديمها بأشكال فيها لمسات الابتكار وتجاوز التقليد الجامد. وأوضح السيد فنيش, أن رهان المنظمين هو أن يصبح هذا المهرجان تقليدا سنويا وأن يتيح لهذه الفنون مجالا للرواج في زمن تعددت فيه الأنماط الموسيقية.