العرائش: التهامي بورخيص في أمسية ناجحة لمجموعة المشاهب التي نظمت بمدينة العرائش يوم 27 فبراير 2009 بقاعة سينما أبينيدا بتنسيق مع جمعية ديكول وشباب الرائد بحضور جمهور غفير لعشاق مجموعة المشاهب والظاهرة الغيوانية بالخصوص والتي أعادت الاذهان إلى بداية السبيعينيات والثمانينيات حيث سطعت أغنية الجيل ووصلت إلى أوجها والتي كان يقودها كل من ناس الغيوان وجيل جيلالة ولمشاهب. مما جعل العديد من المهتمين يدلون بدلوهم في كون أن أغنية الجيل مازالت حاضرة وإن عاصرت أكثر من ثلاثة أجيال فإن عشاقها مازالوا يتعطشون لهذا النوع من الأغاني الأصيلة والجادة وفي غمرة هذا الإحتفال تم الإحتفاء بابن المدينة المدينة الأستاذ عبد الله البقالي العاشق لأغنية الجيل والذي ما فتئ يساهم ويدعم هذا النوع من الأغاني ضمانا لاستمراريته في هذا الزخم الفني الذي يستعصي فيه أن تفرق بين الغث والسمين. وأيضا وقع على شهادة حبه ووفائه لمجموعة المشاهب وأغنية الجيل عامة. وقد حضر هذا التكريم العديد من الفاعلين المحليين الذين ساهموا في بلورة الحب الكبير لابن مدينتهم وتتويجا له لما قدم من خدمات جليلة لمدينة العرائش. وقد قدم الشاعر مصطفى جديعة شهادة في حق المحتفى به حيث عبر عن عجز الكلمات في ترجمة مايحس به الإنسان وخصوصا عندما نتكلم عن رجل مثل عبد الله البقالي فهو يركب الهول ولا يرهبه وهو فوق الإطراء والمديح وابن الفقيه الناسك التقي الذي يعلمه طلوع الشمس قبل قراءة الكتب ويظل وفيا للشمس الساطعة وإن أفلت فالغد يعد بشمس جديدة. فهو شامخ كعادته ولاينحني إلا للبسطاء. وقد قدمت له العديد من الهدايا كعربون على المحبة من إطارات جمعوية بمختلف اهتماماتها التنموية والثقافية والرياضية. كما أسندت له العمادة في مجموعة المشاهب حيث صرح الفنان محمد حمادي بشهادة يقول فيها، في الحقيقة هذا الرجل واكب مسيرة المشاهب عندما كان شابا وكان يقدم الدعم ويساند المجموعة فهو أستاذ الأجيال الشبابية وعلى طريقه سنمضي وعلى نهجه ومساره سنسير». كما حيى عبد الاإله العمراني (فاعل جمعوي) مجموعة المشاهب لما تقدمه من رسائل فنية هادفة وألقي كلمة في حق الأستاذ عبد الله البقالي، قائلا: «تعلمت منه الكثير في مساري الحياتي كما أزف بشرى للعرائشيين أن فريق شباب العرائش لكرة القدم أصبح في صدارة البطولة الوطنية قسم هواة وهذا كله بمساهمة ودعم الأستاذ عبد الله البقالي والغيورين». وفي شهادة للإعلامي عبد المالك يشو عن صديقه المقرب ورفيق دربه، قال: «في الحقيقة هذه اللحظة التكريمية لشخص عزيز هو اعتراف المدينة بنبل هذا الرجل الذي ساهم في خدمتها كإبن المدينة من جهة وكفاعل داخل المدينة، قدم كل الدعم لكل ما هو ثقافي وفني وأمسية اليوم خير دليل على عطاءاته التي لاتنضب وما يمثله من نكران الذات ومنح وقته كله للناس أكثر مما يقدمه لأسرته ونفسه. فالزمن كله يوظفه للناس. أما عن علاقتي بعبد الله فقد ارتبطت بشكل كبير منذ منتصف الثمانينيات حيث كنت لاعبا في كرة الطائرة وطلبت منه في وقتها أن يساهم في تدعيم الفريق على المستوى الإعلامي. فابتسم بطريقته المعهودة وقال لي أنت الذي ستتكلف بذلك وبعدها كانت لي أول مراسلة بجريدة العلم سنة1985. كما خولت لي هذه الإنعطافة للإهتمام بالجانب الإعلامي أن أقرأ كل الجرائد الوطنية وكنت ألمس جميع كتابات عبد الله وأتعرف عليها عندما تكون بدون توقيع. لأن كتاباته تتميز بالجرأة والوضوح والكلمة الصادقة. كما عبر الفنان عبد السلام السلطاني في كلمته: «الأستاذ عبد الله هو صديق منذ الطفولة. ففي بداية 1974 كانت مجموعة المشاهب تصدح بأغانيها الجميلة والمفهومة والسلسة وتمتح من ألحان مغربية وعالمية وكانت قد سبقها الغيوان وجيل جيلالة، وكانوا جميعا يعبرون عن آراء الشباب في تلك المرحلة ويجيبون على انتظاراتهم. وفي سنة 1977 أسسنا مجموعة غنائية سميناها مجموعة أفلاك وكان عبد الله أحد المؤسسين ومن بين الأعضاء الأساسيين. كما أنه كان مكلفا بالعلاقات العامة للمجموعة فقمنا بمجموعة من السهرات في مختلف مناطق المغرب والعالم العربي وبالعراق تحديدا. بعدها فرقتنا ظروف العمل حيث مضى عبد الله إلى تونس للدراسة. كما أنه مازال يدعم مجموعتنا الجديدة «أصداء» لكي تستمر في مسيرتها الفنية، فنحن سجلنا الألبوم الأول وبصدد الإعداد للثاني لكننا لم نصدره لحد الآن خوفا من القرصنة. فعبد الله تشبع بأغنية الجيل ومن بين الأشخاص القلائل الذين دافعوا بشجاعة عن هذا الفن الجميل. أما الدكتور العربي السطي فقد سافر بنا في شخص عبد الله البقالي الإنسان وتعامله مع الآخرين ومساعدة الحالات الإنسانية الصعبة وكان دائما لايبخل في تقديم المساعدة المادية والمعنوية. ولا يهدأ له بال حتى يساهم في حل مشاكل الناس ولم أعرف شخصاً طرق بابه ولم يجده في اللحظة المناسبة كما قال أحد الأطر الشبابية بالعرائش ومنسق جمعية شباب الرائد «نوفل عامر» كلمة قال فيها: في البداية سأتحدث باسم جميع «اتحاد شباب الرائد»، فالأستاذ عبد الله البقالي كشباب يشكل قدوة لنا ورمزاً للشبيبة المغربية في تحقيق كل الطموحات ولبلوغ كل الغايات والأهداف وكذلك، فهو رمز محلي وانطلاقته بدأت مع الشعب أي من الطبقات الشعبية، وأصبح قيادياً دولياً للشباب العربي والإفريقي كما أنه لم يبخل علينا يوما في تقديم كل الدعم والتشجيع، فأراؤه هي التي أوصلتني إلى أن أكون على ماهو عليه الآن. وحيى الأستاذ عبد الله البقالي في كلمته، تحية خاصة للحضور الكريم ومجموعة المشاهب التي أحيت هذا العرس الفني وبدأ بتعريف الظاهرة الغيوانية التي تنقسم إلى ثلاثة فروع وتمثله لمشاهب وجيل جيلالة وناس الغيوان الذين لهم فضل كبير في إنشاء جيل الشباب المغربي على الأغنية الأصيلة والهادفة. كما أنه لايمكن لأي مغربي حر ونزيه وواثق من نفسه أن لايعتبر الظاهرة الغيوانية، أعطت للمغرب أكثر مما أعطته المدرسة المغربية. وأيضا أطرت الحركة الشبابية والوعي الثقافي بالمغرب. وكان المكلف بالعلاقات العامة في مجموعة لمشاهب ألقى كلمة باسم المجموعة عبر فيها عن اعتزاز جميع أفراد المجموعة بالدعم الكبير الذي يلقونه من الأستاذ عبد الله البقالي. وأقامت المجموعة بعد ذلك حفلا فنيا مميزا أعاد الجمهور الحاضر إلى أمجاد هذا الفن.