حققت شخصية «بوزبال» الكرتونية نجاحاً باهراً غير مسبوق في المغرب، من خلال عرض حلقات قصيرة منه في موقعي يوتيوب وفيسبوك، والتي شاهدها ملايين الأشخاص الذين جذبتهم طبيعة هذه الشخصية الكرتونية وتعبيراتها الواقعية والكوميدية في فضاء الشارع. وتتطرق شخصية «بوزبال» الكرتونية، إلى قضايا اجتماعية عديدة من عمق الواقع المغربي عبر توظيف لغة الشباب المتداولة في الشارع، وأيضا رؤيتهم الخاصة لأوضاعهم اليومية، وذلك باعتماد مواقف فكاهية طريفة وبالتركيز على السخرية السوداء. وتفوقت شخصية «بوزبال»، من حيث عدد المشاهدات والتعليقات، على مقاطع الفيديو التي تبث خطب وصور مشاهير السياسة من قبيل رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ذو الشعبية الكبيرة، وشخصيات الفن والرياضة، أو حتى تلك التي تعرض لبعض الأحداث الساخنة سواء داخل المغرب أو خارجه. وتعليقا على الموضوع، قال محمد نصيب، مُبدع ومُخرج شخصية «بوزبال» الشهيرة بالمغرب، في تصريحات ل»العربية.نت» إن شخصية بوزبال تعكس بعض الجوانب الظاهرة والخفية لفئة من الشباب غير المندمج في المجتمع المغربي، مشيرا إلى أن «هذه الفئة تعيش الضياع والحرمان نتيجة الظروف الصعبة التي مرت منها انطلاقا من المحيط الاجتماعي الذي عاشت فيه وصولا إلى الأفكار التي خلصت إليها». ولفت نصيب الانتباه إلى أن هذه الرسوم تهدف إلى التوعية بخلاف ما يظنه البعض، لأن التغيير لا يأتي من فراغ وبدون مبادرات، مضيفا أنه عندما نضع أيدينا على ظاهرة سلبية استفحلت في المجتمع ثم نكشفها بكل شجاعة ووضوح، تغدو محط محاولات تحليل لإدراك أسبابها بغية التوصل لعلاجها والخروج منها». واستطرد مبدع «بوزبال» بأن هذه الشخصية تجسد ذلك الشخص غير المؤدب وغير المتعلم الذي يتصرف اتجاه المجتمع بقسوة وأنانية، غير آبه بنظرة الآخرين له، ومتحديا كل القوانين والأعراف التي ترمي إلى تنظيم المجتمع. وأوضح نصيب بأن شخصية «بوزبال» موجودة بكثرة داخل المجتمع، وبأن التغيير وتطوير الذات نحو الأفضل ولو بوسائل بسيطة وعادية بات أمرا محتما على الجميع في ظل التطور الذي يعرفه العالم، لافتا إلى أن «بوزبال بصفاته السلبية لم ولن يكون وجوده مقبولا إلا إذا أحسن التصرف، وأصبح فردا منتجا وإيجابيا داخل المجتمع». ولم يُخف الكثير من المعجبين اهتمامهم بأخبار ومستجدات شخصية «بوزبال» الكرتونية، وهو على سبيل المثال في الشارع يحاول مساعدة فتاة في دفع سيارتها فإذا به يتحرش بها جنسيا، أو وهو في مركز الشرطة ليضع شكوى بشأن اختفاء زوجته لكنه سرعان ما يتخلى عنها ليرغب في البحث عن زوجة مختفية لشخص آخر، فضلا عن مواقف أخرى طريفة وغير متوقعة. وقال سمير الوالي، أحد المعجبين برسومات «بوزبال» على الفيسبوك، في تصريح ل»العربية.نت»، بأن أكثر ما شده إلى شخصية «بوزبال» الكرتونية كونها تتواجد باستمرار في الشارع، وتتسم تصرفاتها بالعفوية المشوبة بشيء من البلادة الساخرة، وتتصف مواقفه وكلماته بسرعة البديهة التي ترسم بسرعة البسمة على شفاه المشاهدين. وأردف الوالي بأن شخصية بوزبال الكرتونية مُنتَج فني افتراضي أثار فضول المشاهدين، لكونه من إنتاج مغربي مائة بالمائة وبمجهودات ذاتية لم تكلف أموالا كثيرة، ولا ضجة إعلامية تتطلب الميزانيات والإمكانيات البشرية والمادية، وهي ببساطتها خلقت الحدث في المغرب. وبالرغم من ذلك، يضيف المُتحدث أن شخصية «بوزبال»، أقنعت آلاف المغاربة بالضحك على الواقع المرير لشبابهم، بينما تُصرف الأموال الطائلة على برامج فكاهية تُعرض في القنوات التلفزيونية خاصة في شهر رمضان من أجل إضحاك الجمهور، لكن دون جدوى». العربية. نت