ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن الجيش العراقي يستعد بمساعدة القوة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة، ومئات الاستشاريين العسكريين، لشن "هجوم كبير" ضد مقاتلي داعش، ومن المتوقع أن يلاقي هذا الهجوم سلسلة من التحديات اللوجستية والسياسية. وبحسب مسؤولين أمريكيين، يتركز الهدف من الهجوم القادم بإنهاء احتلال داعش لشمال وغرب العراق، واستعادة الحكومة لمدينة الموصل، وكذلك للطرق الرئيسية والحدودية مع سوريا بنهاية عام 2015. وأشارت الصحيفة إلى تحقيق القوات العراقية والكردية إنجازات، خلال الأسابيع الأخيرة، تمثلت بتأمين مناطق هددها أو استولى عليها مقاتلو داعش، ومنها معبر ربيعة مع سوريا، ومصفاة بيجي شمال بغداد، وبلدة زومار الشمالية، وكذلك بلدة جرف الصخر جنوب غرب بغداد. عزل المعاقل الكبرى وقال مسؤول أمريكي، رفض الكشف عن اسمه: "تقوم الخطة الرئيسية على مهاجمة مقاتلي داعش، بهدف عزلهم داخل معاقل كبرى، كمدينة الموصل". وقد يمكّن ذلك القوات العراقية، ووحدات البشمركة والمتطوعين من أبناء القبائل السنية، من مهاجمة "عدو واهن" جراء قطع خطوط إمداده بالمؤن والتعزيزات في سوريا، وهو أيضاً هدف للغارات الأمريكية. وللإشراف على العمل العسكري الأمريكي بالعراق، شكلت قوة مهام جديدة بقيادة المشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط جيمس إل تيري، وسيعمل من القاعدة الأمريكية في الكويت. كما سيدير الجنرال بول فانك مقر قيادة فرعي في بغداد، وسيشرف على عمل مئات المستشارين والمدربين الأمريكيين العاملين مع القوات العراقية. البصمة الأمريكية وأوضحت نيويورك تايمز أنه في ظل زخم الرغبة بتدريب القوات العراقية، يتوقع أن تتمدد البصمة الأمريكية من بغداد وأربيل باتجاه مواقع إضافية، من ضمنها قاعدة الأسد الجوية في منطقة الأنبار، وربما تصل إلى تاجي، على بعد 32 كم شمال بغداد. ولكن، تقف بعض العراقيل أمام إعادة بناء القدرات القتالية العراقية، ومنها خطر أن يستغل تنظيم داعش الأشهر الفاصلة لتطويق مناطق في غرب وشمال العراق، وقتل ضحايا آخرين. ويقول رئيس هيئة القوات الأمريكية المشتركة مارتين ديمبسي: "في الوقت الحالي، لا تخطط الولاياتالمتحدة لتقديم المشورة لمن هم دون مستوى رتبة لواء، مما يعني أن حوالي 2000 عنصراً عراقياً سيتلقون التدريب المناسب، وليس معروفاً بعد، تحت أية ظروف قد يسمح البيت الأبيض للمستشارين الأمريكيين، بمرافقة الوحدات العراقية في ساحة المعركة". الحاجة للمشورة في سياق متصل، تشير الوقائع التاريخية الأخيرة إلى حاجة الجيش العراقي إلى المشورة العسكرية، إذ تداعت قوته خلال الهجوم الذي شنه في عام 2008 ضد ميليشيات شيعية في البصرة. لكن تمثل الميليشيات الشيعية العراقية، المدعومة من إيران، عقبة أخرى. وفي الأسبوع الماضي، قال نائب مستشار الرئيس أوباما للأمن القومي انتوني بلينكين: "من الضروري سحب أو تفكيك أو دمج الميليشيات الشيعية بالجيش العراقي"، بينما يرى الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أن هناك حاجة لبقاء تلك الميليشيات، لحين دحر مقاتلي داعش.