دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحالف الأمريكي الإيراني لضرب ثورة العراق ثم تقسيمه حرب جديدة بإعادة مسرحية التضليل لسنة 2003.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 30 - 06 - 2014

خلال الأشهر التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، أغرقت وسائل الإعلام الغربية عامة والأمريكية خاصة ومن ورائها جوقة المرددين من مختلف الأصناف والتوجهات أما نتيجة السقوط في فخ الخداع أو مقابل مكافآت، العالم في بحر من الأكاذيب حول تحالف حكومة بغداد مع تنظيم القاعدة وخطر العراق على الأمن الأوروبي والأمريكي نتيجة إمتلاك القوات العراقية لأسلحة الدمار الشامل القادرة على ضرب قلب أوروبا بالصواريخ خلال 45 دقيقة من إصدار الرئيس صدام حسين الأمر بذلك إلى غير ذلك.
تبين بعد سقوط بغداد في 9 أبريل 2003 تحت الإحتلال وبإعتراف واشنطن ولندن أن كل هذه الاتهامات لم تكن دقيقة، وذكر أن ذلك كان بسبب تقارير خاطئة ونتيجة تقصير أجهزة الاستخبارات والدبلوماسيين. لاحقا كشف أن كل هذه الأمور كانت كذبا صرفا خلقت لتقديم مبرر في الأوساط الغربية لشن الحرب على البوابة الشرقية للوطن العربي.
أكاذيب وعمليات تضليل مشابهة استخدمت من طرف قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني عندما أخذت المقاومة العراقية تكبد المحتلين خسائر متصاعدة. اليوم ومع بداية صيف سنة 2014 تعود واشنطن وأنصارها إلى إستخدام أساليب تضليل وكذب جديدة وقديمة لتشويه الانتفاضة المتجددة للشعب العراقي.
خلق الطابور الخامس
في غالبية الصراعات المسلحة التي خاضتها الولايات المتحدة بما في ذلك حروبها على سكان القارة الأمريكية الشمالية الأصليين الذين تسميهم الهنود الحمر، كانت القيادة السياسية والعسكرية في واشنطن تلجأ إلى التسلل إلى داخل التنظيمات المعادية لتصنع فريقا يعمل كطابور خامس سواء عن إدراك أو بدونه. في الحرب الأهلية الصينية وبعدها في حرب الفيتنام مارست واشنطن هذا التكتيك على نطاق واسع مما ولد صعوبات لجيش التحرير الشعبي الصيني بقيادة ماوتسي تونغ ولثوار الفيت كونغ، ولكن في نهاية المطاف لم يحل دون هزيمتها وتصفية حلفائها.
في العراق ومنذ بداية صيف سنة 2014 تصر واشنطن وكل هؤلاء الذين قرروا التحالف معها أو الذين تم جرهم إلى تأييد أطروحاتها على القول أن تنظيم "داعش" هو الذي يهاجم القوات الحكومية وأنه يمارس سياسة وحشية متجاهلين كل الأصوات التي تؤكد أن الأمر يتعلق بثورة غالبية الشعب العراقي، وهي الثورة والمقاومة التي لم تتوقف منذ سقوط بغداد سنة 2003 تحت الاحتلال.
خبير ألماني: المقاومة العراقية هي من يقاتل
خلال النصف الثاني من شهر يونيو 2014 نشرت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية على صفحتها الرابعة لقاء صحافيا أجراه ميشائيل هيسه مع البروفسور والنائب السابق في البرلمان الاتحادي عن الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، والخبير في شؤون الشرق الأوسط والعراق بالتحديد، يورغن تودنهوفر مؤلف أحد أهم الكتب عن المقاومة العراقية وتحت عنوان "لماذا تقتل يازيد".
في المقابلة يتهم الخبير الألماني الغرب بعدم فهم الأوضاع في العراق.
المقابلة بعنوان "ظاهريا فقط، لها الدور الكبير"، وهنا جزء منها:
يتهم تونتنهوفر الغرب بعدم فهم الأوضاع في العراق، فالثورة تقاد فعليا من قبل مجاميع أخرى.
س: السيد تودنهوفر، أفادت الأنباء أن بغداد تستعد لمواجهة هجوم الجهاديين. من هو وراء هذا الزحف المفاجئ؟.
ج: إنه تقدير خاطئ من قبل السياسيين ووسائل الإعلام الذين لا يعرفون العراق. إن منظمة داعش الإرهابية تبدو وكأن لها الدور الرئيسي في الأحداث. ولكن الحقيقة أن الثورة تقوم بها المقاومة الوطنية والإسلامية في العراق. إنه تنظيم علماني يتألف من عدة فئات كانت قد قاتلت الجيش الأمريكي بنجاح. هذه المقاومة العراقية التي أمضيت لديها عام 2007 أسبوعا كاملا جرى التعتيم عليها لسنوات طويلة من قبل الولايات المتحدة على الرغم من أنها العدو الرئيس لها فهي التي طردت الأمريكان من العراق في نهاية الأمر.
س: أنت تقول أن الغالبية ليسوا جهاديين بل مقاتلين علمانيين؟.
ج: نعم طبعا، لقد تكلمت في الأيام الأخيرة عدة مرات مع قادة المقاومة العراقية وحسب رأيهم أن لداعش كشريك صغير في المقاومة دور عسكري مهم بسبب شجاعة مقاتليها أمام الموت. هؤلاء الجهاديون من جميع أنحاء العالم ينشرون الخوف والرعب من خلال شدة بأسهم ولهذا تأثير نفسي كبير. عدا ذلك فإن هؤلاء المقاتلين لديهم خبرة إعلامية وتنتشر أعلامهم السوداء في كل مكان وتترك إنطباعا وهم يسيطرون على ساحة المعركة برمتها كما أنهم صور مغرية بالنسبة لآلات تصوير التلفزيون. ولكن بقوتهم التي لا تتجاوز 1000 مقاتل ما كان لهم أية فرصة نجاح في الموصل التي يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة. خلافا لذلك فإن المقاومة الوطنية لديها في الموصل أكثر من 20 ألف مقاتل وتتمتع بدعم سكان المدينة.
س: من هي المقاومة العراقية بالضبط؟.
ج: تجند المقاومة العراقية الكثيرين من منتسبي الجيش العراقي السابق وجهاز إدارة الدولة الذين كانوا يخدمون تحت إمرة الرئيس صدام حسين. وهم يمتلكون أسلحة كثيرة وشبكة إتصالات جيدة جدا. إنهم أناس طردهم الحاكم الأمريكي بول بريمر بكل بساطة من وظائفهم بعد أن حل الجيش العراقي برمته إضافة إلى قطاعات كبيرة من الإدارة. وهم ليسوا فقط سنة بل أيضا شيعة كثيرون كانوا نخبة الإدارة جرى طردهم من البلاد لأنهم كانوا أعضاء في حزب البعث. وهذه هي الحالة لدى الأغلبية.
س: ماذا يعني ذلك بالنسبة للموصل؟.
ج: الموصل ذات الأغلبية السنية كانت دائما تتعاطف مع المقاومة الوطنية ويمكن أن ينضم غداً أكثر من 30 ألف مقاتل إلى مسلحي المقاومة. علاوة على ذلك يمكن أن يلتحق بمقاتلي داعش آخرون، لكنهم لديهم الساحة الثانية للمعركة في سوريا التي لن يتخلوا عنها بسهولة، فهم هناك أقوى مما هم عليه في العراق. بيد أن تحالف المصلحة بين داعش والمقاومة العراقية غير مستقر فهنا يختلط الماء بالنار. فداعش تتطلع إلى دولة إسلامية والمقاومة العراقية تريد ديمقراطية علمانية وأمة عربية موحدة. إن سرعة فشل مثل هذا التحالف تعكسها تجربة تحالف المقاومة العراقية مع تنظيمات وصفت بالمقربة من القاعدة عام 2007 حينما تعاونت معها عسكريا لفترة مؤقتة ثم طردتها بعد ذلك. العراقيون لن يسمحوا للأجانب أن يحكموهم.
س: لماذا تحارب المقاومة العراقية الحكومة؟.
ج: لأن رئيس الوزراء نوري المالكي حرم على الأخص السنة والبعثيين إلى أبعد الحدود من المشاركة السياسية الحقيقية ويعاملهم يوميا بتفرقة. في غضون الوقت تتلقى المقاومة أيضا دعما من فئات السكان المستاءة لأسباب إقتصادية والتي تعاني من عدم إستقرار الأوضاع في البلاد.
س: ما مدى قوة المقاومة العراقية؟ وهل لديها الفرصة للإستيلاء على بغداد؟.
ج: إمكانية الإستيلاء على بغداد هو أمر ليس بمقدوري الحكم عليه. ولكن أن تستسلم ثلاث فرق للقوات الخاصة دون قتال هو أمر جدير بالملاحظة. ولكن، الآن يأتي جيل المالكي وبذلك يتزايد خطر الحرب الأهلية.
س: هل يهدد خطر التقسيم العراق؟.
ج: المالكي فشل والعراق سيكون له مستقبل فقط إذا كانت هناك مصالحة داخلية حقيقية. وطبعا يستثنى من ذلك أولئك الذين إرتكبوا أعمال جنائية جسيمة، وليس لأنهم أتباع حزب أو ينتمون إلى مذهب معين. أنا لدي الإنطباع أن سياسيين مهمين في العراق يرون الأمر بصورة مشابهة.
س: الآن يدور الحديث عن تدخل أمريكي. هل سيمكن بذلك من إحلال السلام في البلاد؟
ج: نصيحتي الملحة للأمريكان أن لا يتدخلوا عسكريا. فحسب دراسات جديدة لجامعات أمريكية لقي أكثر من نصف مليون عراقي حتفهم في حرب بنيت على الأكاذيب. ماذا يريد الأمريكان تحقيقه في مدينة كبيرة بطائرات دون طيار على سبيل المثال؟. لقد كنت قبل أسبوع في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان. جميع الخبراء غير الممولين من قبل الولايات المتحدة يفترضون أن عدد المسلحين الذين طالتهم ضربات الطائرات دون طيار لا يتجاوز 30 مسلحا من مجموع القتلى البالغ 3500 شخصا، أي أن النسبة أقل من 1 في المئة. أي أن أكثر من 90 في المئة كانوا من المدنيين. كذلك الموصل لا يمكن مهاجمتها بطائرات دون طيار فعدد الضحايا بين المدنيين سوف يتجاوز 90 في المئة، والأمر ذاته ينطبق على الغارات الجوية. بذلك سوف تقدم الولايات المتحدة لداعش خدمة كبيرة عندما تهاجم الجهاديين المستعدين للموت من أجل الشهادة ليصبحوا بعدها أبطالا. إن ما يصرح به السياسيون الأمريكان هذه الأيام بشأن العراق هو بكل بساطة جهل. ثم أن إرسال حاملة طائرات تحمل "إسم دبليو بوش" إلى العراق هو بالتأكيد ليس مؤشرا يدل على حساسية سياسية.
واشنطن دربت أعضاء بتنظيم "داعش"
يوم الأربعاء 18 يونيو كشف مسئولون أردنيون لعدة مصادر إعلامية من بينها "رويترز"، النقاب عن أن أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" سبق لهم أن تلقوا تدريبات عام 2012 من جانب مدربين أمريكيين يعملون في قواعد سرية بتركيا والأردن.
وأشار المسئولون في هذا السياق إلى أن عشرات من أعضاء التنظيم تدربوا في تلك الفترة كجزء من مساعدات سرية كان يتم تقديمها للمسلحين الذين يستهدفون إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وسبق لوكالة وورلد نيت دايلي الأمريكية أن كشفت في فبراير عام 2012 عن أن خبراء وكالات أمريكية عدة من بينها المخابرات المركزية وكذلك المخابرات التركية يديرون سويا قاعدة تدريبية للمسلحين في بلدة أردنية تقع بالمنطقة الصحراوية في شمال البلاد وقواعد أخرى في جنوب تركيا. مجلة "دير شبيغل" الألمانية تناولت نفس الموضوع في مارس 2014 وذكرت أن الأمريكيين قاموا بتدريب مسلحين في الدول المجاورة لسوريا.
صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت خلال شهر مارس أن مدربين أمريكيين إلى جانب بريطانيين وفرنسيين قاموا بمساعدة المسلحين لضرب النظام السوري، وأن الجيش الإسرائيلي يقدم أسلحة ومعلومات إستخبارية للمسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري وأن المستشفيات التابعة للكيان الصهيوني تستقبل يوميا العشرات من جرحى التنظيمات المعادية لحكومة دمشق ومن بينهم أشخاص يعلنون إنتمائهم لتنظيم القاعدة.
"داعش" تنسحب أمام أنصار صدام
يوم 25 يونيو 2014 ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية نقلا عن مصادر عراقية إن وحدات "داعش" شوهدت وهي تقاتل أنصار الرئيس صدام حسين في محافظة كركوك.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك المندلعة تعكس وجود صراع قوى بشأن الفصيل الذي يسعى لفرض سيطرته على المساحات الشاسعة من الأراضي التي تم السيطرة عليها في العمليات الهجومية التي قامت بها القوات المعادية لحكومة المالكي في منتصف الشهر الجاري.
وأفادت الصحيفة إلى أن أفرادا من تنظيم داعش اشتبكوا يوم 21 يونيو مع مقاتلين من جيش النقشبندي البعثي في ثلاثة مناطق على الأقل بمحافظة كركوك. ويقود جيش النقشبندي عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.
وأوضحت المصادر أن الدوري كان المسئول عن توفير معظم الأسلحة والمعلومات الإستخبارية التي مكنت عناصر تنظيم داعش من لعب دور في عملية الاستيلاء على الموصل في 9 يونيو، وأضافت المصادر أن الدوري والمتعاونين معه من المسئولين البعثيين تمكنوا من بسط سلطتهم في شمال ووسط العراق بالتعاون مع القبائل. وأخذوا بعد ذلك يعيدون الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وتوفير أغذية والمحافظة على الأمن.
وعلى النقيض، شرع تنظيم "داعش" في قتل الأشخاص الذين يشتبه في تعاونهم مع الجيش العراقي وقوات الأمن. هذا التصرف أغضب البعثيين وتسبب في نشوب إشتباكات.
الضبابية المقصودة
تقول مصادر رصد أوروبية أن الوضع في العراق وكثرة الأطراف التي تحاول التأثير أو التدخل في مسار الأحداث يولد حالة من الإرتباك خاصة في واشنطن ولندن وباريس وبعض دول الخليج، وهذا الإرتباك يؤسس لكل الفرضيات والاحتمالات وهو ما يلزم التعامل معها بحذر، ومن تلك الفرضيات أن هناك أجنحة غير متجانسة عقائديا داخل تنظيم "داعش" ومنها فصيل أصبح منذ أشهر تحت قيادة أنصار حزب البعث.
يوم الأحد 22 يونيو أكد ابو بكر الجنابي الذي وصف بأن قيادي في "داعش"، ان العملية التي قامت بها الدولة الإسلامية" ضد القوات الحكومية للسيطرة على الموصل، إنطلفت من الداخل وتمت كما كان مخططا لها بمشاركة "الدولة" واطراف أخرى، مشيرا إلى أن نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري "يتعاون معنا على الهدف نفسه ولم يصدر عنه لغاية اليوم أي تصرف يثير الشكوك، إلا ان اليد الطولى تبقى للدولة".
وقال الجنابي في لقاء خاص مع صحيفة "الرأي" الكويتية: "من الفرقاء الذين شاركوا مع "الدولة" في الهجوم كانوا من رجال النقشبندية و"جيش المجاهدين" و"الجيش الاسلامي"، مشيرا الى "انصهار أكبر" حاصل اليوم مع هؤلاء الفرقاء الذين "تعاوننا معهم" من قبل".
وأضاف ان "الأطراف الأخرى التي تحارب الحكومة العراقية الخاضعة لإيران والولايات المتحدة بدأت تنضم الينا مثل انصار الاسلام"، مشيرا إلى أن أكثر القادة في "الدولة الإسلامية" هم من القادة العسكريين القدامى ولديهم علاقات مع قادة حاليين وسابقين ما يسهل تسيير المعركة أكثر.
مصادر رصد ألمانية ذكرت أن الجزء الأكبر من جنود وحدات الجيش العراق التابعة لحكومة الملكي والتي كانت مرابطة في الموصل وضواحيها إنضموا إلى الثوار في شمال العراق بينما تحرك آخرون نحو الجنوب وخاصة نحو بغداد والبصرة.
حالة تفكك الأجهزة التابعة لحكومة الملكي إعتبرتها مصادر الرصد الألمانية مؤشرا على إحتمال تمكن المقاومة العراقية من السيطرة على العاصمة العراقية عبر تحرك داخلي أي إنقلاب عسكري، وبدون الحاجة إلى حرب شوارع، وهو ما سيضع كلا من طهران وواشنطن في موقف حرج ويسقط أطروحتهما حول سيطرة التنظيمات المتطرفة وخطرها على العراق ودول الجوار.
تمويه عودة القوات الأمريكية
الإدارة الأمريكية توجد في وضع لا تحسد عليه في مواجهة الأحداث في العراق، حيث تعثرت مخططاتها ووجدت أن خصومها خلطوا وأعادوا نسج خيوط اللعبة التي كان موجهو سياسة البيت الأبيض يتصورون أنها تضمن هيمنتهم على بلاد الرافدين. واشنطن كشفت عن تحالفها الموضوعي مع طهران وطلبت تدخلها.
يوم الجمعة 27 يونيو 2014 صرح مسئول أمريكي رفيع المستوى، أن "بضع" طائرات من دون طيار أمريكية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الامريكية والدبلوماسيين الأمريكيين في العاصمة العراقية.
وتضاف تلك الطائرات من دون طيار إلى أخرى تجري ما بين 30 و35 عملية استطلاع فوق العراق يوميا بالإضافة إلى طائرات حربية من طراز "اف 18" تنقلها حاملة الطائرات "جورج اتش دبليو بوش" في الخليج العربي.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس" "بدأنا ذلك خلال الساعات ال 48 الماضية"، ما يؤكد تقارير اعلامية سابقة، الا انه اوضح ان هذه الطائرات غير مكلفة بتوجيه ضربات تستهدف الجماعات المتطرفة، لأن هذه الخطوة تتطلب قرارا من الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
وتأتي تلك الخطوة بعدما نشرت الولايات المتحدة 380 جندي وضابط من قواتها تحت غطاء مستشارين عسكريين في الأيام الأخيرة لمساعدة القوات العراقية الموالية للمالكي على وقف تقدم من وصفتهم بالمتطرفين الذين سيطروا على مناطق في شمال وغرب العاصمة.
وتقول واشنطن أن الطائرات من دون طيار أرسلت كخطوة احترازية لحماية الأمريكيين في بغداد وهو ما يطلق عليه البنتاغون "قوة حماية"، وفق مسئولين.
وحسب مسئولين فإن اجمالي التعزيزات من العسكريين الأمريكيين وصل إلى حوالي 500 من المستشارين، غالبيتهم من قوات العمليات الخاصة، بالإضافة إلى القوات التي أرسلت لتعزيز حماية السفارة الأمريكية في بغداد.
واشنطن: نتشارك مع إيران وسوريا في عدائنا
يوم 27 يونيو 2014 صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أنه في الوقت الذي تشكل فيه "داعش" عدوا مشتركا للولايات المتحدة وإيران والعراق وسوريا فإن الولايات المتحدة لا تشترك مع سوريا وإيران في المصلحة الإستراتيجية.
وأوضحت هارف التي كانت ترد على سؤال بخصوص تصريح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول "استعادة زمام المبادرة من داعش" وما إذا كان ذلك بفضل وجود المستشارين الأمريكيين أم القوات الإيرانية أم القصف الجوي السوري أو العوامل الثلاثة مجتمعة، "إن الأوضاع على الأرض ميدانيا في العراق تتغير بسرعة، ولكي نكون واضحين تماما، فإن المأزق الأمني في العراق لا يمكن حله عن طريق قصف النظام السوري أو المليشيات المسلحة والممولة من دول أخرى في المنطقة".
وأضافت هارف "إن ما نحتاج أن نراه هو وقوف الجيش العراقي على قدميه ونحن لدينا هناك أناس خبراء يحاولون فعل ذلك لاستعادة الأراضي، علما بأن الأوضاع ميدانيا متقلبة وجدية" وهو التعبير الذي تستعمله الإدارة لوصف خطورة الوضع الميداني.
وأصرت هارف لدى متابعتها بنفس السؤال بصيغ أخرى على أن أي تدخل من قبل النظام السوري ستكون آثاره سلبية، لا سيما "أن أساس المشكلة يتمثل في الوضع المتفجر في سوريا الذي يتحمل النظام مسؤوليته فقد تفاقم الإرهاب بسبب قتل النظام لمواطنيه وتقاطب المجموعات الإرهابية إلى سوريا بسبب اداء النظام".
وحول ما إذا كان يمكن لإيران أن تمارس دورا إيجابيا، قالت هارف "إن أي فعل لإيران أو أي جهة أخرى لمساندة العراق يجب أن لا يكون طائفيا، ولذلك فإننا نراقب ما يفعله الإيرانيون، ولذلك نقول في الوقت الذي لدينا فيه عدو مشترك، فليس لدينا دائما مصلحة إستراتيجية مشتركة".
وكررت هارف أن الإدارة الأمريكية تعتقد باحتمال قيام إيران بدور إيجابي ولكن يصعب تخيل قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدور مماثل لدور إيران.
ويقول ملاحظون أمريكيون أن الولايات المتحدة تجد نفسها في مأزق حقيقي لجهة معالجة الأوضاع المتدهورة في العراق خاصة وأنها هي التي غزت العراق واحتلته ودمرت مؤسسات الدولة، خصوصا أجهزة الأمن والقوات المسلحة وأمضت حوالي عشر سنوات في إعادة تدريب وتسليح جيش عراقي جديد ولكن تجزئة العراق على أسس طائفية والذي وقفت ورائه الولايات المتحدة إلى حد كبير نال من وطنية ومهنية الجيش العراقي وجعلته ينهار أمام أولى المواجهات الجادة.
الخيارات الأمريكية
من الملاحظ أن آلية التعامل الأمريكية مع الأزمة العراقية اتسمت بالتردد والحذر، حيث صرح الرئيس الأمريكي بضرورة وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لأنه يشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، واجتمع من اجل ذلك مع طاقم مستشاري الأمن القومي لبحث الوضع في العراق، إلا أنه لم يتخذ قرارا بشأن ضربة عسكرية علنية واسعة النطاق، واكتفى بإرسال نخبة استشارية من القوات الخاصة الأمريكية من ال سي.آي.إيه والقبعات الخضر وطلعات جوية.
ويقول عسكريون في البنتاغون أن الخيارات الأمريكية المتاحة تبقى متعددة استنادا إلى القدرات العسكرية الأمريكية المتوفرة في منطقة الخليج العربي سواء الموجودة ضمن الأسطول الخامس أو القواعد العسكرية في قطر، ومنها تنفيذ عمليات عسكرية محدودة تحول دون سقوط بغداد من خلال تنفيذ ضربات جوية بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار، وهو ما تسميه وزارة الدفاع الأمريكية "تنفيذ عمليات عسكرية جراحية منتقاة" ضد قادة الجماعات المسلحة، وإعادة تأهيل وتدريب الجيش العراقي، وتزويد الجيش العراقي بالأسلحة النوعية من طائرات مقاتلة وعمودية وصواريخ، والتي سبق للقيادة العراقية طلبها، وربما التنسيق العسكري مع إيران والسماح لها بإدخال بعض وحدات الحرس الثوري إلى داخل العراق لتنفيذ مهام محددة.
ويتسم موقف الرئيس الأمريكي أوباما الرسمي والمعلن بعدم الرغبة في شن أية عمليات عسكرية ضد أي دولة أخرى إلا في حال تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر، أو تعرض المصالح الحيوية الأمريكية للتهديد، مشترطا أن يكون لدى الإدارة الأمريكية تصورا استراتيجيا واضحا عند القيام بعمل كهذا وكيفية إنهائه.
وفي ظل التباين بين مواقف الإدارة والكونغرس الأمريكي بخصوص الوضع في العراق، فإن استخدام الطائرات بدون طيار يبقى الخيار الممكن والمفضل للإدارة الأميركية.
وتحتفظ الولايات المتحدة بقواعد جوية في تركيا وقطر والبحرين والكويت إلى جانب قوات خاصة نخبوية في الأردن.
وفي السياق ذاته، أكدت هارف في معرض ردها على أسئلة، أن لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وزراء خارجية السعودية والأردن والأمارات في باريس ركز على مواجهة خطر الإرهاب الذي تمثله "داعش" وأن الوزير كيري تناول هذا الموضوع مع العاهل السعودي.
ورفضت هارف التعليق على عرض أفيغدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل والمتمثل في استعداد إسرائيل لمساعدة الدول العربية في محاربة الإرهاب.
أخماس في أسداس
بينما يضرب الرئيس الأمريكي أوباما أخماسا في أسداس للتعامل مع الوضع الجديد في بغداد ويخشى من التورط في حرب جديدة تستنزف أمريكا ماديا وبشريا كما حدث للرئيس السابق بوش، يجمع الخبراء والمحللون على أن الأوضاع التي آل إليها العراق كان سببها الرئيسي الغزو الأمريكي له عام 2003 إلى جانب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الرئيس بوش في حل الجيش العراقي واجتثاث البعث، لكنَ إدارة أوباما لم تسلم من الانتقادات وخصوصا هوسه بسحب القوات الأمريكية وإغلاق ملف العراق وعدم قدرته على توقيع اتفاق يبقي خبراء أمريكيين أو حتى تأييد إدارته لانتخاب رئيس الوزراء الحالي مرتين، والآن تجد الإدارة نفسها متهمةً بالإهمالِ الدبلوماسي والسياسي، وليس فقط العسكري .
ويقول كين صوفير، وهو محلل سياسي في مركز التقدم الأمريكي وهو مركز بحث محسوب على الديمقراطيين، إن الإدارة كانت تواقة لسحب آخر جندي أمريكي ووقف الحرب في العراق لدرجة جعلتها تتغاضي عن سلوك رئيس الوزراء نوري المالكي والذي كان يجنح إلى الطائفية، لأنها لم تبالِ كثيرا".
وذكرت أصوات ليبرالية مؤيده للديمقراطيين إن أخطاء الإدارة متعددة، ومنها التغاضي العلني عن أسلوب المالكي في الحكم ونزعاته الطائفية كما يقول المحللون.
ويبدو أن الإدارة لم تكن تريد إغضاب إيران فغضت الطَرف عن الاعتقالات المتواصلة للقادة السنة ومحاولة ربطهم بالإرهاب ما أدى إلى انتفاضة كاملة للعشائر السنية واستفادة "داعش" من هذا الاستقطاب.
وكتب بيتر بيرنات وهو محلل ليبرالي على موقع "الأتلانيك" أن اختبار المالكي الأول للإدارة الأمريكية كان في اعتقال رافع العيساوي وزير المالية السابق والمعروف غربيا بالاعتدال، ومن ثم إطلاق الأحكام ضد طارق الهاشمي وصالح المطلق ومحاولة إدارة المالكي الصاق تهمة الإرهاب بهما، ولم تقلق الإدارة كثيرا حسب رأي الكاتب بل قيل آنذاك إن المالكي خرج من الاجتماع وقال لمعاونيه أترون أن واشنطن غير مكترثة.
ويرى كين صوفير أن هم الإدارة الأول هو أن يكون رئيس الوزراء العراقي قويا وليس ضعيفا، لكن ما خلقته هو العكس أنه كان من القوة التي اصطحبتها نزعات استبدادية.
ويقول محللون يؤيدون سياسة أوباما ستحرص الإدارة الآن على أن تشكيل حكومة جديدة تمثل العراقيين كافة، وهذا أساس لأي خطوات مقبلة من دون التمسك بنوري المالكي، حسب بعض المصادر وها هي تسرع في إيفاد مستشاريها العسكريين لكن من دون التزام بتوفير غطاء جوي، كما تريد بغداد خطوة تصر الإدارة على أنها ليست مطروحة على الأقل حاليا، بينما يرى كثيرون أن واشنطن تريد استخدام أي ضربة كبيرة لداعش كورقة ضغط أخيرة من أجل إجبار العراقيين على تشكيل حكومة وطنية، دون الالتزام برئيس الوزراء الحالي.
طهران تتخبط في المستنقع العراقي
ساسة واشنطن ليسو وحدهم الغارقين في المستنقع العراقي، مواقف طهران تكشف كذلك عن تخبط، ففي وقت تؤكد فيه مصادر عربية وغربية أن هناك آلاف الجنود الإيرانيين من الحرس الثوري داخل الأراضي العراقية يساندون حكومة المالكي، يذكر آخرون أن قرار التدخل الكامل والواسع النطاق لم يتخذ بعد وأن مساومات تجري بين إيران والولايات المتحدة بهذا الشأن وكيفية تقاسم النفوذ والغنائم.
يوم الأحد 29 يونيو 2014 قال مسئول عسكري إيراني كبير إن بلاده مستعدة لمساعدة العراق في قتال متشددين مسلحين باستخدام نفس الأساليب التي تستخدمها ضد مقاتلي المعارضة في سوريا في إشارة إلى أن طهران تعرض القيام بدور أكبر في قتال سنة يمثلون تهديدا على بغداد.
وظل الزعماء الإيرانيون حتى الآن يقولون إنهم سيساعدون في الدفاع عن مواقع المقدسات الشيعية في العراق إذا لزم الأمر لكنهم أوضحوا أن العراقيين قادرون على فعل ذلك بأنفسهم.
وبعد موافقة أولية وفتح باب التفاوض، أعلن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم 22 يونيو رفضه لتدخل الولايات المتحدة أو أي قوة خارجية أخرى في العراق.
وصرح العميد مسعود جزائري مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لقناة العالم التلفزيونية الإيرانية إن رد إيران على المتشددين سيكون "حازما وجديا".
ولم تشمل تصريحات جزائري التي أدلى بها في وقت متأخر من مساء السبت 28 يونيو تفاصيل المساعدة التي قد تقدمها إيران لبغداد لكنه ذكر أن طهران قد تقدم يد المساعدة في إطار ما وصفه بالدفاع الشعبي والمخابرات.
وأضاف "أخبرت إيران المسئولين العراقيين بأنها مستعدة لتزويدهم بالخبرات الناجحة في الدفاع الشعبي المتنوع وهي نفس الاستراتيجية الناجحة المستخدمة في سوريا لابقاء الارهابيين في وضع الدفاع... تتحدد ملامح الاستراتيجية نفسها في العراق الآن بجمع الحشود من كل المجموعات العرقية".
وقال "الرد حازم وجدي.. وبالنسبة لسوريا أكدنا أننا لن نسمح للارهابيين المرتبطين بأجهزة مخابرات أجنبية بحكم الشعب السوري واملاء عليه ما يفعله.. سنتبع بالطبع نفس الطريقة مع العراق".
وأضاف جزائري إن إيران ستتعامل مع العراق في قضايا الدفاع والأمن وضبط الحدود والتحصين، وأن إيران ستراقب الوضع في المنطقة مثلما فعلت "في سوريا ومناطق أخرى مضطربة في المنطقة" من أجل تقديم المساعدة للعراق.
تقسيم العراق
مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي وضعه المحافظون الجدد والقاضي بتقسيم الدول القائمة حاليا إلى ما بين 54 و 56 دويلة على أسس عرقية ودينية ومناطقية، تضمن شرذمة بلاد ما بين النهرين إلى ثلاث دويلات والتخلص من العراق الموحد والقوي الذي شكل أحد أخطر خصوم الكيان الصهيوني خلال عقود.
تقول الوثائق الأمريكية أنه في سنة 2006 عندما كان جو بايدن لا يزال عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير وقبل أن يصبح سنة 2008 نائبا للرئيس أوباما، اقترح تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق ذات استقلال شبه ذاتي للشيعة والسنة والأكراد.
واعتبر بايدن آنذاك أنه إذا اتبعت الولايات المتحدة خطته، ستكون القوات الأمريكية خارج العراق بحلول العام 2008، بدون أمل لعودة حزب البعث إلى السلطة أو أي تنظيم سياسي آخر ذا توجه قومي، محذرا من ان العراق سيدخل في دوامة صراع طائفي يمكن ان يزعزع استقرار المنطقة بأسرها، إذا لم ينفذ المخطط التقسيمي، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
وعندما صوت مجلس الشيوخ بغالبيته في عام 2007 لدعم بايدن في رؤيته السياسية للعراق، لم يصوت اوباما الذي كان سيناتورا عن ولاية إلينوي آنذاك لدعم الاقتراح، لكنه سعى في ما بعد لتوحيد الجهود مع بايدن.
ويقول الكولونيل المتقاعد بيتر منصور، الذي كان المساعد التنفيذي للجنرال ديفيد بترايوس عندما كان القائد الأعلى في العراق، انه لزم العراقيين ثماني سنوات من حكم المالكي قبل ان يبدأوا في التساؤل بجدية عما إذا كانت أوضاعهم ستتحسن في ظل دولة عراقية مفككة.
واوضح منصور في مقابلة تلفزيونية انه "في العام 2006 لم يلتقِ بعراقي واحد يعتقد ان خطة بايدن جيدة". يُذكر ان المخطط التقسيمي الذي اقترحه بايدن تبلور عندما كان بانتظار اقلاع طائرته إلى واشنطن على مدرج في نيويورك لنحو ثلاث ساعات، وكان على متن الطائرة نفسها مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" السابق ليزلي غيلب، الذي أصبح رئيسا لمجلس العلاقات الخارجية الامريكية فيما بعد، وتحدث الاثنان عن فكرة بايدن بشأن العراق لتعرض لاحقا على مدير مكتبه طوني بلينكين الذي يشغل حاليا منصب نائب مستشار اوباما للسياسة الخارجية.
وعلى غرار اتفاقية "دايتون للسلام" في البوسنة والهرسك التي أبرمت العام 1995، سعت خطة بايدن إلى إقامة ثلاث دول تحت غطاء حكم ذاتي موسع.
في واشنطن وعواصم أخرى ينسى الكثيرون أن للعراق تاريخ يعود إلى 6000 عام، وأنه رغم الحروب والغزوات بقي البلد موحدا وقويا وإن كان بعد فترات محن.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.