هل يجوز أن يكون بعض التجاوب مع فكرة مسلسل أو «كبسولات» تلفزية مدعاة لمص رحيقها حتى العظم والعمل على تمطيطها إلى درجة الإسفاف والابتذال مما يؤشر على غلبة الهاجس التجاري المحض على الهاجس الإبداعي؟ أصبح هذا السؤال يطرح بحدة بعد أن تناقلت أخبار عن اعتزام الفنان حسن الفد تصوير الجزء الثالث من كبسولة «الكوبل» التي يلعب بطولتها رفقة الفنانة دنيا بوتازوت، ويعتزم الفد نقل أحداث ووقائع الكوبل من القرية إلى المدينة بدعم وتشجيع شخصي من المدير العام للقناة الثانية سليم الشيخ، وهو ما يعني أن الفد يعتقد أنه يمكن استنساخ الفكرة وتمطيطها إلى ما لا نهاية مع القدرة على الحفاظ على الحد الأدنى من الجودة والفعالية الدرامية، وهو أمر مستبعد مهما كثف «الفد» من عدد المشاركين معه في أوراش الكتابة «الجماعية»، وذلك لكون الفكرة الأصلية ل «الكوبل» ليست بالقوة الدرامية الكافية التي تضمن لها قابلية الإستمرار بنفس النسق الأولي، مادام الأمر لا يتعلق سوى بتجميع عبثي لعدد من النكت والمستملحات فيها الغث والسمين، لكن النكت وتجميعها لن يضمن أبدا عملا حقيقيا بمواصفات غير قابلة للطعن فيه. للإشارة فكبسولة «الكوبل 2» التي تم عرضها على القناة الثانية وتكلفت بإنتاجها «المرأة المحظوظة» نجاة قبي زوجة المدير السابق لقناة الرياضية من خلال شركتها «ديسكونيكتد» محتكرة الإنتاج التلفزيوني المغربي بإمتياز، لم تدخل في فئة طلبات العروض بل تسللت إلى قناة عين السبع عبر محتضن أي «سبونسور» خارجي، وهو الأمر الذي سيتكرر من خلال الجزء الثالث ل «الكوبل». وقد كشفت مجموعة من المصادر أن ميزانية صفقة «الكوبل 2» التي لم تتجاوز مدتها الزمنية ثلاث دقائق تجاوزت 400 مليون سنتيم، وكانت حصة الأسد من نصيب حسن الفد الذي يلعب دور» كبور» بمبلغ تجاوز 200 مليون سنتيم عن جميع حلقات «الكبسولة»، فيما تقاضت دنيا بوطازوت التي تقمصت شخصية «الشعيبية» مبلغ 60 مليون سنتيم .