يشكل تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام (داعش) هما للاجهزة الامنية المغربية، ليس فقط لثقل المقاتلين المغاربة الذين يقاتلون في هذا التنظيم ويحتل بعضهم مواقع قيادية في صفوفه، انما ايضا للتخوف من وجود شبكات منظمة بالمغرب، لتجنيد شبان مغاربة للقتال في سورياوالعراق وللقيام بهجمات وعمليات ارهابية بالمغرب. وقالت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية، أن تنظيم «داعش» أنشأت خلايا في عدة مناطق بشمال المغرب التي شكلت تربة خصبة لتجنيد وتصدير المقاتلين المغاربة في صفوف تنظيم القاعدة ثم داعش والتنظيمات الاصولية الاخرى التي تنادي بالجهاد، وكان لهم دولارا متميزا في المناطق التي خاض فيها التنظيم حروبه من افغانستان الى العراق والصومال والبوسنة والشيشان ثم سوريا. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التنظيم ركز تواجده في شمال المغرب وتحديدا بمدينتي العرائش وطنجة. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني أن «داعش» لديها الكثير من الأموال تجند بها أنصارا لها، وأن الجماعة تقوم بتجنيد المغاربة للقتال في العراقوسوريا منذ ما يقرب من عامين، حيث تمت تعبئة أكثر من 2000 مغربي لهذه الحرب، قبل أن يعود بعضهم للمغرب لإنشاء خلايا ل»داعش». ونشر تنظيم داعش في شهر تموز/ يوليو الماضي مقطع فيديو يبرز جهود تجنيد مواطنين مغاربة، ويصور شابا يبلغ من العمر 28 عاماً ويدعى محمد حمدوش، كان يقيم فى شمال مدينة الفنيدق، شوهد وهو يقطع رؤوس خمسة أشخاص في سوريا. وأوضح منتصر زيان، مدير الشركة المتوسطية للتحليل الاستراتيجي والاستخبارات «إن المنطقة الشمالية قد أهملت، إن لم تكن قد نسيت تماماً منذ الاستقلال. وأضافت الصحيفة أن الحكومة المغربية لم تعترف بوجود «داعش» على الرغم من أنها أبلغت باعتقال أكثر من عشرة عملاء مشتبه بهم، لكن محللين أكدوا أن شمال المغرب أصبح معقلا لمناصري تنظيم القاعدة . وابرز المحلل المغربي، مصطفى عباسي، بأنهم منذ فترة طويلة يحذرون الناس من وجود الجماعة المتشددة في المنطقة الشمالية، مؤكداً أن الحقائق تثبت أن الجماعة المسلحة لديها أموال تتدفق لتصبح منطقة شمال المغرب معقلا «حقيقيا» للتنظيم الذي لا يزال يستقطب مغاربة رغم إعلان البلد تفكيك عدد من الخلايا النشيطة في عمليات التجنيد المستمر للقتال في سورياوالعراق. وتحدث تقرير «وورلد تريبيون»، عن قدرة التنظيم، الذي أعلن قبل أسابيع قيام ما وصفه ب»الخلافة الإسلامية» من العراق، في تسجيل حضوره بشكل «هادئ» داخل المغرب، وبالضبط في منطقة الشمال، مشيرا إلى أن «داعش» تتوفر على الكثير من الأموال تضخها بغرض تجنيد أنصاره في المغرب. وتضيف الصحيفة الأمريكية أن «داعش» تستغل المغاربة والأجانب من ذوي السوابق العدلية ممن قضوا فترات في السجون بسبب الاتجار في المخدرات أو التهريب، وذلك من أجل توسيع شبكة علاقاتها الداخلية والخارجية، موردة في هذا الشأن اعتقال مواطن فرنسي خلال الشهر الماضي اتهمته السلطات المغربية بتجنيد مغاربة لصالح «داعش».