احتفاء من "بيت الشعر في المغرب" بمرور أربعين سنة على صدور أول ديوان زجلي معاصر "رياح … التي ستأتي" للشاعر أحمد لمسيح، أصدر البيت عن منشوراته طبعة ثانية للديوان ، وأقام ، أمس الجمعة، حفلا تكريميا للزجال المغربي الرائد على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته الثالثة والعشرين (9-19 فبراير الجاري). وفي تقديم للديوان معنون ب "رياح تحديث القصيدة الزجلية"، رأى الباحث والشاعر مراد القادري، الذي أنجز أطروحة دكتوراه حول الشعر الزجلي لدى لمسيح، أن ديوان (رياح …التي ستأتي) للشاعر أحمد لمسيح الصادر سنة 1976 "يمثل حالة خاصة في تاريخ القصيدة الزجلية المغربية الجديثة"، مجملا خصائص تجربته الشعرية في الاهتمام بالنص الموازي أو العتبات النصية، والتناص مع مدونة الأدب الشعبي واستلهام مخزونها الدلالي، والتعالق مع التجربة الصوفية، واستثمار السخرية وتوظيفها لخدمة رؤية الشاعر . وأوضح القادري أنه "علاوة على كونه أول ديوان شعري يصدر بالدارجة المغربية، وهو يعد عملا ثقافيا وشعريا بالغ الأهمية (…) سيفتتح الديوان المذكور الباب أمام ممارسة شعرية تغتني بالتنوع وتنتصر له، لتمد حياتنا الثقافية عامة بما يسمح بالإشارة إلى مناطق التعدد التي يحبل بها وجداننا المغربي"، معتبرا أن "الشاعر أحمد لمسيح يعد مؤسسا لممارسة شعرية زجلية مغايرة ، قياسا بما كان الزجل يعرفه، قبل ظهور هذا الديوان". وتم بالمناسبة تقديم شهادات عدد من متابعي الكتابة الشعرية الزجلية لدى لمسيح، قبل أن يقرأ الشاعر من ديوانه "رياح … التي ستأتي" قصيدة "الفرسان اختاروا الطريق" التي اعتبرها القادري "علامة فارقة في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة". ويتضمن الديوان، الذي تم إصداره في طبعة ثانية أنيقة ومزيدة في 788 صفحة من القطع المتوسط ، تسع قصائد هي، فضلا عن القصيدة التي تلاها الشاعر، "هي التي تحرضني" و"حبيبتي لن تضع الخاتم إلا في أصبع طفلها" و"مدينتي تحتضر" و"تجاعيد فجر بلادي" و"حبيبتي تلد طفلة اسمها حورية" و"عمر نخلة بلادي" و"إن رحلت فإليك يا وطني" و"وصية المهدي بعد عودته" في ست لوحات. يشار إلى أن حفل تكريم أحمد لمسيح عرف تلاوة مراد القادري قصيدتين من ديوانه "طرامواي"، وتلاوة الزجال بوعزة الصنعاوي إحدى قصائده الزجلية. وصدر لأحمد لمسيح أزيد من خمسة وعشرين ديوانا وكتابا من بينها "شكون طرز الما" 1994، و"في البحر ذاكرتي" مع رسوم عبد الكريم الوزاني (نصوص سردية عن الطفولة) 2004، ترجمة ديوان "حال وأحوال" لفراسيسكو كوسكوسو ارسيا 2007، والأعمال الكاملة في أربعة أجزاء 2011 و2012 و2013 و2014، و"استرها بماك" و"توهم أنك عشقت" 2016.