ما أن هدأ هدير الطائرات وصمتت اصوات المدافع في قطاع غزة، بموجب اتفاق اطلاق النار بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية الذي اعلنته مصر مساء اول من أمس، حتى أججّ انتصار المقاومة»نيران حرب « من نوع آخر مسرحها ليس غزة، بل الساحة السياسية الاسرائيل وعلى وجه الخصوص داخل الائتلاف اليميني الحاك، وفتح الباب على مصراعيه لجدل واسع حول جدوى العدوان وإدارته ونتيجته ونهايته وتبعاته. وبينما يلتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الصمت ازاء الاتفاق، كان اول من سحب سكينه ضده، وزير السياحة عوزي لانداو من حزب «يسرائيل بيتنا»، الذي تساءل عن مكاسب إسرائيل بعد 50 يوما من القتال. وقال لانداو ان إسرائيل لم تحصل على هدوء بل وعود بالتهدئة. وتابع ان حركة حماس» تحولت لشريك سياسي،كانت حركة صغيرة ومصابة فجاءت الحرب وشقت أمامها الطريق». وبما يشير الى تصاعد التوتر داخل الائتلاف الحكومي ادان افيغدور ليبرمان رئيس «يسرائيل بيتنا» الاتفاق، وقال ان على اسرائيل ألا تبرم اتفاقات سياسية مع حماس، وان الاتفاق تم بقرار من رئيس الوزراء ودون تصويت في المجلس الوزاري الامني المصغر «الكابينيت». واعتبر وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شتاينتس ان جولة الحرب على حماس والفصائل الفلسطينية كانت من دون هدف. واما يعقوب بيري من حزب «يش عتيد»(هناك مستقبل) فيرى ان مستقبل الشراكة في الائتلاف الحاكم يترتب على الخطوات السياسية ومدى استغلال الفرصة النادرة التي نجمت عن هذه الحرب،»وإذا لم ننجح بدفع الأمور نحو مبادرة سياسية سيحسم الإسرائيليون أمرهم وسنجد أنفسنا بخضم انتخابات مبكرة». وهدد عضو الكنيست اليعازر شطيرن من حزب الحركة بقيادة تسيبي ليفني المشاركة في الائتلاف الحكومي، بالانسحاب من الائتلاف في حال عدم توجه الحكومة نحو مسيرة سياسية شاملة. وهاجم زميله نحمان شاي من حزب«الحركة»، نتنياهو، متهما الحكومة والجيش بالارتجالية.وقال «تكبدنا خسائر بشرية موجعة وخسائر اقتصادية مهولة وانهارت السياحة وعلاقاتنا الخارجية بالحضيض كما هي مكانتنا وصورتنا، فمن أجل ماذا كل ذلك ولماذا ضحينا كل ذلك؟». يذكر ان العدوان كلف الميزانية الإسرائيلية أربعة مليارات دولار حتى الآن وقتل 70 من جنديا وعدد من المستوطنين، وأصاب 700 آخرين ونال من هيبة اسرائيل وصورتها ومكانتها في العالم. وحمل الوزير الأسبق أوفير بينيس من حزب العمل، على طريقة اتخاذ القرار، مرجحا ان تكون الحرب قد أصابت نتنياهو بجراح سياسية بالغة من شأنها ان تطيح به.