عاشت دائرة باب برد بإقليمشفشاون، نهار أول أمس السبت، عملية احتجاز مثيرة لسرية من الدرك الملكي، كانوا بصدد اعتقال أحد الأشخاص والحجز على كميات كبيرة من «الحشيش»، غير أن سكان المنطقة اعترضوا سبيلهم ثم حاصروهم في أحد "الكراجات"، قبل أن تتطور الأمور إلى اشتباكات استعملت فيها الحجارة والهروات. واستمر الاحتجاز، حتى وصول تعزيزات إضافية لعين المكان، مما اضطر معها أفراد الدرك الملكي إطلاق ثلاث أعيرة نارية تحذيرية في الهواء. وتضاربت الروايات حول أسباب عملية الاحتجاز التي انطلقت حوالي الساعة السابعة صباحا، ولم تنتهي إلا عند غروب الشمس، بين من تحدث عن رد فعل عفوي من طرف السكان الذين يبدون توجسا كبيرا من دوريات الدرك، بسبب العلاقة المتوترة بين المواطنين والسلطة الإدارية بصفة عامة في المنطقة. في مقابل، تحدثت مصادر محلية أخرى، عن "فعل مدبر"، من طرف بعض الجهات، ودليلهم في ذلك قدوم نائب برلماني نافذ للقرية بعد هدوء الأحداث، وعقده اجتماعا مع بعض السكان بنفس المنزل الذي كان يحتجز فيه الدركيون الثمانية. وأفادت مصادر متطابقة في اتصالات هاتفية أجراها "اليوم24′′، أن الأحداث بدأت عندما حلت سرية من الدرك الملكي تضم 12 فردا بينهم "قبطان"، بدوار "جرمون" التابع لجماعة "أونان" القروية، في الساعات الأولى من صباح السبت، عبر ثلاث سيارات مدنية اثنان من نوع "داسيا" والثالثة من نوع "مرسيديس 190". لكن أربعة منهم توقفوا في الطريق بأحد المنازل، فيما أكمل الآخرون طريقهم إلى منزل آخر صاحبه موضوع شكاية من طرف شخص، يوجد حاليا رهن الاعتقال بالسجن المحلي لشفشاون، يتهمه فيها بكونه أحد مروجي «الحشيش» في المنطقة، إلى جانب أحد المنتخبين النافذين من جماعة "فيفي". وأضافت المصادر نفسها، أن صاحب البيت استقبل ثمانية أفراد من الدرك في "كراج" المنزل، وطلب منهم الإدلاء بتصريح الأمر القضائي قبل القيام بأية إجراءات تفتيشية. وعندما تبين له أنهم لا يتوفرون على تصريح مكتوب من وكيل الملك، طلب النجدة من الجيران الذين تحلقوا حول البيت وحاصروا الدركيين داخل "الكراج"، قبل أن تتطور الأمور إلى عملية احتجاز وجد عناصر الدرك أنفسهم "رهائن" لدى السكان، الذين رفضوا إطلاق سراحهم بالرغم من استعطاف عناصر الدرك لهم. وفور ذيوع الخبر بين سكان القرى المجاورة، تضيف المصادر نفسها، تداعى المئات من الأشخاص إلى دوار "جرمون"، واحتشدوا بعين المكان حاملين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، مرددين شعارات تندد ب "الحكرة" و "الشطط في استعمال السلطة"، فيما استدعى عناصر الدرك الأربعة الذين توقفوا في الطريق تعزيزات أمنية للسيطرة على الوضع، حيث وصلت حوالي عشر سيارات للدرك. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المنطقة عرفت استنفارا كبيرا لمختلف أجهزة السلطة من أجل تهدئة ثائرة الحشود، بالترغيب والاستعطاف تارة وبالترهيب تارة أخرى، حيث كادت الأمور أن تنفلت إلى عواقب وخيمة، بعدما اندلعت مناوشات بين قوات الدرك وبين بعض المواطنين استعملت فيها الحجارة والهراوات. الأمر الذي اضطر معه أحد عناصر الدرك الملكي، إطلاق ثلاث رصاصات تحذيرية في الهواء من مسدسه الوظيفي، ما أدى إلى تراجع المشتبكين إلى الخلف فيما استمرت الحشود تحيط بالمنزل الذي يحتجز داخله أفراد الدرك. وفي غضون ذلك، حل بعين المكان في وقت متأخر بعد الزوال أمس السبت، رئيس دائرة "باب برد" بتعليمات من عامل إقليمشفشاون، وحاول تهدئة السكان من أجل رفع الحصار عن "الرهائن" المحتجزين. غير أنهم رفضوا الاستجابة بدعوى أنهم فقط "ينفذون أوامر أحد الأشخاص النافذين بالمنطقة". وبعد مفاوضات عسيرة اتفق السكان على الافراج عن الدركيين، مقابل عدم اعتقال الشخص موضوع مذكرة بحث، وعدم حجز كميات الحشيش.