احتجز سكان من دواوير واقعة على الحدود بين تاوناتوالحسيمة، دركيين من سرية إيساكن، لأكثر من 12 ساعة، أول أمس (الثلاثاء)، بعدما حاولا اعتقال فلاح من دوار أربعاء المشاع، وابتزازه بداعي أنه موضوع مذكرة بحث وطنية بتهمة زراعة القنب الهندي والاتجار في المخدرات. ولم يفرج عن الدركيين المتحدرين من فاس ومراكش، إلا في حدود العاشرة ليلا، بعد تقديم وعود بفتح تحقيق في تصرفهما واتخاذ المتعين قانونيا في حقهما، بعد تدخل برلماني منطقة كتامة ومسؤولين في الدرك من إيساكن وتاركيست وتاونات، لتهدئة روع الغاضبين الذين ارتفع عددهم بشكل لافت مع مرور ساعات الاحتجاز، بعد تقاطر المئات منهم من مناطق مجاورة. وفاوض أربعة أشخاص ممثلين للسكان الغاضبين، الوفد المسؤول الذي حضر إلى المكان نحو الثامنة مساء، إذ عبروا عن امتعاضهم من تصرفات بعض رجال الدرك الذين يعمدون إلى ابتزاز سكان المنطقة بداعي وجود شكايات مجهولة تتهمهم بالاتجار في المخدرات، مطالبين بوقف مثل هذه التصرفات، سيما بالمناطق المعنية بزراعة القنب الهندي بالإقليمين. وكان خليفة القائد ورئيس سرية إيساكن للدرك، أول المسؤولين الذين حلوا بالموقع أملا في الإفراج عن عنصري الدرك ومفاوضة محتجزيهم، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل أمام إلحاح الغاضبين على حضور المسؤول الأول عن الدرك بالحسيمة، قبل حضور مسؤول بتاركيست مرفوقا بالبرلماني، واستطاعا امتصاص غضب السكان، مستنكرين عمليات ابتزازهم بداعي زراعة الكيف. وأوضحت مصادر «الصباح» أن زوجة الفلاح المعني استدعيت بدورها للقاء، وأدلت بإفادات حول ظروف وملابسات محاولة اعتقال زوجها، فيما توافد على الموقع عشرات المواطنين ممن تعرضوا للسلوك نفسه، أملا في تقديم إفادات في الموضوع، ما جعل عدد المتجمهرين يتضاعف ليفوق أربعة آلاف مواطن ومواطنة من الدوار والدواوير المجاورة، حضروا على متن عشرات السيارات وشاحنة. وحضر الدركيان في ساعة مبكرة من الصباح، على متن سيارة من نوع «رونو 19»، لاعتقال الفلاح المعني بداعي البحث عنه، فيما وجهت لهما اتهامات بمساومته ومطالبته بثلاثة ملايين نظير الإفراج عنه، بعدما كان تعرض للابتزاز نفسه قبل أشهر، ليتيقن بنفسه أنه غير مبحوث عنه، ما جعله يحتج على محاولة اعتقاله، شأنه شأن زوجته التي كانت سببا في كشف الأمر. ولم يترك سكان الدوار الفرصة للدركيين للفرار وحاصروهما، قبل تفتيش سيارتهما والعثور على مبلغ مالي يفوق 10 آلاف درهم وسيفين من الحجم الكبير، وحاجز اصطناعي يستعمل لاعتراض سبيل السيارات، فيما أشارت المصادر إلى احتمال استخلاص المبلغ من امرأة بالدوار، مستغربة خروجهما إلى المنطقة دون إذن من وكيل الملك بابتدائية الحسيمة. ويعيد الحادث إلى الأذهان حادثا مماثلا لاحتجاز سكان دوار بني ميزار بجماعة بني أحمد الغربية بإقليم شفشاون، مجموعة من رجال الدرك الذين حلوا بالدوار في الساعات الأولى من الصباح، إذ تتكرر عمليات اقتحام منازل الفلاحين تحت ذريعة حيازة المخدرات، فيما ترى المصادر أن عدة عمليات من هذا القبيل، تستعمل للابتزاز وسلب المزارعين مبالغ مالية نظير غض الطرف عن نشاطهم. وليست المرة الأولى التي يتم فيها احتجاز رجال درك بهذه الطريقة، إذ سبق لشباب بمنطقة غفساي بتاونات، أن حاصروا دركيين أثناء محاولتهما إيقاف مستشار جماعي تمكن من الإفلات من قبضتهما، بل تمت سرقة أصفادهما، فيما أضحى موضوع القنب الهندي تهمة في أعناق سكان هذه المناطق الذين يعيشون في حالة سراح مؤقت، في انتظار إيقافهم إن لم يخضعوا للابتزاز.