في الوقت الذي يبدو ان الحكومة السعودية تركت امر معالجة ملف غزة الى النظام المصري الذي سيقوم رئيسه بزيارة للسعودية يوم غد الاحد، تتعالى اصوات الغضب في الرأي العام السعودي على الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة، وعلى العجز العربي عن نصرتها. وفي العادة يعبر رجال الدين والمشايخ عن الرأي العام المحافظ في المملكة عبر مواقع الكترونية او حساباتهم في تويتر وفيسبوك والأهم عبر خطبهم في المساجد، ولوحظ ان العديد من خطباء صلاة الجمعة في المساجد تعرضوا لذكر لأوضاع «غير الانسانية في غزة وحرب الصهاينة على اطفال غزة» في حين ان الصحافة السعودية اكتفت بنشر اخبار الحرب وتعليقات بعض كتابها. وعبر امام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ صالح بن طالب عن غضب الرأي العام السعودي على العجز العربي عن نصرة فلسطينييغزة بخطبة صلاة الجمعة ظهر أمس حين قال «إن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة هي عنوان للعجز العربي، وساحة للمتاجرات السياسية». وندد آل طالب بإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان المحتل، مشيرا إلى أنه مهما حاولت الدول التي زرعت الإرهاب الإسرائيلي تبرير جرائمها، والتستر على مجازرها، فإن الغطاء لابد أن ينكشف، والتعتيم لا بد له من مدى ينتهي إليه. وأضاف خطيب المسجد الحرام قائلا: «وإن ساءنا ما سقط من ضحايا، وآلمنا ما شرد من أسر، فإن الأمل المضيء من ليل الاعتداء الحالك، تمثل في جوانب كثيرة، منها تفهم كثير من شعوب الأرض إجرام الغاصب المحتل، ودموية المعتدي الآثم، وشناعة القاتل الغادر». وقال آل طالب «إنهم – أي الاسرائيليون – لم يحققوا سوى قتل الأطفال والمدنيين، وهدم المساجد والمنازل ومجازر جماعية لا تستثني أحدا، وجرائم حرب إنسانية، كل ذلك تحت سمع المجتمع الدولي وبصره ومنظماته الصامتة المتخاذلة». واكد خطيب مسجد الحرام «إن المواجهة الاخيرة على ارض غزة، رغم تكرر مثيلاتها، إلا أن الجديد فيها هو أن ميزان القوى قد مال قليلا لصالح المظلومين على وجه لم يسبق له مثيل، مما يبشر بمتغيرات أكثر ندية في مواجهة المحتل الظالم، خصوصا مع التغيرات الطارئة في المنطقة، والتي رغم سوء بعضها وضبابية البعض الآخر، إلا أن الشرر لابد أن يطال ظالما طال ظلمه، ومعتديا استمرأ الاعتداء». ودعا آل طالب بالرحمة لشهداء فلسطين، وبالشفاء لجرحاهم، وبأن يعوضهم الله في أموالهم ومنازلهم وشكر إمام وخطيب المسجد الحرام الشكر «لشعوب لم يجمعها بفلسطين لسان ولا دين، لاتخاذها مواقف مشكورة من الاعتداء الأخير على غزة». ونشط امام وخطيب آخر للمسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ عبدالقادر الشريم بإرسال مجموعة كبيرة من التغريدات عبر «تويتر» انتصر فيها لغزة وأهلها، كان آخرها قوله على صفحته في «تويتر»: «منذ أربعين سنة لم أر حرص الناس على تأمل سورة الإسراء، كالذي رأيته إثر عدوان اليهود على غزة، ولولا جديد آيات الله فيه، لما وقع حرصهم، فلنتفاءل!». وكتب بيتين من الشعر تأييدا لغزة أهلها، قال فيهما ويا غزة الأحرار صبرك عزة هي لليهود الغاصبين تباب إن خاب ظنك بالقريب وفعله فالظن بالله الكريم حجاب، يشار الى أن سورة «الإسراء» بشّر فيها الله المسلمين بالنصر والغلبة على اليهود. وكان الشيخ الشريم واحدا من ثمانين عالما وشيخ دين في السعودية أصدروا بيانا قبل ايام اكدوا فيه دعمهم لفلسطينييغزة وطالبوا المنظمات الفلسطينية بالصمود على مطالبهم خلال مفاوضات القاهرة وعدم الاذعان للضغوط السياسية. الى ذلك عمل الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية والسفير السعودي السابق لدى واشنطن والذي يعمل حاليا رئيسا لمركز الملك فيصل للدراسات الاسلامية على توضيح مواقف بلاده المؤيدة للقضية الفلسطينية نافيا في مقال صحافي ان تكون المملكة تلتزم سياسة الصمت تجاه العدوان الاسرائيلي على غزة. ولم يتطرق الامير تركي الفيصل الى مقالته الاسبوع الماضي التي حمّل فيها حركة حماس مسؤولية توسيع الحرب الاسرائيلية على غزة وجاء دفاع الفيصل عن نفسه ردا على الانتقادات التي وجهت لمقالته في مواقع التواصل الاجتماعي الاسلامية في السعودية.