احتج المغرب على مشاركة جبهة البوليساريو في اجتماعات افريقية عربية في العاصمة الغينية/ ملابو مما ادى الى تأجيلها الى موعد لم يحدد في وقت يواصل العاهل المغربي الملك محمد السادس جولته الافريقية والتي تشمل دولاً وقفت دائماً ضد المغرب الى جانب الجبهة. وكان مقرراً بدء اجتماعات المجلس المشترك (وزراء الخارجية) للقمة العربية الإفريقية الرابعة، امس الاثنين في عاصمة غينيا الاستوائية «ملابو»، الا ان الوفد المغربي اعترض على مشاركة الجمهورية الصحراوية التي اعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1977. ونجحت جبهة البوليساريو وداعموها في حصول «الجمهورية الصحراوية» على عضوية منظمة الوحدة الافريقية 1982 مما ادى الى انسحاب المغرب من المنظمة رسمياً 1984 وتقدم في ايلول /سبتمبر الماضي، بطلب الالتحاق بالاتحاد الافريقي، بعد 32 عاماً من انسحابه من العمل الافريقي المؤسساتي الجماعي، ومن المقرر ان تبت قمة افريقية تعقد في كانون الثاني/ يناير القادم في هذا الطلب الذي لقي ترحيباً افريقياً واسعاً. وعقدت القمة الافريقية العربية الاولى في القاهرة 1977، وكانت قمة بين منظمة الوحدة الافريقية والجامعة العربية، الا ان القمم والاجتماعات الافريقية اللاحقة عقدت خارج اطار منظمة الوحدة الافريقية او الاتحاد الافريقي ليتسنى تغييب الجمهورية الصحراوية وحضور المغرب، مثل القمة الافريقية الاوروبية التي عقدت في القاهرة في أيار/ مايو 2000 والقمة الافريقية العربية الثانية في ليبيا 2010 والقمة العربية الافريقية الثالثة في الكويت 2013. وكانت جبهة البوليساريو تسعى للمشاركة في هذه القمم الا ان المنظمين ولضمان مشاركة المغرب ونجاحها حرصوا على استبعادها، ويبدو ان الطلب المغربي للانضمام الإتحاد الافريقي، الذي تعتبر الجمهورية الصحراوية، حسب ميثاق الاتحاد، احد مؤسسيه، شجع حكومة غينيا الاستوائية على دعوة الجمهورية الصحراوية رغم ان القمة الرابعة التي اجلت تقرر عقدها خارج الاطار المؤسساتي، اي ليست قمة للاتحاد الافريقي والجامعة العربية. واعلنت وزارة الخارجية الغينية الاستوائية، تأجيل القمة دون إبداء السبب الا انه نقل عن مسؤول غيني ان المغرب وقبل بدء القمة طالب بطرد مسؤولي جبهة البوليساريو، من القمة، واوضح أن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، اعترض على مشاركة «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية». واضاف أن «مزوار، احتج بشدة على وجود وفد الصحراء الغربية، في أعمال القمة، مما أثار ضجة في الاجتماع، تم على إثرها إعلان تأجيل الاجتماع إلى وقت لاحق من مساء اليوم (امس الاثنين)». وهو ما يعني ان جولة مشاورات بين الوفود انطلقت للبحث عن مخرج لهذا المأزق في وقت يواصل فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس الشطر الثاني من جولته الافريقية التي بدأها في رواندا تنزانيا والغابون والسنغال في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي وبدء الشطر الثاني يوم الخميس الماضي في اثيوبيا ومدغشقر ويتوقع ان يقوم بزيارة كل من نيجيريا وزامبيا وهما من الدول الافريقية التي تساند جبهة البوليساريو في انفصال الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976 واقامة دولة مستقلة عليها. وشكلت قمة المناخ «كوب 22» التي احتضنتها مراكش من 10 الى 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وخصص حيز هام من اشغالها للقضايا الافريقية، عاملاً اساسياً لتعميق العلاقات الثنائية المغربية مع دول القارة الافريقية التي بدأها الملك محمد السادس بالانفتاح على دول شرق افريقيا.