كشفت معطيات مثيرة، أن البيانات الشخصية والبيولوجية للمواطنين والسياسيين والدبلوماسيين المغاربة، الراغبين في الحصول على تأشيرة "شينغن" من مختلف القنصليات الإسبانية المعتمدة بالمملكة "مهددة وغير مؤمنة"، بعد تفويت وزارة الخارجية الإسبانية، في خطوة غريبة، تدبير التأشيرات في قنصلياتها بالمغرب لشركة "متخصصة" في التعهيد والتكنولوجيا للبعثات الدبلوماسية والحكومية، متورطة في عدد كبير من الفضائح. وقالت مصادر إعلامية إن الشركة "المشبوهة" قدمت معلومات مزيفة عن مكاتب لها في المغرب، في الوقت الذي لا تتوفر فيه على فضاء للعمل بالمملكة، مما قد يجعل عدد 100 تأشيرة الذي يحصل عليها المغاربة 100 في اليوم ينخفض بشكل واضح ابتداء من يوم الاثنين المقبل. وحسب موقع اليوم فإن حالة من التوتر تسود في كل القنصليات والسفارات الإسبانية بما فيها تلك الموجدة بالمغرب على إثر قرار الحكومة الإسبانية فك الارتباط، في 30 شتنبر الماضي، بالشركة الهندية " VFS Global "، المكلفة بمعالجة طلبات المغاربة للحصول على التأشيرات، وتعويضها بالشركة الهندية الأخرى " BLS International Services " في صفقة اعتبرت أنها أكثر "بزنيزية" منها تقنية. وقد تكون وراءها هذه الصفقة المشبوهة الشركة الإسبانية النافذة " Indra "، المقربة من مراكز القرار بإسبانيا، حسب تحقيق ليومية "الدياريو" الإسبانية. المصدر ذاته، أضاف أن هذه الشركة الجديدة "لا تتوفر على فضاءات لاستقبال (يوميا) مئات الطلبات للحصول على تأشيرة "شينغن"، من القنصليات الإسبانية بالمغرب"، علاوة على "تقديم عناوين لها بالمغرب لا أساس لها من الصحة ولا توجد على أرض الواقع، إلى درجة أنها تشير إلى أمكان لا توجد فيها بنيات أو في بعض الأحيان تبنى عناوين خاصة لا علاقة لها بالشركة". هذا في الوقت الذي من المنتظر أن تبدأ الشركة "المشبوهة" مهامها في المغرب، يوم الاثنين المقبل. موظف بالقنصلية الإسبانية بالرباط، أشار إلى أن عدم توفر الشركة الجديدة على مقرات عمل بالمغرب يعني ان هذا فيه عمل إضافي للموظفين بالقنصلية، كما انه لا يمكن معالجة ومنح التأشيرات لإصحابها بشكل يومي كما هو معتاد، علما أن عدد هذه التأشيرات يصل إلى 100. الموظف الإسباني يرى، كذلك، ان عدد التأشيرات الممنوحة للممواطنيين والسياسيين والدبلوماسيين المغاربة قد ينخفض في الأيام المقبلة. مصدر آخر من بإحدى القنصليات الإسبانية بالمملكة حذر قائلا:"(من أجل تجاوز ذلك) يمكننا العمل لساعات إضافية، لكن لا يمكننا القيام بمعجزة". وتبقى البيات الشخصية للمغاربة معرضة للتسريب لجهات معينة بعد اكتشاف، في يوليوز الماضي، تورط الشركة الجديدة " BLS International "، في فضيحة الاتجار غير المشروع في البيانات الشخصية بالهند، إذ تبقى أكثر فضائحها سرقة وتسريب أكثر من 4000 ملف بيانات لسياسيين ودبلوماسيين. من جهتها، تستعد حكومة الهند لإنهاء العقد الذي يربطها بهذه الشركة. كما انه في ماي الماضي، قررت الحكومة الأمريكية فك ارتباطها بشركة " BLS International " بعد تلقيها عدد كبير من الشكايات من مواطنين بخصوص تأخر الشركة في تجديد جوازات السفر في الوقت المحددة مسبقا، علاوة على تقديمها معلومات مغلوطة. وتجدر الإشارة إلى أن قرار الخارجية الإسبانية إنهاء عقدها مع شركة " VFS Global " التي تنشط في 126 بلد منها المغرب وتعالج 130 مليون طلب تأشيرة بالشركة المشبوهة" BLS International "، التي تنشط فقط في 22 بلدا وتعالج 3 ملايين طلب تأشيرة، يأتي بعد انفجار فضيحة "التبزنيز" في تأشيرة "شينغن" بالقنصلية الإسبانية بالرباط مقابل مبالغ مالية 8 ملايين سنتيم لكل تأشيرة، مما دفع الحكومة الإسبانية إلى فتح تحقيق في الموضوع.