حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : غابت الأسودْ ، فاستأسدت القرودْ ، واستنوقت الجمال قبل اليوم الموعودْ ، وشاهد وشهيد ومشهودْ ، وغارات تحول النائم إلى ركام في أخدودْ ، وتحرك العالم وحكامنا استثناء بالخزي يجودْ ، أكرموا الجلاد فهو إلى دياره بمعونتهم يعودْ ، ومت أنت من إفكهم يا مقسما على النضال والصمودْ ، وارثي بدمك المسفوك غدرا كل المواثيق والعهودْ ، وتعجب من سفارات للعدو إلى أراضينا تعودْ ، تحْمَى بالجيوش والعساكر والجنودْ ، ويذاذ عن حوضها بكل سلاح قوي المفعول والمردودْ ، وتخذل أنت وحدك من بين كل الحشودْ ، و إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيضْ ، مثل عربي علينا في هذه الأيام يُفرضْ ، حروفه على شاشات العالم تُعْرضْ ، تدوخنا معانيه فلا نسطيع لها تفسيرَا ، ويطغى علينا لبه فلا نملك له تقشيرَا ، ويستبد بنا ثقله وثقله بات علقما مريرَا ، … ولأن النمور المصنوعة من ورقْ ، ظلت تتفرج علينا من غير خوف أو قلقْ ، ولأنها ملقحة ضد أنواع السهاد والأرقْ ، ومحمية من الجوع والتجويع والخوف والتخويفْ ، ومعروفة بالنكرة التي تبحث لنفسها عن تعريفْ ، ومشهورة بالخيانة والتخوين والتزييف والتسويفْ ، خرجت من داري المفتقدة لمعاني العزَّة ، والعين تبكي مرارة على ما يجري في غزّة ، وفتشت بين أسواق الهمزة والغمزَة ، عن خلي ابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، فوجدته بعد جهد يسير للغايهْ ، ينادي بأعلى صوته على المارِّينْ ، ويدعوهم لحلقية تنتصر للفلسطينيينْ ، وتسخر من الظالمين الغاشمينْ ، فتوافد عليه الناس من كل جانبْ ، وتزاحموا على مجمعه المشهور بالطرائف والغرائبْ ، فسكت سكوت من توالت عليه المصائبْ ، ثم حسبل وحوقل وهلل وكبّرْ ، وأنَّ وبكى وتحسّرْ ، وقال بعدما أبكى بحاله كل من عليه تجمهرْ ، : ياربُّ هذي دموعي ما لها كففُ = والقلب للهم والأحزان ينصرفُ بالذل والضعف والإذلال أعترف = عوراتنا قد غدت بالجهر تنكشف أمجادنا ما لها رِجْل بها تقف = والعزم منا خوار لفَّه التلف الخوف فينا ومنا بات يرتجف = والخوف من ظلنا للخوف يختطف حكامنا زمرة بالخبث قد عرفوا = في جانب الغدر والصهيون هم قصفوا حازوا لهم كل درٍّ ناله السلف = والقدس باعوا ثراها مالهم شرف أذناب غرب تولوا حينما زحفوا = يوم القنا للخنا والخزي هم قذفوا أشباه أسْد أمام القرد قد وجفوا = تبا لهم ويحهم ما عندهم هدف بالعهر والفسق والإفساد قد وصفوا = والعار من وصفهم فيهم سينتصف يا ربُّ فاخسف بهم أرضا كما خسفوا = وابعث لنا من يرد الكيد إن وقفوا وبعد : يا أيها الرئيس والسفير والوزير والمستشارْ ، ويا من يملكون البراميل والرساميل ويبخلون على إخواننا بمواقف الرجولة والإنتصارْ ، غزة بعد الحصار في النارْ ، والقصف عليها يشتد كل نهارْ ، هكذا أراد ابن القرد والحمارْ ، وما بين الحصار والنار أيها العبيد الأحرارْ ، قصص وعبر وحقائق تكشف لذوي القلوب والأبصارْ ، فلا المقهور ولا الجبارْ ، ولا المسيَّر ولا المختارْ ، ولا المحيِّر ولا المحتارْ ، بقادرين على محو ما ترسخ فينا من صور وأفكارْ ، وبالمشاهد المأساوية أستهل الحديث والكلامْ ، لأقول والله المستعان على ما يحاك ضدنا في الظلامْ ، إن صواريخا يحسبونها ذكية من النشوء إلى الختامْ ، تقصف الأطفال وهم رقود ونيامْ ، وتعصف بما لهم من آمال وأحلامْ ، لتقسم أجسادهم إلى عدة أقسامْ ، هي صواريخ غبية بالكمال والتمامْ ، وإن من يضبط مسارها الإجرامي البغيضْ ، ما هو إلا جبان ذليل مريضْ ، خيل إليه لوهمه العريضْ ، أن قتل الأطفال والولدان والرضعْ ، سيقضي على أجيال له في المستقبل لن تركعْ ، ونسي أو تناسى لجهل عليه تربّعْ ، أن فلسطين دولة ودود ولودْ ، إختارها رب العزة لتكون على مر الوجودْ ، حجر التعثر للصهاينة والمجرمين من اليهودْ ، والتاريخ والأيام على ذلك شهود . وإذا الموؤودة سئلتْ ، بأي ذنب قتلتْ ، وإذا الصورة عندك كُشِفتْ ، فقل معي من غير خوف أو ارتيابْ ، قتلها قانون الغابْ ، ودعاة الحرب على الإرهابْ ، وحكام ورؤساء وزعماء الأعرابْ ، حتى إذا أجبت معي عن السؤالْ ، وأردت ركوب الإحتجاج والتظاهر والنضالْ ، كتطبيق فعلي لقول سيد الرجالْ ، وذلك أضعف الإيمانْ ، فتذكر معي يا حبيب المصطفى العدنانْ ، بأس سلطة السلاطين العميانْ ، واحذر من عصيهم وحاذرْ ، إنهم يتربصون بك الدوائرْ ، ليحرروا لك المحاضر والدفاترْ ، وياليتهم يحررون أنفسهم من الجبن والوهنْ ، وينظرون إلى ما وراء هذه الفتنْ ، فاليوم غزة وغدا كل وطنْ ، وقد تسمع لو ناديت حيا عاقلاَ ، لكنك لا تنادي إلا خاذلا أو متخاذلاَ ، فبئس القوم ويا هذا لاتكن لي مجادلاَ ، واسمع عنهم إن كنت بهم متفائلاَ ، فقد روت الأيام والأيام لا تروي باطلاَ ، أن ذكرهم ينقض الوضوء ويبطل التيممْ ، وأن حديثهم لحن وأخطاء وتلعثمْ ، وأن سلاحهم تسويف وتماطل وتفرقة وتشرذمْ ، وأن حجهم بيت أبيض من دخله صار قلبه أسودَا ، ومن طاف به أمسى تجبره علينا أمرا مؤكَّدَا ، ومن لم يستجب له بات عرشه مهددَا ، … ومن غزة يأتي كل خبر يقينْ ، ومن حكامنا يأتيك الموقف القوي المتينْ ، وانظر هل ترى إلا جعجعة بلا طحينْ ؟؟؟، إنهم تجمعوا على كلمة سواءْ ، وقرروا بعدما استبدت بغزة رائحة الشواءْ ، أن يرفعوا الراية البيضاءْ ، وما استسلم القريب واستسلم البعيدْ ، وما هُزم الطفل والرضيع والوليدْ ، وهزم الرئيس والسلطان والجنرال والعقيدْ ، وتلك حكاية ما بعدها حكايهْ ، فإذا قرأت بإمعان فصول الروايهْ ، فسائل معي زعماء المجون والغوايهْ ، عن مصير معاهدات الدفاع المشتركْ ، وسر فرارهم من هذا المعتركْ ، وماذا سيقولون لمن لأرواح الملوك ملكْ ، واسأل معي من يعشق منصات المنابرْ ، عن مغزى إغلاق المعابرْ ، والفحوى من السكوت على هذه المجازرْ ، والجدوى من وجود كل ما لدينا من جيوش وجنود وعساكرْ ؟؟؟ فقفوهم يا إخوة الحق إنهم مسؤولونْ ، وحاكموهم بالجهر إنهم خائنونْ ، لقد ظلمونا وكانوا للقضية الكبرى يظلمونْ ، أحبوا الجلوس على الكراسي ، وفضلوا التفرج على المآسي ، وساووا بين العاري والكاسي ، فألبسوا الجلاد ثياب الضحيهْ ، ونعتوا المقاومة المشروعة بالإرهابيهْ ، وتأمركوا وتصهينوا بالسر وبالعلانيهْ ، وهاهم لنا عن قصد يقمعونْ ، ولقضيانا المصيرية يبيعونْ ، ولأمجادنا التاريخية يضيعونْ . وهيهات هيهات منا الذلة والخنوعْ ، إنا وقَّعنا عن النضال لا رجوعْ ، وأقسمنا لغير الله لا ركوعْ ، فإن تسألوا عن عزتنَا ، تجدوها بين ثنايا غزتنَا ، وإن تبحثوا عن الخير في جعبتنَا ، تجدوه في أقطار وربوع أمتنَا ، والقدس قدسنا وإنا لها لراجعونْ ، والأرض أرضنا وإنا لها لحافظونْ ، وغزة أختنا وإنا لها بكل غال ونفيس لناصرونْ ، والنصر كأس وإنا له لشاربونْ ، … بيوتنا أرقميهْ ، وأسلحتنا سماويهْ ، وشعاراتنا قرآنيهْ ، وهجرتنا نبويهْ ، ولغتنا عربية لا عبريهْ ، إسلامية لا صهيونيهْ ، كتب علينا القتال والنصر والتحريرْ ، فإن استشهدنا فالثياب من إستبرق وحريرْ ، والجزاء فردوس نعيم ونعم المصيرْ ، فأبشر ياعاشق الجنان واستبشر بالفتح الكبيرْ ، واستمع فهاهنا الفصل الأخيرْ : زقاح القرد أبدا لن يطولْ ، وأسود غزة في التل ستصول وتجولْ ، وارتقب غداة غد صدق ما أقولْ ، … واللبيب من للمعنى التقطْ ، وما السيل إلا اجتماع النقطْ ، وما النصر إلا من عند الله فقط . ...... كتبت ذات اعتداء مضى ثم عاد ليتجدد .