«عندما نشاهد الراية الفلسطينية ترفرف إلى جانب علمنا الرائع في المدرجات ترفعها عاليا جماهيرنا الغالية، نزداد تعلقا بهذه القضية، وإيماننا يرسخ أكثر بالمصير المشترك لشعبينا، وهو أمر يحفزنا أكثر لنساند هذا الشعب في كل المحافل الدولية». يتحدث مجيد بوقرة بتأثر شديد في تصريح خاص ل»القدس العربي» عندما قابلته وزملاءه في ساعة مبكرة من فجر أمس الجمعة، في ختام البرنامج الخاص الذي حظي به محاربو الصحراء في العاصمة القطرية الدوحة، التي وصلوها أمس انطلاقا من مطار هواري بومدين في الجزائر لتكريمهم، والاحتفاء بالنتائج التي حققوها في مونديال البرازيل. حطت طائرة لاعبي المنتخب الوطني الجزائري أمس في مطار حمد الدولي بعد تضارب الأنباء حول زيارتهم إلى الدوحة وتردد شائعات عن «جهات جزائرية عليا» حاولت منعهم من الزيارة، وقد تم استقبالهم في الصالة الأميرية الخاصة بحفاوة بالغة تليق بمكانتهم التي اكتسبوها في قلوب العرب جميعا، ونقلتهم حافلة خاصة مزينة بشعار الراعي الرسمي للمنتخب مع عبارة «كفيتو ووفيتو» وهي باللهجة المحلية القطرية، وتعبر عن الامتنان عن الجهود التي بذلها المنتخب، والتعبير عن الرضا لما تحقق. وقامت إدارة المرور في وزارة الداخلية بتأمين موكب الفريق الجزائري الذي كان في انتظاره عدد من المسؤولين الرسميين، وشيوخ، ومدراء في اللجنة الأولمبية والاتحاد القطري لكرة القدم، ومدراء تنفيذيون في شركة أوريدو الراعي الرسمي للمنتخب، إلى جانب ناصر غانم الخليفي مدير عام قنوات «بي إن سبورت». وشارك اللاعبون الستة وهم كل من بوقرة، ومبولحي، وتايدر، وابراهيمي، وغولام، ويبدة، في حصة خاصة على قنوات «بي إن سبورت» ونقلت بالبث المباشر وتطرقت لنقاط متشعبة وعدة حول مشاركة الخضر، وطموحاتهم ومستقبلهم وعن المعوقات التي واجهتهم وعن التحديات التي جابهوها والعوامل التي حفزتهم. وتحدث لاعبو المنتخب الجزائري بصراحة بالغة عن كل المواضيع التي طرحت عليهم من قبل شبكة مراسلي القناة في عدة مناطق، واستهلها المذيع الجزائري حفيظ دراجي وشارك فيها لاعبون ومدربون دوليون ومحللو المحطة. وكان للجمهور الجزائري الغفير الذي حضر نصيب من طرح استفساراته على نجومه حيث تسمر في الاستديو لأزيد من ساعة ونصف الساعة لمشاهدتهم عن كثب. وظهرت علامات التعب والارهاق على ضيوف الدوحة بسبب وعثاء السفر، والرحلات المكوكية التي قاموا بها في البرازيل، ثم منها إلى الجزائر، فالدوحة، في ظرف زمني وجيز. وانهال موظفو المحطة وهم من جنسيات عدة، في ختام الحلقة الخاصة على «محاربي الصحراء» للسلام عليهم، وتقديم تحية تقدير للجهود التي بذلوها إثر اختتام مشاركتهم المتميزة والباهرة في كأس العالم لكرة القدم. ورافقت «القدس العربي» حافلة الخضر أثناء انتقالها من مجمع القنوات التلفزيونية، إلى جولة وسط شوارع الدوحة وسط إقبال عدد معتبر من مناصري الخضر الذين جابوا بسياراتهم وأعلامهم شوارع الدوحة الهادئة في ساعة متأخرة من الليل، وهم في طريقهم إلى الفندق الذي ينزل فيه ضيوفقطر. وبعد وجبة سحور سريعة تناولها الوفد، كانت الفرصة للأنصار للاقتراب من نجومهم والتقاط صور تذكارية. وتم بالمناسبة تكريم المنتخب الجزائري على إثر إنجازه التاريخي في مونديال البرازيل من قبل ممثل للجالية الفلسطينية للتعبير عن شكرها للمشاعر الطيبة التي أبداها الخضر لصالح القضية. وقال الإعلامي ومقدم الأخبار في قنوات beINSPORT يحيى نافع الذي سلم اللاعبين الجزائريين هدايا فلسطينية رمزية، ولوحات تراثية ووشحهم بالكوفية الوطنية، ان هذه اللفتة من الشعب الشقيق تعد عربون وفاء لعناصر المنتخب الجزائري باسم الشعب الفلسطيني والرياضيين الفلسطينيين للدعم المالي والمعنوي المتواصل للخضر لأبناء فلسطين في كل المحافل الدولية. ونقل لهم تحيات ومشاعر الفلسطينيين تجاه الجزائر بقيادتها وشعبها العظيم ومنتخبها المقاتل ولاعبيها المميزين. بدوره شكر مجيد بوقرة قائد محاربي الصحراء من ساهم في هذه اللفتة الجميلة والطيبة موجها التحية والشكر للفلسطينيين على مساندتهم لمحاربي الصحراء في المونديال، بالرغم من الظروف الحالكة التي يمرون بها، ومهديا إنجاز الخضر في كأس العالم لأبناء غزة وكل الفلسطينيين. وأكد بوقرة أن اللاعبين الجزائريين سيبقون دائما وأبدا أوفياء ومساندين للشعب الفلسطيني في كل مشاركاتهم وهم بمثابة سفراء لفلسطين. وفي حديثه الخاص مع «القدس العربي» قال متوسط ميدان المنتخب الجزائري حسان يبدة وهو يتوشح بالكوفية التي سلمت له ولفها على رقبته، أن اللاعبين تناقشوا فيما بينهم لبحث كل الاقتراحات الممكنة من أجل التعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية وسبل دعمها، وأكد أن المنتخب الجزائري ولاعبيه سيواصلون رفع اسم فلسطين عاليا في المحافل الرياضية كافة، معربا عن حبه للفلسطينيين الصامدين. وقال بوقرة ان الدعم الذي أعلنه لاعبو المنتخب الوطني الجزائري لصالح أطفال غزة لن يقف عند حدود ما كشف عنه لأن هناك مبادرات كثيرة سوف ترى النور قريبا بعد أن يتفق عليها اللاعبون جميعا، كما أكد أن هناك من لا يرغب في الإعلان عن تفاصيل ما يقوم به من مساعدات. وكان الخضر أعلنوا في وقت سابق عن تبرعهم بمنحة مشاركتهم في مونديال البرازيل الذي حققوا فيه نتائج طيبة إلى سكان قطاع غزة، لأنهم بأمس الحاجة إليها. وتبلغ قيمة المنح التي سيحصل عليها اللاعبون أكثر من 9 ملايين يورو