موقف أصبح شبه متكرر في كل الألعاب الأولمبية، فحين يحصل اللاعب على الميدالية الخاصة به، وخاصة إذا كانت ذهبية، يقوم بالعض عليه ووضعها تحت أسنانه. فبمجرد أن يتسلم اللاعب الميدالية، نجده يظهر أمام عدسات الكاميرات وهو يضع الميدالية بين أسنانه ولكن كثير منا إن لم يكن جميعنا، لا نعرف السبب وراء هذا الفعل، الذي انتشر بكثرة، خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، «ريو 2016» المقامة حاليا في البرازيل. فهذه العادة تعود إلى أحداث تاريخية، فقد كانت عملية عض النقود الذهبية شائعة للتحقق من أنها حقيقية وليست مزيفة، وللتأكد من مدى نقاوة الذهب فيها، حيث إن الذهب معدن ناعم جدا مقارنة بغيره من المعادن، حتى أنه أقل ليونة من مينا الأسنان، وبمجرد عضه والضغط عليه، ولو بدون قوة، يكفي لترك أثار الأسنان عليه وبهذه الطريقة يمكن معرفة ما إذا كانت النقود الذهبية خالصة أم لا. وأحيانا قد تكون النقود مجرد رصاص مطلي بالذهب، وهو ما يمكن الكشف عنه بمجرد عملية عض ولكن في وقتنا هذا، لم يعد التعامل بالنقود الذهبية شائعا، إلا أن عادة العض ما تزال قائمة من خلال أبطال الأولمبياد. وقد اعتاد الأولمبيون فعل مثل هذا الأمر، بالرغم من أن أولمبياد ستوكهولم عام 1912، كان آخر دورة ألعاب أولمبية تصنع خلالها الميداليات الذهبية من الذهب الخالص، عيار 24 قيراطا. الآن تصنع الميدالية الذهبية من الفضة الإسترلينية التي تعتبر أنقى وأفضل أنواع الفضة على الإطلاق وقليل من الذهب، وعندما يعض عليها الفائز بالمسابقة، فإنه يعض في الحقيقة على الميدالية الفضية التي فاز بها صاحب المركز الثاني، مع فرق بسيط، هو أن ميداليته مطلية بالذهب فقط. ويصل وزن ميداليات أولمبياد ريو دي جانيرو لنحو 500 جرام، وهي الأثقل في تاريخ دورات الألعاب الصيفية، ولك أن تتخيل أن الميدالية الذهبية لو كانت كلها ذهبا لتكلفت أكثر من 21 ألف دولار للواحدة. وتتكون ميداليات الذهب في أولمبياد «ريو 2016» من ستة جرامات فقط من الذهب و494 جراماً من الفضة، ويبلغ ثمنها في السوق نحو 564 دولاراً. قام المصممون البرازيليون بإنتاج 2488 ميدالية للأولمبياد، منها 812 ذهبية، 812 فضية، و864 من البرونز.