في خطوة كانت متوقعة عند كثير من المحللين ، أعلن تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" دعمه لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف اختصاراً ب "داعش"، وانتقد ضمنياً قيادة شبكة "القاعدة" وفروعها، بسبب عدم جهرهم بمساندة التنظيم الذي دافع عنه ضد الذين يصفون عناصره ب "الخوارج"، كما ذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية، اليوم الأربعاء. وفي شريط فيديو بثه فرع "القاعدة" بالمنطقتين المغاربية والعابرة للصحراء، الجمعة الماضية، صرّح التنظيم، على لسان قيادي منه يكنّى ب "الشيخ أبو عبد الله عثمان العاصمي"، بنصرته لمن سماهم "المجاهدين" في تنظيم داعش بالعراق وقال القيادي، وهو قاضي الجماعة بمنطقة الوسط، بحسب ما جاء في التسجيل، إن رفاقه "يريدون وصل حبل الود بيننا وبينكم، فأنتم أحب إلينا من الأهل والعشيرة، ولكم دائماً دعاءنا سهم لكم". وأضاف القاضي، الذي لا يعرف اسمه الحقيقي، ويرجح أنه حديث الالتحاق بالتنظيم الذي يتزعمه عبد المالك دروكدال: "إننا لا زلنا ننتظر أفرع القاعدة من هنا وهناك، أن يبيَنوا موقعهم ويعلنوا نصرتهم لكم". وتحمل كلمة "يبيَنوا موقعهم"، دعوةً غير مباشرة إلى زعيم شبكة "القاعدة" أيمن الظواهري، ليوضَح موقفه من الجماعة الإسلامية المسلحة، التي فرضت نفسها لاعباً جديداً، في المشهدين السياسي والأمني بالعراق. وكانت صحيفة "لوموند" أشارت أمس الثلاثاء إلى شريط الفيديو، وقالت إن مضمونه يسبب قلقاً للسلطات الجزائرية، من دون تفاصيل أخرى. وجاء دعم "القاعدة المغاربية" ل "داعش"، حسب القاضي، بناءً على "نداء الحبيب الشيخ أبي محمد العدناني لأفرع القاعدة، بأن يصرَحوا ببيان رسمي ضد من ينعتون الدولة الإسلامية في العراق والشام بالخوارج"، ومحمد العدناني هو المتحدث باسم الجماعة، التي تزحف يومياً على مناطق جديدة بالعراق للسيطرة عليها. وفي إشارة ضمنية أخرى إلى قيادة شبكة "القاعدة"، ذكر "أبو عبد الله العاصمي": "أحببنا بعد سكوت المعنيين أن نبيَن موقفنا إحقاقاً للحق، حتى يعلم مجاهدو الدولة الإسلامية بالعراق والشام، أننا لا ولن نخذلهم، ونعلن للمسلمين جميعاً أننا رأينا الحق في منهجهم، وهم من أطوع الخلق لله وأتبعهم للرسول". ولم يرد في شريط الفيديو ما يفيد بأن "القاعدة المغاربية" ترغب في دعم داعش بالعناصر والسلاح، باستثناء السند المعنوي، ولكن يوحي الشريط بوجود قطيعة تنظيمية بينه وبين الشبكة التي يقودها الظواهري، طالما أن التواصل غائب بين الأصل والفرع في "قضية جهادية" هامة مثل "داعش" وما يفعله في العراق. وأثنى قيادي التنظيم الإرهابي، الذي يتخذ من جبال وغابات تيزي وزو وبومرداس، معقلاً له، على عناصر "داعش" قائلاً: "حكم هذا المنهج الشريعة أرضاً، وأعاد هذا التنظيم رسم خارطة الخلافة الإسلامية، ونصر المظلومين وفكَ العاني، وأرجى عمل قام به مجاهدوه هو تحكيم الشريعة، وهم أبعد الناس عن مذهب الخوارج، ولا يتهمهم بذلك إلا جاهل أو حاسد أو حاقد، ومن نبزهم بذلك عليه بالتوبة". ورفع قاضي التنظيم تهنئةً لمن سماه ب "أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي القرشي، بهذا الفتح المبين في الموصل وسامراء وغيرهما"، ويتعلق الأمر بالعراقي عوض إبراهيم علي البدري السامرائي الذي بويع أميراً على رأس التنظيم، وهو مطلوب من طرف الإدارة الأمريكية بمبلغ 3 ملايين دولار. وأعدّ "أبو عبد الله العاصمي" لعناصر داعش موعداً في "دار الخلافة"، مشيراً إلى أنه يحدثهم ك "جندي من مغرب الإسلام، أرض الجزائر الصابرة".