أعلن لاعبو المنتخب الجزائري أنهم سيلتزمون جميعا بصيام هذا الشهر مؤكدين أنهم سيستعينون بالطبيب حكيم شلبي، الذي بفضل إنجازاته في مستشفى "اسبيتار" في العاصمة القطرية الدوحة، أصبح أحد مرجعيات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في موضوع صوم اللاعبين. ويوضح شلبي أن الصيام يشكل "مرحلة يزداد فيها خطر الإصابة، خصوصا على مستوى أسفل الظهر والمفاصل والعضلات"، وهذا يعود تحديدا إلى عامل جفاف الجسم وليس النقص في الغذاء. ويضيف الطبيب المختص: "يجب تغيير مستوى التغذية، ويجب أيضا تعديل كمية الغذاء بما يسمح بالتأقلم مع التمارين، وعلى اللاعبين أيضا أن يشربوا الكثير من السوائل، وأنصحهم بتمديد فترة القيلولة بعد الظهر لتعويض جزء من الوقت المخصص للنوم". ويوضح الطبيب السابق في باريس سان جرمان، بطل فرنسا راهنا، أنه خلال إقامته في أوروبا، كان غالبا ما يطلب منه "حث اللاعبين على عدم الصيام". ويضيف: "إلا أن الغريب أن هناك رياضيين يسجلون نتائج أفضل خلال رمضان بسبب رغبتهم في الالتزام بالصوم، وهو ما قد يشكل عاملا مساعدا على الصعيد النفسي". هذه النصائح تؤكدها خبرة مجيد بوقرة، قائد منتخب الجزائر، الذي يقول: "أصعب ما في الأمر مسألة الجفاف، ولكن لا بأس، فالطقس جيد، وبعض اللاعبين يمكنهم إرجاء صيامهم، أما أنا، فسأقرر بناء على حالتي البدنية، لكن أظن أني سأصوم". وكان مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان أوضح أنه "لم يطلب شيئا" من لاعبيه المسلمين، وقال: "هذه أمور حساسة ودقيقة، وليس لدي ما أطلبه". وأضاف: "نحترم كل الديانات، واللاعبون معتادون على الصوم واللعب وليس هذا الوضع جديدا، كما لست قلقا لأن الجميع سيتأقلم مع الأمر". وأثار قرار المنتخب الجزائري الصيام بالمونديال جدلا واسعا حيث انقسمت الفتاوى في الجزائر بين المتساهل في إعفاء اللاعبين من الصيام والمتشدد في مطالبتهم بالصوم على اعتبار أن اليوم قصير في البرازيل ويمكن تحمل مشقة عدم الأكل أو الشرب كما تنص عليه الشريعة الاسلامية».
ويرى الشيخ محمد مكركب، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين غير الحكومية حرمة الإفطار للاعبين في رمضان، وقال: لا يجوز لهم الإفطار في نهار رمضان من أجل اللعب.
وكان «مكركب» يرد على فتوى الشيخ محمد الشريف قاهر، رئيس لجنة الإفتاء في المجلس الإسلامي الأعلى، وهو هيئة رسمية، التي أجاز فيها للاعبين الإفطار على اعتبار أنهم مسافرون، والإسلام يبيح للمسافر عدم صيام رمضان، وتأجيل ذلك إلى حين عودته الى بلاده.
أما رئيس نقابة الأئمة الشيخ جلول حجيمي فرأى أن «بإمكان اللاعبين الصيام لأن البرازيل في فصل الشتاء والنهار قصير والحرارة منخفضة».
لكن بالنسبة للشيخ حجيمي: «لا مانع من إفطار اللاعبين في حالة المضرة».
وكشف الدكتور الجزائري ياسين زرفيني، عضو اللجنة الطبية للاتحاد الدولي لكرة القدم، لصحيفة الشروق الرياضي أن «الدراسات العلمية الميدانية التي أشرف عليها تحت رعاية الفيفا أثبتت بأن الصيام لا يضر بتاتا بصحة اللاعبين ولا يؤثر على لياقتهم البدنية، ولكنه على العكس قد يكون محفزا إيجابيا عند بعض اللاعبين».