اعلنت مصادر دبلوماسية ان وزراء الخارجية الاوروبيين قرروا الاثنين ادراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني الشيعي على لائحة المنظمات الارهابية للاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي سارعت فيه اسرائيل وواشنطن للترحيب بالقرار. واعتبر تلفزيون ‘المنار' التابع لحزب الله ان ادراج الاتحاد الاوروبي الحزب على لائحته للمنظمات الارهابية يعني ان ‘اسرائيل اخضعت الاتحاد الاوروبي لارادتها'. وقال في مقدمة نشرته الاخبارية المسائية في اول رد فعل للتنظيم الشيعي على القرار الاوروبي ‘اخضعت اسرائيل اوروبا لارادتها بوضع حزب الله على اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي بدوله الثماني والعشرين، وهو قرار جهدت قيادات العدو بجر اوروبا اليه وسوقت له على مدى سنوات بمساندة امريكية وبريطانية مكشوفة'. ورحب وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين ب'الرسالة القوية' التي وجهها الاتحاد الاوروبي عبر قراره بإدراج حزب الله اللبناني على قائمته للمنظمات الارهابية. وقال كيري ‘عبر هذا الاجراء الذي اتخذ اليوم، يوجه الاتحاد الاوروبي رسالة قوية الى حزب الله مفادها انه لا يستطيع التحرك بدون الافلات من العقاب: ان ما يقوم به سيؤدي الى تداعيات'. ودعا كيري حكومات اخرى الى الاقتداء بالاتحاد الاوروبي واتخاذ تدبير مماثل بحق التنظيم الشيعي اللبناني، فيما رحبت إسرائيل بالقرار، وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في أن يؤدي إلى ‘خطوات حقيقية' ضد الحزب. وقالت المصادر ان وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل اكدوا في الوقت نفسه ‘رغبتهم في مواصلة الحوار' مع كل الاحزاب السياسية اللبنانية بما فيها حزب الله الذي يلعب دورا اساسيا. وكان القرار قد أخذ الكثير من الجدل بعد أن قالت بعض الدول إنه سيصعب التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي، فيما أعرب البعض الآخر عن القلق تجاه أن يزيد القرار التوترات في لبنان. يذكر أن الولاياتالمتحدة تدرج حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية. ومن بيروت تلقى لبنان الرسمي الخبر بشكل مفاجأة غير متوقعة لاسيما وأن وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور كان أشاع أجواء مغايرة للقرار الذي صدر عن الاتحاد الاوروبي. كذلك فإن بعض الصحف المحسوبة على فريق 8 آذار توقعت أن ‘يتفادى الاتحاد الاوروبي إدراج الحزب على اللائحة الاوروبية للارهاب برغم تحريض بعض الاطراف اللبنانية على الحزب'. وكان الوزير منصور قبل ساعات قليلة من صدور القرار أكد ‘أن التعثر مازال موجوداً والاتحاد الاوروبي قد لا يتخذ قراراً بشأن إدراج حزب الله على لائحة الارهاب'، وقال ‘إن اجتماع الخبراء لم يتوصل الى نتيجة باعتبار ان هناك تحفظات من بعض الدول الأوروبية مثل مالطا، قبرص، ايرلندا وتشيكيا برغم الضغوط الكبرى التي تُمارس من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واللوبي اليهودي'، ولافتا الانتباه الى ‘ان الدول المشاركة في ‘اليونيفيل' معنية أكثر من غيرها بمراجعة حساباتها'. واعتبر ‘ان مثل هذا القرار سيحرج الدولة اللبنانية'، كاشفاً عن'ان سياسيين لبنانيين عمدوا الى التواطؤ مع الاوروبيين وبعض السفراء الأجانب للدفع في اتجاه إدراج ‘حزب الله' على لائحة الإرهاب'، منبهاً الى ‘ان اتخاذ قرار في هذا الاتجاه سيعرّض استقرار لبنان للخطر باعتبار ان الحزب هو مكوّن اساسي من مكونات المجتمع اللبناني وجزء لا يتجزأ منه وهو ممثل في مجلس النواب وله أعضاء في الحكومة'. وأشار الى أنه ‘لا يمكن الفصل بين الجناحين السياسي والعسكري للحزب'. من جهته، علّق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على قرار الاتحاد الاوروبي مؤكداً أن ‘المجتمع اللبناني بكل مكوناته حريص على التزام الشرعية الدولية'. وأشار إلى أننا ‘سنتابع القرار الأوروبي عبر القنوات الدبلوماسية'. اما رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط فقال ‘نثمن موقف الرئيس ميشال سليمان ورسالته وعدم موافقته على طلب إدراج حزب الله على لائحة الارهاب، وهو موقف هام وشجاع ويصب في مصلحة الاستقرار والتهدئة الداخليّة'. وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس في بيان ‘أشعر بالرضا لأننا اتخذنا اليوم هذه الخطوة المهمة بالتعامل مع"الجناح العسكري لحزب الله وتجميد أرصدته وإعاقة نشاطه في مجال جمع الأموال ، ومن ثم الحد من قدرته على العمل'. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ‘لقد ارسل الاتحاد الأوروبي رسالة واضحة أنه يقف صفا واحدا ضد الإرهاب، هذا الوصف لن يؤثر على علاقة الاتحاد الأوروبي القوية مع لبنان ودعمه له'. وقال وزير الخارجية الأسباني خوسيه غارسيا مارجالو ‘لا يمكننا أن نغض الطرف عما حدث في بلغاريا أو عن مواقف الجناح العسكري لحزب الله في سورية'. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله إنه لا يمكن لأحد في أوروبا أن يتسامح مع الإرهاب والأنشطة الإرهابية.