احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر بلدية القصيبة زوال أمس السبت حفل اختتام السنة الدراسية لمدرسة الحكمة و الفرقان تحت شعار "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" ، تضمن مداخلات قيمة حول القرآن الكريم و فضل قراءته و تعلمه و تعليمه و نبذة عن سيرورة مدرسة الجمعية و تاريخها و مزايا التعليم العتيق و مناهجه و اختتم بتوزيع جوائز التفوق و التميز على تلاميذ مدرسة الجمعية و تكريم المتعاونين و الأساتذة المؤطرين. و افتتح الحفل الذي سيره الأستاذسعيد زبير بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ يوسف عطية بصوت مغربي جميل و كلمة مقتضبة لرئيس الجمعية حميد بعلال تناول فيها نبذة موجزة عن تاريخ المدرسة و سيرورتها و برامجها مشيدا بالشيخ عبد العزيز عيدوك الذي يرجع له الفضل في تأسيس الجمعية الحاضنة لمدرسة تحفيظ القرآن ذلك أن الشيخ شرع في جمع الطلبة و تعليمهم القرآن منذ افتتاح مسجد الفتح في رمضان 1992 قبل أن يقرر تأسيس الجمعية من أجل تجاوز المعيقات التنظيمية و المادية التي كانت تعيق عمله مختتما كلمته بالاعتراف و الشكرللمحسنين و مختلف الجهات الداعمة للجمعية . و حملت كلمة رئيس بلدية القصيبة محمد محسن الذي رحب بالجمعية و أساتذتها و أطرها و من حضر الحفل بُشرى مضاعفة المنحة التي يمنحها المجلس البلدي للجمعية في الموسم المقبل تقديرا لدورها في تربية النشء و تحفيظ القرآن الكريم . من جهته استهل المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية الدكتور إدريس و هنا بالحديث عن التعليم العتيق و برامجه و مناهجه ودوره في صيانة الهوية الإسلامية للشعب المغربي المسلم و الدفاع عن ثوابت المغرب المذهبية . و أشار المندوب إلى أن التعليم العتيق المعتمد في مدرسة جمعية الحكمة و الفرقان يرتكز أساسا على تعليم القرآن الكريم و حفظه حيث لا يسمح لتلميذ المستوى السادس باجتياز امتحان شهادة الدروس الابتدائية إلا بعد حصوله على شهادة تثبت أنه حامل للقرآن من المجلس العلمي ، فضلا عن مختلف العلوم الشرعية الخادمة لكتاب الله و علوم الآلة وهي مواد اللغة العربية التي بواسطتها يمكن للطالب الولوج إلى كنوز القرآن الكريم . و شدد الدكتور على نجاعة النظام التعليمي العتيق بسبب كونه يجمع بين حفظ القرآن و الإلمام بالعلوم الشرعية و العلوم الخادمة و الانفتاح على ثقافة العصر و علومه مما يجعل الطالب المتخرج من هذا النظام التعليمي قادرا على النجاح و التفوق في مساره التعليمي العالي . وحول انتشار التعليم الأصيل بجهة تادلة أزيلال أشار الدكتور" و هنا" إلى أن الجهة تتوفر على 10 مدارس عتيقة ثلاثة في كل من إقليمي بني ملال و أزيلال و أربعة في الفقيه بن صالح بالإضافة إلى عشرين كُتابا مرخصا بإقليم بني ملال و 23 بإقليم أزيلال و 7 كتاتيب بإقليم الفقيه بن صالح ، مبشرا بافتتاح مدرسة جديدة بالمواصفات المطلوبة في بني عياظ في الموسم المقبل أسند تأطيرها للشيخ عبد العزيز الأنصاري لما عرف عنه من الوقار و سعة العلم و جميل الخلق و التواضع و السمت الحسن . و استنهض الشيخ عبد العزيز عيدوك همم سكان القصيبة لدعم و احتضان الجمعية بعد عرض موجز تناول فيه تاريخ المدرسة و تحدث فيه عن الصحابي أبي هريرة و شغفه بالحفظ عن الرسول صلى الله عليه و سلم و رواية أحاديثه و حكمة و تعقل الصحابي الجليل عبد الله بن عباس و حرصه على طلب العلم شأنه في ذلك شأن الصحابي جعفر بني طالب الذي سما به تعلقه بالعلم والتفاني في طلبه إلى أن يشهد له الرسول الأكرم بكونه شبيهه في الخلق و الخلق . و زف الأستاذ يوسف عطية للحاضرين المتتبعين للحفل خبر قرب شروع الجمعية في بناء مدرسة الحكمة في القصيبة بالمواصفات المطلوبة في حي إكيك لتكون منارة لتعلم القرآن و حفظه في القصيبة داعيا إلى تدبره و العمل به و الاستمساك به باعتباره السبيل الوحيد لخلاص الإنسان و سعادته . و اختتم الحفل بتوزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين الذين تمكنوا من حفظ أجزاء مهمة من القرآن الكريم بدءا من الحاملين لخمسة أحزاب ثم الحاملين لعشرة أحزاب ثم الحاملين لخمسة عشر حزبا و للمتميزين بالتفوق و السلوك .. إلى ذك سلمت جمعية الحكمة و الفرقان شهادة تقديرية لجمعية الشفاء لداء السكري بالقصيبة تقديرا لجهودها في دعم الجمعية ،كما قامت بتكريم الأساتذة المؤطرين بالمدرسة .