ننتقل توفيق من الله في هذه الحلقات من حلقات دور القرآن بالمغرب إلى إقليمتازة، وبالضبط إلى واد أمليل الملقبة ب»حجرة تازة» والتي يعود تاريخها إلى ملايين السنين. والمنطقة تزخر بدار قرآن تنهل من عبق التاريخ، وحفظة القرآن الكريم ينيرون الطريق إلى الجيل القادم، ولا يقلون أهمية عن المآثر التاريخية مثل «مغارة افرياطو» حسب تعبير أحد أبناء المنطقة. ويضيف إذا كان «وادي أمليل أشبه بممر يصل المغرب الشرقي بالمغرب الغربي، ويشكل نقطة تحول بين حوض ملوية شبه الجاف، وحوض إيناون الخصب، فإن دار القرآن الفتية استطاعت بفصل الله أن تشكل أيضا نقطة تحول كبيرة إلى الاهتمام بالقرآن الكريم وإحياء تاريخ قديم في حفظه عن طريق اللوح الخشبي والقلم القصبي والصمغ وذلك برواية ورش عن نافع. تأسست دار القرآن بواد أمليل حي النخيل على يد جمعية عبد الله بن عباس لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه سنة 1998، وكان للأستاذ يوسف جابري بن عمر التوزاني شرف وضع اول لبنة في صرح هذه الجمعية والتي أصبح لها هم تأسيس عدد آخر من دور القرآن في النواحي. يقول الرئيس الحالي الأستاذ أحمد العاتي إن الجمعية تشرف على مدرسة للتعليم العتيق الخاص مرخص لها من طرف وزارة التربية الوطنية يدرس بالمدرسة 3 مدرسين يتقاضون منحا من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. أما الفئات المستفيدة بالمدرسة: تضم المدرسة قسمين بالمستوى الابتدائي يدرس فيهما 24 طالبا، وقسم خاص بالتحفيظ يضم 12 طالبا أي ما مجموعه 36 طالبا. هؤلاء الطلبة موزعون على قسم داخلي وآخر خارجي. تعتمد الجمعية في أداء مصاريفها على مساهمات الأعضاء المنخرطين. ويحكي لنا الأستاذ العاتي عن تجربة فريدة ذلك أنه في الموسم الدراسي 2006/2007 تخرج من المدرسة طالب كان شديد الاجتهاد حيث كان يستغل أوقات فراغ الطلبة لكي يكرر ما حفظه، فقد حفظ القرآن الكريم في وقت وجيز(3 سنوات).. تخرج من الجمعية العديد من الحفظة منهم من شارك في المسابقات الوطنية والمحلية كجائزة محمد السادس للقرآن الكريم ومسابقة القناة الثانية. هؤلاء الطلبة يضبطون التلاوة الجماعية مع احترام قواعد التجويد. ولا يفوت الأستاذ العاتي مناسبة شهر رمضان المبارك ليحث إخوانه على اغتنام فرصته، لأن شهر رمضان خير شهور السنة وأعظمها وسر عظمته نزول القرآن فيه، قال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» سورة البقرة 184. وقال تعالى:»إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين.» الدخان 3. ويضيف نعتم بالقرآن الكريم لأنه هو الذي أخرج العرب وغيرهم من الظلمات إلى النور. وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القرآن في رمضان أن يعارض به جبريل في ورد سنوي، وهكذا سن النبي لأصحابه قيام الليل جماعة بالقرآن. لهذا فالأمة في حاجة اليوم إلى إحسان قراءة القرآن في رمضان وإلى جودة النظر في آياته، وإلى الانتقال من النظر إلى العمل، ومن القراءة باللسان للعمل بالأركان.