!!! تشهد شوارع مدينة بني ملال تراكم النفايات في كل صوب ومكان فحاويات القمامة ممتلئة عن آخرها ، الأحياء تعج بالأزبال في مشهد يرجع بنا إلى أعوام الثمانينات ، الحدائق بالمدينة نالت هي الأخرى نصيبيها من هذه النفايات ، أمام المؤسسات العمومية ، الملحقات الادارية ، الطرق الرئيسية ، كل هذه المشاهد تجعلنا نطرح أسئلة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟ ومن المسؤول الرئيسي عن تردي أوضاع النظافة بالمدينة ؟ وما دور السلطات المحلية بما فيها المجلس البلدي لوقف هذه المهزلة ؟ تعرف شركة النظافة تيكميد المفوض لها تدبير النظافة ببني ملال اختلافا كبيرا بين نقابة الاتحاد المغربي للشغل ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بشركة تكميد فالأولى تلقي باللائمة على مدير الشركة وتحمله مسؤولية تدهور أوضاع العمال وبالتالي تردي خدمات الشركة وضعفها في تدبير النظافة بالمدينة ونفذت وقفة احتجاجية امام بلدية المدينة طالبت من خلالها برحيل مدير الشركة واعتبرته مسؤولا عن الحالة الكارثية التي أضحت تعرفها أحياء وشوارع المدينة من أزبال ونفايات وعزت أسباب ذلك الى سوء التدبير والحالة الميكانيكية المتردية للشاحنات ورداءة الأدوات المستعملة في التنظيف ،حاويات القمامة المكسرة الى جانب عدم وفاء الشركة بالتزاماتها اتجاه العمال وتحسين أوضاعهم الشيء الذي ينعكس سلبا على أداء واجبهم في أحسن الظروف. وحينها تدخل والي جهة تادلة أزيلال السيد محمد فنيد الذي امتص غضب العمال ووعدهم بتلبية مطالبهم و بالوقوفه الى جانب الطبقة الشغيلة وكان ذلك بحضور رئيس المجلس البلدي ومدير شركة تيكميد .أما نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب فلها رأي اخر فمباشرة بعد هذا الاجتماع حملت المسؤولية الى رئيس المجلس البلدي ورئيس المصلحة بشركة تكميد واتهمتهما بترتيب هذا الاجتماع من أجل الاطاحة بمدير الشركة و أصدرت بيانا للرأي العام توضح فيه حقيقة ما يجري متهمة رئيس المجلس البلدي بالجري وراء تحقيق أهداف سياسية انتخابية سابقة لأوانها. إذا كان المجلس البلدي هدد بإلغاء صفقة تدبير النظافة مع شركة تيكميد نزولا عند رغبة العمال فعليه أيضا أن يهدد ويكون صارما مع الشركة في احترام دفتر التحملات نزولا عند رغبة المواطنين وحقهم في مشاهدة أحياء وشوارع مدينتهم نظيفة ترقى الى مستوى الميزانية الضخمة المخصصة لهذا التدبير وبعيدا عن الصراعات أو الحسابات الضيقة التي لا شأن لهم بها سواء الداخلية أو الخارجية بهذه الشركة. وبين هذا وذاك تبقى المدينة لحد كتابة هذه السطور غارقة في نفاياتها وأزبالها ، فالمطرقة مطرقة الشركة واختلاف نقابتيها والسندان مدى استجابة المجلس البلدي لأصوات المواطنين من أجل إجبار الشركة باحترام دفتر التحملات أو أن يقول لها "دكاج" كما قالها العمال لمدير الشركة.