في سابقة من نوعها بمدينة تطوان، أقدم سكان المدينة، صباح يوم أمس، على رمي نفاياتهم بالجماعة الحضرية للمدينة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية، احتجاجا على فشله في حل مشكلة شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة، بعد دخول عمالها في إضراب مفتوح عن العمل. ورفض الموظفون دخول مقر الجماعة الحضرية بعدما فوجئوا برمي المواطنين لحاويات مملوءة عن آخرها بالأزبال التي كانت تزكم الأنوف، فيما حل آخرون يحملون أكياس القمامة على متن سياراتهم الخاصة لرميها أمام باب الجماعة الحضرية، احتجاجا على ما تشهده الحمامة البيضاء من ترد خطير على مستوى نظافتها وتأثير ذلك على البيئة والسلامة الصحية للأطفال. وحل نائب والي الأمن، سعيد العلوة، على وجه السرعة بعد إشعاره بسخط وتذمر المواطنين على الجماعة الحضرية وعلى شركة «تيكميد»، كما عاينت «المساء» تهرب عدد من المستشارين الجماعيين من مواجهة السكان المحتجين. من جهتها، وجهت «اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد» رسالة استنكار إلى رئيس الجماعة الحضرية محمد إدعمار، موضوعها «كفى من معاقبة المدينة» تندد فيها بما وصفته بابتلاء المدينة بشركة «تيكميد»، التي وصفتها ب«المهترئة»، كما طالبته من خلالها بتوضيح ما يجري بخصوص عدم استخلاص ديونها من جماعته، والتي تفوق 2 مليار سنتيم. «إذا ثبت ذلك ستكون جماعتكم هي التي تعاقب ساكنة تطوان التي انتخبتكم وصوتت عليكم»، تقول الرسالة مخاطبة إدعمار، مهيبة به «التخلص من هذه الشركة لأن الوضع لم يعد يحتمل، وإلا ستكون مضطرة لرفع القضية إلى أنظار العدالة لتقول كلمتها في الموضوع. هذا فيما صرح رئيس الجماعة الحضرية ل«المساء» قائلا إن هذا «تطور غير مسؤول»، لأن هناك اجتماعا مفتوحا منذ يومين مع العمال والنقابة والشركة، وهو تطور، على حد قوله، غير مسؤول كذلك، سواء من طرف الشركة أو النقابة، لأن سوء التفاهم بين نقابة العمال والشركة، يقول إدعمار، «لا يجب أن يصل إلى مستوى جعل المدينة وسكانها محتجزين لهذا الخلاف بين الطرفين». محملا في نفس الوقت المسؤولية للعمال لعدم «تحليهم بالمواطنة»، يقول الرئيس، وموضحا أنهم «سجلوا موقفهم وكان عليهم الاشتغال». لقد وعدناهم بالتوصل إلى حل رغم غياب التوازن بين الشركة والعمال، يقول إدعمار. وبخصوص مصير نظافة المدينة، الذي أصبح مرهونا بيد شركة التدبير المفوض فقد كشف إدعمار أنهم سيتوجهون إلى مقر شركة «تيكميد» لإلحاق عمال الشركة وآلياتها بالجماعة الحضرية، و«في حالة رفض «تيكميد للأمر» فإننا، يقول الرئيس، سنتخذ إجراءات قانونية أخرى». ورغم معاينة «المساء» للمواطنين وهم يرمون أزبالهم بباب الجماعة الحضرية، فإن إدعمار اتهم عمال «تيكميد» بالأمر، مؤكدا أنهم هم من يرمون الأزبال ويقلبون حاوياتها في الشوارع الرئيسية لقطع الطرق وعرقلة السير.